الكثير منا لا يود أن يخطئ، ولكن هذا لا يعني أننا على صواب دائما فنحن لسنا ملائكة معصومون عن الخطأ، ولا شياطين تتنفس الخطيئة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون) أدركت من أحد العلوم التربوية (بيدغوجيا الخطأ) أن الخطأ لايعني عدم المعرفة ولكنه يعبر عن معرفة مضطربة يجب الانطلاق منها لبناء قاعدة صحيحة، و تعلمت أنه لا يتم التصحيح إلا بعد التجربة كما أيقنت أنه إذا كانت الخطيئة خطأ فليس كل خطأ خطيئة . الخطأ من أهم استراتيجيات التعلم، وله الكثير من الأثر الإيجابي على حياتنا. فالإنسان بطبيعته مفطور عليه، ويعتبر خاصية مشتركة بين الناس، والتعامل معه فن من الجميل تعلمه، والأذكياء وحدهم من يحولونه من نقمة إلى نعمة، ومن محنة إلى منحة فكل كبوة يتبعها ارتقاءة. أما الخطيئة فهي أن يكرر المرء نفس الزلل ولعدة مرات دون الشعور بالندم أو الرغبة بالاستفادة. فالفرق بينهما شاسع . قد تؤلمنا الأخطاء حينما نقع فيها، ولكن مجموع أخطائنا هو ما نسميه الخبرة التي تقودنا إلى تلك القرارات الصحيحة والناجحة، ومما لا شك فيه أننا بقدر ما نتألم سنتعلم. فخلفيتنا المعلوماتية تتكون من زلاتنا والمواقف التي تمر علينا وعندما تتكرر أمامنا نبدأ بإعادة تلك المعلومات من جديد لتجنب الوقوع بها مرة أخرى. فليس من العيب أن نخطئ ولا من الجرم أن يجانبنا الصواب ولو كان كذلك لما قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما عارضته امرأة من قريش في أحد أمور الدين : أخطأ عمر وأصابت امرأة فلماذا نغرس في أطفالنا منذ الصغر أن الخطأ ذنب لا يغتفر؟ هل هو فطرة أم جريمة ترادفها العقوبة ؟ ألا يغفر رب البشر ؟. لجين العلي