يعود وفد رابطة العالم الإسلامي من جنيف، اليوم، بعد جولة دعوية أوربية بدأت من لندن، واختتمت بجنيف، برئاسة الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي. ففي لندن، التقى الدكتور التركي مجموعة من المهتمين بالحوار، وشهد ندوة «دور المراكز الإسلامية في تصحيح المفاهيم الخاطئة» التي نظمها المركز الثقافي الإسلامي في لندن برعاية سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، وترأس اجتماع مجلس أمناء وقف المكتب الإقليمي للرابطة في لندن، وترأس مجلس أمناء مسجد الملك فهد في أدنبرة. وفي جنيف، التقى الدكتور التركي بالعديد من القيادات ومسؤولي المراكز والجمعيات الإسلامية، وشهد ندوة «المسلمون في الغرب.. المواطنة والهوية»، وترأس اجتماعا للمجلس التأسيسي للمؤسسة الثقافية الإسلامية في جنيف، والتقى رئيس المراسم في جنيف جان لوك شوبارد، ومفتي البوسة والهرسك الشيخ حسن كفازفيتش، وزار وقف الملك فيصل التابع للمؤسسة الثقافية الإسلامية في جنيف، والتقى الأئمة والدعاة ورؤساء المراكز الإسلامية في سويسرا. الدكتور التركي أكد أن الزيارة آتت ثمارها بعد إطلاع وفد الرابطة على ما تقدمه المراكز والمنظمات الإسلامية في خدمة الجاليات المسلمة هناك، من خلال البرامج التربوية، مبديا استعداد الرابطة للتعاون مع تلك الجهات لدعم أنشطتها وتقديم ما يخدم الجالية المسلمة، داعيا إياها للتعاون فيما بينها لخدمة الإسلام والمسلمين والبعد عن ما يفرق بينهم، مع التركيز على خدمة قضايا الجاليات. ودعا القيادات والجهات المسؤولة عن الجاليات المسلمة من خطباء ودعاة ومراكز مجالس ومؤسسات للتركيز على التوعية بتمسك المسلمين بدينهم في وسطية واعتدال، وإظهار محاسنه وجماله في أخلاقهم وسلوكهم وتعاملهم. وأوضح الدكتور التركي أن الرابطة تدرك الصعوبة التي يواجهها المسلمون الذين يعيشون في بلدان غير مسلمة، ومشيدا بقدرتهم على الجمع بين هويتهم الإسلامية وهويتهم الوطنية في البلدان التي هاجروا إليها. ورأى الدكتور التركي أن أهم ما ينبغي أن يعيه أبناء الجالية المسلمة في الغرب هو المحافظة على هويتهم الدينية في أنفسهم وأسرهم مع تعزيز كيانهم الاجتماعي بالتغلب على الانطواء أو الانزواء، وإدراك أهمية الائتلاف والتعاون، وفرضية الارتباط بالجماعة وضرورة الصبر على سلبياتها، وأفضلية الإطار الجماعي المحمي قانونيا، لأي جهد يمكن أن يقوم به المسلم لخدمة دينه وإخوانه. وعبر الدكتور التركي عن شكره وتقديره لحكومة خادم الحرمين الشريفين على دعمها الدائم والمتواصل للرابطة، والمراكز والمؤسسات الإسلامية في مختلف دول العالم وحرصها على إقامة هذه المؤسسات الإسلامية من أجل خدمة الجاليات المسلمة في أنحاء العالم. من جانب آخر، دعا المدير العام للمؤسسة الثقافية الإسلامية في جنيف وممثل الرابطة في العالم الإسلامي لدى الأممالمتحدة السفير أحمد بن محمد البياري، الجاليات المسلمة في الغرب للتمسك بفقه يعينهم حتى يعيشوا إسلامهم بلا حرج في الدين ولا إرهاق في الدنيا، وأن يحافظوا على جوهر الشخصية المسلمة المتميزة بعقيدتها وشعائرها وقيمها وأخلاقها وآدابها. وعلى صعيد متصل، أوضح عدد من أبناء الجاليات المسلمة أن «الأقلية» جزء من أمة الإسلام الوسط التي لا يقبل منهجها الإفراط أو التفريط، ويؤكد على التوسط والاعتدال، وبينوا أهمية التعاون من بين مسلمي أوروبا بجمع الكلمة والحذر من الفتن التي تفرق الصف الإسلامي، والابتعاد عن الفتن الطائفية التي يبرأ منها الإسلام. وأكدوا اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالمسلمين ومؤسساتهم في أوروبا، ورعاية شؤونهم ودعمه البرامج التي تنفذها المراكز والمؤسسات الإسلامية في بلدان أوروبا في مجالات الحوار والتعايش، والتعاون بين المسلمين ومواطنيهم، وحرصه على الحفاظ على هويتهم الإسلامية. وكان المشاركون في ندوة «المسلمون في الغرب.. المواطنة والهوية» التي اختتمت أمس الأول في جنيف، قد أكدوا على دور المراكز والجمعيات الإسلامية في أوروبا بتعريف المسلمين بقوانين وحقوق المواطن وواجباته في الدول التي يعيشون فيها، ووضع استراتيجية تتضمن برامج تكاملية وتنسيقية بين المراكز والجهات الإسلامية في أوروبا بما يمكن من تحقيق المواطنة للمسلمين في أوروبا، وتعزيز هويتهم الدينية. وأكد المشاركون على دور المراكز والمؤسسات الإسلامية في أوروبا في إبراز منهج الإسلام في التعاون بين الأمم والشعوب، وتعريف المجتمع الأوروبي بالصورة الحقيقية للإسلام، موضحين حاجة المجتمعات متعددة الديانات والثقافات إلى شراكة عادلة ضمن عقد اجتماعي يتوافق عليه الجميع ويستثمر اختلاف الرؤى والتوجهات في تحقيق تنمية مستدامة للجميع.