افتتح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أمس ندوة «المسلمون في الغرب ..المواطنة والهوية» التي تنظمها رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع المؤسسة الثقافية الإسلامية بجنيف بمشاركة نخبة من العلماء المسلمين والمفكرين في سويسرا وأوربا . وبدأت جلسات الندوة بالقرآن الكريم ، بعدها ألقى المدير العام للمؤسسة وممثل رابطة العالم الإسلامي لدى الأممالمتحدة السفير أحمد بن محمد البياري كلمةً، أكّد خلالها كمال رسالة الإسلام وعظمتها وإنها صالحةٌ لكلِّ زمان ومكان، فهي رسالة الرحمة الشاملة، وتضمنت المبادئ العامة والقواعد التي تظهر من خلالها مرونة الإسلام وسعته وقدرته على التعايش مع جميع الحضارات وفي مختلف الميادين. ودعا الجاليات المسلمة في الغرب إلى التمسك بفقه يعينهم حتى يعيشوا إسلامهم بلا حرج في الدين و لا إرهاق في الدنيا وأن يحافظوا على جوهر الشخصية الإسلامية المميزة بعقيدتها وشعائرها وقيمها وأخلاقها وآدابها، وأن يتمسكوا بفقهٍ يعينهم على أداء واجباتهم الدينية والثقافية والاجتماعية. بعد ذلك أُلقيت كلمة المشاركين ألقاها مدير معهد الغزالي في باريس ونائب عميد مسجد باريس الدكتور جلول صديقي عبّر فيها عن شكره وتقديره لرابطة العالم الإسلامي على تنظيم هذه الندوة التي تناقش قضايا الجاليات المسلمة في الغرب، متمنياً أن تخرج هذه الندوة بالتوصيات التي تعود بالخير والفائدة على المسلمين. إثر ذلك ألقى معالي الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله التركي كلمةً نوّه فيها بالاهتمام الكبير والدعم المستمر الذي يحظى به العمل الإسلامي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ابن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - وحرصهما على دعم المؤسسات والمراكز الإسلامية في مختلف دول العالم. وأوضح أن الرابطة تدرك الصعوبة التي يواجهها المسلمون الذين يعيشون في بلدان غير مسلمة ، في التوفيق بين هويتهم الدينية التي لا يمكنهم أن يفرِّطوا فيها، وبين الهوية الوطنية الجديدة للبلدان التي هاجروا إليها ، التي لا يمكنهم التقصير في أداء حقوقها. وقال معاليه: إن الأمر يحتاج إلى جهود متضافرة من القيادات والهيئات والمؤسسات الإسلامية المرتبطة بالجاليات المسلمة ، لإيجاد التدابير المساعدة على التوفيق بين التزامات الهويتين ، حتى لا يكون التمسك بالدين عائقاً عن ممارسة المواطنة الصالحة. وبيّن أن من أهم ما ينبغي أن يعيَه مسلمو الجاليات والأقليات، حتى يحافظوا على هويتهم الدينية في أنفسهم وأسرهم، هو أن يعززوا كيانهم الاجتماعي بالتغلب على الانطواء والانزواء، وإدراك أهمية الائتلاف والتعاون، وفرضية الارتباط بالجماعة وضرورة الصبر على سلبياتها، وأفضلية الإطار الجماعي المحمي قانونياً، لأي جهد يمكن أن يقوم به المسلم لخدمة دينه وإخوانه. وحث الدكتور التركي مختلف القيادات والجهات المسؤولة عن الجاليات المسلمة من خطباء ودعاة ومراكز ومجالس ومؤسسات، على التركيز على التوعية بتمسك المسلمين بدينهم في وسطية واعتدال، وإظهار محاسنه وجماله في أخلاقهم وسلوكهم وتعاملهم، وبخاصة مع مجتمع الاستضافة. وشكر المسئولين في المؤسسة الثقافية الإسلامية، على ما بذلوا من جهود في التحضير لهذه الندوة، وكذلك الشخصيات الإسلامية التي حضرتها وأسهمت في فعالياتها. ثم بدأت الجلسة الأولى التي جاءت تحت عنوان « المسلمون في أوربا .. الحقوق و الواجبات « حيث رَأسَ الجلسة إمام وخطيب في المؤسسة الثقافية الإسلامية بجنيف الشيخ مهاجري زيان وقدّم فيها مدير معهد الغزالي في باريس ونائب عميد مسجد باريس الدكتور جلوب صديقي بحثاً بعنوان «المسلمون في أوربا..الحقوق والواجبات» فيما قدم رئيس مجلس المثقفين المسلمين في أوروبا الدكتور عدلي حسن أبو حجر بحثاً بعنوان «مسلمو أوروبا والخصوصية الدينية» وقدم مفتي البوسنة والهرسك الشيخ حسن كفازوفيتش بحثاً بعنوان «مسلمو أوروبا ذوَبان أم اندماج»، وقدّم الدكتور سفيان ثوري سريجار رئيس جامعة أوروبا الإسلامية بهولندا بحثاً بعنوان «المواطنة والتعددية الثقافية». حضر الندوة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى سويسرا حازم كركتلي والقنصل العام بجنيف صلاح عبدالله المريقب والمدير العام للعلاقات العامة بالرابطة محمد سعيد المجدوعي.