الرياض، جدة، نجران، بريدة، الأحساء، الجبيل، حائل- نايف الحمري، تهاني البقمي، ماجد آل هتيلة، ثامر الناصر، غادة البشر، محمد الذبياني، خالد الحامد أهالي طلبة: تداخل المواسم أرهقنا.. ورقابة التجارة مفقودة. تجار: لا مبرر لخفض الأسعار في موسم جني الأرباح! صراع تجاري بين الجودة والسعر.. وسباق لاستنزاف الجيوب. محلات الخرداوات تنافس «الكبار» على اقتناص الزبائن. بمتوسط إنفاق يزيد عن ملياري ريال، تترقب أسر أكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة العام الدراسي الجديد الذي يهلُّ بعد أيام قليلة. ورغم أن بعضهم استعد مبكراً لاستئناف الدراسة، إلا أن الأسعار الملتهبة للمستلزمات المدرسية تحوَّلت إلى «حفلة شواء» غير مسبوقة لميزانيات الأسر الفقيرة والمتوسطة، التي تتقافز بحذر بين المواسم، لتلتقط سلعاً جيدة بأسعار رمزية. وهنا تبدو محلات الخرداوات الرخيصة لاعباً رئيساً في المشهد، فالمكتبات الكبرى والمتخصصة تحرص على توفير سلع عالية الجودة، لكن أسعارها تتجاوز سقف الإنفاق لدى متوسطي الحال والفقراء، ما جعل محلات الخرداوات، التي تتراوح أسعارها بين ريال وخمسة ريالات لمعظم السلع، الأكثر حظوة لدى تلك الفئات. وبين تطلعات المستهلك و «نَهَم» التاجر للمكسب جالت «الشرق» تستجلي الصورة وتلقي الضوء على الزوايا المظلمة لكشف التفاصيل. زيادة ملحوظة الحقائب المدرسية.. تصميمات ملفتة.. أسعار متباينة (تصوير: عبدالله فراج) وفي جولة قامت بها «الشرق» على عدد من مكتبات وقرطاسيات الرياض، أكد عاملون في المكتبات أن الأسعار ارتفعت عن العام الماضي بنسبة 20 % نتيجة زيادة الطلب على مستلزمات الطلاب ورفع المستورِد لأسعار تلك المستلزمات مبدين توقعاتهم بأن تتجاوز مبيعاتهم هذا الموسم أكثر من 15 مليون ريال خلال الأسبوعين الأول والثاني من الموسم الدراسي. وعمدت بعض المحلات إلى وضع لافتات إعلانية على واجهاتها عن أقمشة وموديلات المرايل، فيما أكد مستهلكون ارتفاع سعر أقمشة المرايل بنسبة 15% عن السابق، فيما عبرت طالبات وأمهات عن استيائهن من استمرار تأجيل تطبيق الزي المدرسي الجديد. ويشير هلال السليم، صاحب مكتبة، أن مكتبته أمَّنت منذ نهاية شهر رمضان الحقائب المدرسية والدفاتر والأقلام بمختلف أنواعها وتشكيلة واسعة من دفاتر التحضير للمعلمين والمعلمات، استعداداً لموسم العودة إلى المدارس الذي يعد أهم مواسم البيع لدى أصحاب المكتبات، لافتاً إلى وجود تنافس كبير بين المكتبات في توفير وتأمين كافة احتياجات الطلبة بدءاً من مرحلة رياض الأطفال إلى المرحلة الجامعية، إضافة لتوفير احتياجات المعلمين والمعلمات من دفاتر التحضير والوسائل التعليمية الحديثة. استعداد مبكر ويرى البائع حسني محمد أن مكتبات الرياض تستعد جميعها لموسم العودة للمدارس، من خلال تأمين المستلزمات المدرسية المختلفة من حقائب ودفاتر وأقلام وألوان للطلبة في مختلف المراحل التعليمية، إلى جانب توفير متطلبات المعلمين والمعلمات. وفيما يتعلق بالأسعار، يقول إن متوسط أسعار الحقائب المدرسية يتراوح بين 40 150 ريالاً، أما الدفاتر فتبدأ أسعارها من 15 ريالاً للدرزن، وهناك أنواع فاخرة يصل سعر الدرزن فيها إلى 60 ريالاً. أما دفاتر التحضير للمعلمين والمعلمات فتتراوح بين 40 120 ريالاً خصوصاً دفاتر تحضير المعلمات التي يتم تغليفها بشكل فاخر. وتبدأ أسعار الأقلام من ريال واحد وصولاً إلى 6 ريالات حسب الماركة، فيما يتراوح سعر دفاتر الرسم بين 4 – 10 ريالات، ووصلت أسعار الممحاة والبراية إلى 3 ريالات فيما كانت تباع في السابق بريال واحد. عروض وهمية أحد المحلات يعرض مستلزمات مدرسية (الشرق) يقول ناصر اليامي إن الأُسر تدخل في دورة متواصلة مِن الأعباء المالية والإنفاق المستمر بدءاً مِن شهر رمضان وعيد الفطر وبداية العام الدراسي واستغلاله مِن قِبل التجار دون مراعاة لميزانية الأسرة باعتباره موسماً للربح. ويؤكد أن هناك عدة مكتبات تستقبل زبائنها بعروض وهمية على الحقائب والأقلام ومستلزمات الطلاب المتعددة، ثم نتفاجأ بأن تلك الأسعار تراوح مكانها منذُ أعوام ولم تتغير، وسبق أن تم إبلاغ فرع التجارة بذلك. ويشير إلى أنه قام بشراء المستلزمات الدراسية لِابنتيهِ، 7 و 10 سنوات، مِن ملابس وأحذية مبكراً، حيث اشترى حقيبتين بسعر 110 ريالات رغم أن سعر الواحدة في الأيام العادية لا يتجاوز 25 ريالاً، كما ارتفع سعر قماش المرايل مِن 15 ريال للمتر إلى 32 ريالاً دون رقابة لذلك الاستغلال الذي يتكرر كل عام. ويؤكد منصور بن دكّام أن التجار يستغلون هذه الفترة بحشد أصناف وموديلات مختلفة من الأدوات المدرسية، تسبقها عروض وهمية لجذب المستهلك بأسعار غير حقيقية، في ظل عدم التقيُّد بأسعار موحَّدة ليدفع المستهلك ثمن ذلك الجشع دون رقابة. ويضيف أن أصحاب المكتبات رفعوا أسعار دفاتر تحضير المعلمات مِن 100 ريال إلى 250 ريالاُ، ويطرحون الحقائب المدرسية بأسعار لا تُفرِّق بين الجيِّد والرديء، متسائلاً عن دور «التجارة» في مراقبة الأسعار ووقف جشع التجار. التجارة تراقب الأسعار وفي هذا السياق، يؤكد مصدر في فرع التجارة بنجران أن الفرع يقوم بعمل جولات ميدانية على المكتبات ومحلات بيع المستلزمات المدرسية لمراقبة أسعارها، مضيفاً أن الأسعار تخضع للعرض والطلب في السوق. ويضيف أن البلدية تراقب محلات بيع المستلزمات في محافظات المنطقة، داعياً المستهلك إلى الإبلاغ عن ارتفاع الأسعار في المكتبات ومحلات البيع المختلفة. إرهاق للأسر الفقيرة ويؤمِّن أحمد المطلق احتياجات أبنائه وبناته الأربعة، أحدهم يدرس في المرحلة الثانوية، وفتاة في المرحلة المتوسطة، واثنتان في المرحلة الابتدائية، قبل بدء الدراسة بأسبوع تقريباً، حيث يتوجه لأحد المعارض الكبيرة لضمان الحصول على كل ما يطلب تحت سقف واحد، ويشير إلى أن تكلفة تأمين كافة المستلزمات تزيد عن ألف ريال تقريباً، فيما تتكلف ملابس البنات المدرسية 200 ريال للطالبة الواحدة، معتبراً أن تكاليف العام الدراسي مرهقة جداً لذوي الدخل المحدود. عادل الدبيب ولم يَر عادل الدبيب أية عروض ترويجية أو تخفيضات على أسعار المستلزمات القرطاسية، التي ربما تخفف الضغوط الاقتصادية على الناس. ويشير إلى أن لديه ابنتين في المرحلة الابتدائية وثالثة في المرحلة المتوسطة، وكل منهن تكلفه 500 ريال للاستعداد للموسم الدراسي الجديد من مستلزمات قرطاسية وزي مدرسي، وهذا يجعل المدارس تشكل عبئاً كبيراً خاصة بعد إجازة عيد الفطر ورمضان التي تستنزف ميزانيات الأسرة. ويبدي خالد الشمراني استياءه من ارتفاع أسعار المستلزمات القرطاسية. ويضيف قائلاً: لم نكد ننتهي من تلبية طلبات العيد حتى بدأنا نستعد لشراء احتياجات المدارس. أما فهد المطيري فيرى أن ثمة فوارق في أسعار المستلزمات المدرسية التي تبيعها المحلات التجارية غير المتخصصة كمحلات الخردوات والملابس مقارنة بأسعارها في القرطاسيات. في حين يفضل عبدالله العنزي شراء احتياجات أبنائه المدرسية من محلات بيع الجملة دون القرطاسيات، مبرراً ذلك بأن أسعارها في متناول اليد بخلاف القرطاسيات والمكتبات. أثر سلبي لتداخل المواسم ويشكو خالد المحمدي ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية مقارنةً بالعام الماضي رغم رداءة الصنع، ويؤكد أنها فاقت مخصصات الأسر الفقيرة والمتوسطة، فأسعار الملابس المدرسية تتراوح من 75- 100 ريال للإناث و50 – 80 للذكور، أما بالنسبة للمنتجات القرطاسية، فتختلف أسعارها بتعدد أشكالها وأنواعها. ويشير إلى أن عديداً من الأسر تجد نفسها الآن في ورطة أمام متطلبات أبنائها الضرورية من المستلزمات المدرسية. ويقر أبو عبدالمجيد بأن المستلزمات المدرسية لأبنائه الخمسة تحتاج إلى ميزانية خاصة، مشيراً إلى أن راتب شهر شوال يُستنزف تماماً في تأمين مستلزمات أبنائه الدراسية بمتوسط 400 ريال لكل منهم، فضلاً عن رسوم الدراسة التي تزيد عن ستة آلاف ريال لكل منهم. ويرى عبدالله محمد الشمري، وهو أب لطفلين أحدهما في الصف الأول والآخر في الصف الثالث الابتدائي، أن أبرز ما يؤرِّق العائلات هو المتطلبات المالية التي سبقتها متطلبات العيد ورمضان. «أبو ريالين» يكسب الجولة! أما سيد الأسمري فيرى أن محلات وبسطات «أبو ريالين» تساهم بقوة في حلحلة أزمة غلاء المستلزمات المدرسية في وقت تبالغ فيه القرطاسيات كثيراً في أسعارها، مؤكداً أنه لولاها لما تمكن من تغطية متطلبات أبنائه الثلاثة من مرتبه المنخفض، ويقول إن ما يباع في القرطاسية بخمسة ريالات نجده بريالين في تلك المحلات، وما يباع بعشرة ريالات نجده بخمسة، داعياً الجهات المعنية بمراقبة الأسعار إلى وضع حد للغلاء والقضاء على ظاهرة استغلال التجار لهذا الموسم. ومثله، يرى محمد العمار أن غلاء أسعار المستلزمات المدرسية يدفعه إلى تأمين احتياجات أبنائه من محلات «أبو ريالين»، التي تقدم المستلزمات القرطاسية بأسعار منخفضة جداً مقارنة بالمكتبات العادية، حيث تشهد إقبالاً كبيراً رغم رداءة جودة بعضها، لكنها تفي بالغرض لقلة أسعارها خاصة لمن لديهم أكثر من طفل على مقاعد الدراسة. لا مبرر لخفض الأسعار ويشير مدير المبيعات في أحد محلات بيع الأقمشة، إلى أن الأسعار التي يبيعون بها حالياً أقمشة المرايل هي الأسعار الحقيقية للقماش، وما يحدث ليس زيادة في السعر، ولكن أصحاب المحلات يضطرون لتخفيض أسعار أقمشة المرايل باقي أيام العام لأنها لا تلقى طلباً، ولكن لا مبرر لخفض الأسعار في موسم العودة للمدارس. من جانبه، يقول أبو منير، ويعمل بائعاً في أحد محلات الأقمشة، إن السعر يختلف حسب نوعية القماش، ومن يبحث عن السعر الأقل فهو موجود، ولكن بجودة أقل، مؤكداً أن الزيادة رمزية وغير مؤثرة على ميزانيات المستهلكين، أما بالنسبة للجاهز فالموديلات لها دورها في تحديد السعر، فليس من المعقول مساواة سعر المريول العادي بالمبتكر، مشيراً إلى أن فروقات الأسعار بين المرايل متفاوتة وبسيطة. ويبين بدر العلي، مدير المبيعات في أحد محلات بيع المرايل الجاهزة، أن الإقبال على شراء المرايل بدأ منذ أيام العيد، حيث إن عديداً من أولياء الأمور يبكِّر في شراء المرايل خوفاً من نفاد المقاسات المطلوبة، مبيناً أن وقت الذروة في الإقبال على الجاهز يزداد مع بدء العد التنازلي لبداية الدراسة، مشيراً إلى أن معظم الأهالي الذين يقبلون على الأقمشة والخياطة إما بسبب بحثهم عن أقمشة معينة، أو بسبب مشكلة المقاسات والأحجام الكبيرة. الجودة تحكم السعر أسعار الدفتر الشريط ترتفع عن العادي بقليل (الشرق) وتباينت أسعار بعض الأدوات القرطاسية في أسواق الأحساء، ففي الوقت الذي تتراوح أسعار الدفاتر بين 1.5 – 2.5 ريال لدى بعض المكتبات ومحلات بيع الأدوات القرطاسية تعرض البضائع نفسها بسعر يتراوح بين 1 – 2 ريال لدى بعض الأسواق الشعبية. ويشير التاجر عبدالعزيز السعد إلى أن سعر الدفتر ذي الأربعين ورقة يتراوح بين 1 – 1.5 ريال، فيما يتراوح سعر دفتر الستين ورقة بين 1.5 – 2 ريال، مبيناً أن اختلاف السعر يعتمد على جودة الورق والعلامة التجارية التي يحملها. فمثلاً دفتر الأربعين ورقة الذي يحمل علامة روكو يبلغ سعره 1.5 ريال، وذو الستين ورقة يباع بريالين، فيما تبلغ أسعار دفاتر بريما 1.25 ريال للأربعين ورقة و 1.5 ريال للستين ورقة، أما الدفاتر الصينية فتباع بريال واحد للأربعين ورقة و 1.25 ريال للستين ورقة. وأشار إلى أن أسعار بعض الأدوات القرطاسية لم يطرأ عليها أي تغيير مقارنة بالعام الماضي، مثل الدفاتر والأقلام، فيما تشهد أسعار بعض الأدوات كالحقائب والألوان والأدوات الهندسية ارتفاعاً بنسب متفاوتة تراوحت بين 15 – 30 %. وتوقع السعد أن تكون مبيعات هذا العام جيدة مقارنة بالأعوام السابقة، مؤكداً أن سوق الأدوات القرطاسية يعد من الأسواق الجيدة التي تحظى بنشاط طوال العام الدراسي. تهيئة معنوية وتؤكد أم فيصل العتيبي أنها بدأت بالحديث مع أبنائها عن المدرسة والاستعداد لها، وأهمية أن يحسِّنوا مستواهم الدراسي وينظموا أوقاتهم وذلك بعد أيام العيد الثلاثة الأولى، حيث شعرت بأنهم لم يعودوا يتذكرون المدرسة كما كانوا في السابق، ومن ثم حرصت على تهيئتهم معنوياً للعودة إلى المدرسة. ويقول الطالب عبدالله عبدالعزيز السليمان الذي قضى العطلة الصيفية ما بين لعبٍ ورحلات مع الأهل مروراً بشهر رمضان والعيد، إن والديه بدآ منذ أيام في الحديث معه وإخوته حول الاستعداد للمدرسة وضرورة رفع معدلاتهم، وتفقدا متطلباتهم المدرسية، كتجديد الحقائب المدرسية والملابس وغيرها. ويقول عبدالله سليمان الفهيد: على الرغم مما تمثله بداية العام الدراسي الجديد من فرحة لدى كثير من الطلاب، إلا أنه يمثل بالنسبة لكثير من الأسر وأولياء الأمور عبئاً مالياً جديداً. ويضيف قائلاً إن الشهرين الماضيين يعتبران أكثر شهور السنة إرهاقاً لميزانية الأسرة، حيث تداخلت مواسم رمضان والعيد مع بدء الموسم الدراسي. ويشير الدكتور السر أحمد سليمان، المتخصص في علم النفس بجامعة حائل، إلى أن على الأهل تهيئة أبنائهم نفسياً لبدء الدراسة، بالاستعداد والتحضير والتحدث معهم عن بداية العام الدراسي، التي قد تكون خطوة فعالة في التخفيف من الضغط النفسي الذي قد يرافق الأبناء، خاصة ممن هم في مراحل الدراسة الأولى وعلى الأخص الصف الأول. مؤشرات الأسعار (جرافيك الشرق)