دخلت المكتبات المتخصصة في بيع الكتب وأدوات القرطاسية في المدينةالمنورة تنافسا محموما لاستقطاب الأسر السعودية مع قرب بدء العام الدراسي الجديد. وراجت خلال الأيام القليلة الماضية إعلانات وصول السلع الحديثة بشكل كبير، والتخفيضات على البضائع والملابس التي يحتاجها الدارسون استعدادا للعودة إلى مقاعد الدراسة، إذ لا يكاد يخلو شارع أو تقاطع في المدينةالمنورة إلا وتظهر في أحد أركانه إعلانات الترويج عن متطلبات الدراسة بمختلف المراحل التعليمية الأولية والجامعية. ويحرص أولياء الأمور والأمهات على توفير الاحتياجات المدرسية الأساسية لأبنائهم وبناتهم الطلاب والطالبات قبل بدء الدراسة بوقت كاف، لاسيما الزي المدرسي، والحقائب المدرسية، والدفاتر، ومختلف أدوات القرطاسية. وفي جولة على شارع قربان (وسط المدينة)، باعتباره أحد أكثر المناطق جذبا للمتسوقين، لا سيما مع كثرة المكتبات ومحلات القرطاسية على جنباته، واستطلاع آراء عدد من المتسوقين والمتسوقات من مختلف الأعمار حول اهتماماتهم، يقول عارف الحربي الذي يعمل موظفا بإحدى المدارس الأهلية إنه اعتاد في كل عام شراء مستلزمات أبنائه من إحدى تلك المكتبات، وقد جاء في وقت مبكر هذا العام للاطلاع على عرض يتعلق بالحقيبة المدرسية المتكاملة التي تحوي العديد من الأدوات المدرسية من دفاتر وأقلام ومستلزمات لطلاب المراحل الأولية، مبينا أن الأسعار لم تشهد تغييرا ملحوظا. وبخلاف ذلك، يرى المواطن أبو أنس ارتفاعا طفيفا في أسعار بعض المستلزمات المدرسية في إحدى المكتبات الكبرى مقارنة بغيرها من المكتبات، مشيرا إلى أن أسعار الأدوات المدرسية والقرطاسية تتفاوت من صنف لآخر حسب الجودة. من جانبه، نفى قاسم عبدالقادر الذي يعمل بائعا في محل قرطاسية في الشارع ذاته، أي ارتفاع في الأسعار، ولفت إلى أن أسعار الأدوات المكتبية المستوردة ترتبط بأسعار تكلفة توفيرها، حيث تزداد وتنقص بحسب سعر الموردين. وأوضح أن المكتبات تحقق نسبة مبيعات عالية خلال هذه الأيام توازي مبيعات العام بأكمله، مؤكدا إنفاق ملاك المكتبات أموالا طائلة لتوفير مختلف السلع التي يبحث عنها الزبائن من طلاب وطالبات المدارس، كما لا يغفلون احتياجات المعلمين والمعلمات من أدوات مكتبية، واحتياجات المعامل والأشغال الفنية التي يبحثون عنها. ولم يقتصر توجه الأسر السعودية على المكتبات حيث وسعت بعض الأسر دائرة اهتماماتها لتشمل توفير أجهزة حاسب آلي شخصية، لأبنائها وبناتها وماكينة طباعة، وآلة تصوير، واتجهت إلى المحلات المتخصصة في بيع الأجهزة الإلكترونية التي بدأ بعضها حملة إعلانات لجذب المستهلكين، تنافس نظيرتها المكتبات ومحلات القرطاسية. وأفاد المواطن هاني عمار الذي يملك متجرا لبيع الأجهزة الإلكترونية بأن اهتمام الأسر السعودية بتوفير أجهزة التصوير والطابعات ازداد خلال العامين الماضيين بشكل لافت، حيث توفر الشركات المصنعة العديد من الأجهزة المخصصة للمنزل والتي تجمع بين السعر المناسب، وصغر الحجم، وسهولة الاستخدام، حيث توفر عبر اقتنائها المال بدلا من التردد على محلات الطباعة والنسخ والتصوير طوال العام الدراسي، ملاحظا أن أجهزة الكمبيوتر باتت تمثل متطلبا أساسيا للطالب والطالبة، توازي في أهميتها المنهج الدراسي، لا سيما في تعزيز التواصل بين الطالب والمعلم، وكذلك بين أولياء الأمور وإدارة المدرسة، عن طريق البريد الإلكتروني. وأضاف أن الحقائب المدرسية تشكل أكثر الأصناف التي تقبل العائلات على شرائها قبل بدء الدراسة، حيث تلقى هذه الأصناف رواجا واسعا بين شريحة كبيرة من طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية الذين يبحثون عنها، إضافة إلى مجمل المستلزمات المدرسية الاعتيادية كالأقلام والدفاتر وأدوات القرطاسية وأدوات التغليف والقرطاسيات. وأفاد هاني أن الكثير من المكتبات تستعين هذه الأيام وقبل بداية العام الدراسي بعاملين للتحميل والتنزيل، وآخرين لتلبية طلبات المشترين والقيام بمهام الترتيب والتنظيم داخل المكتبة، ودعم أركانها بالبضاعة على مدار الساعة، حيث تشكل هذه الفترة من السنة ذروة الإقبال، مع النفاد السريع للسلع في غالبية أركان المكتبة. وقال نادر الذي يعمل مدخل بيانات في إحدى المكتبات الكبرى المتخصصة في بيع الكتب والمراجع، ان المكتبة استعدت مبكرا للعام الدراسي، ودعمت أركانها بمختلف الكتب والمناهج المقررة والمساندة لطلاب وطالبات المراحل التعليمية الأولية، وكذلك المرحلة الجامعية لمواكبة الإقبال المتوقع بعد بدء الدراسة مباشرة، وتحديدا خلال الأسبوعين الأولين اللذين يشكلان ذروة الطلب على الكتب التعليمية بالنسبة للطلاب والطالبات الجامعيين. وفي أحد أركان المكتبة التقينا المواطن سعد عايض مصطحبا أطفاله للشراء، حيث أبان أن هناك العديد من المتطلبات والأدوات المكتبية التي يجب توافرها قبل الدوام المدرسي، لكنه أبدى تفهمه لارتفاع أسعار بعض السلع المدرسية، مبينا أن المكتبات تزخر بالكثير من الأصناف التي تتنوع في جودتها وسعرها، وتلبي احتياجات الجميع وأذواقهم وكذلك إمكاناتهم المادية. وتعليقا على مدى استفادته من العروض والتخفيضات الموسمية التي تعلن عنها بعض المكتبات في هذه الفترة أفاد بأنها فرصة جيدة للاستفادة من تلك التخفيضات في الأسعار، وذكر أنه لا يحرص غالبا على تتبع العروض التي تقدمها الأسواق بما فيها سوق المكتبات.