(عزيزتي شرق) يجيب عليها المستشار الأسري الدكتور حمد بن عبدالله القميزي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد أود منكم التفضل بالإشارة علي في مشكلتي التي أرهقتني كثيرا وأثقلت كاهلي والله لاأبالغ فيما أكتبه فماأشعربه لايمكن وصفه بكلمات قلائل لكن أرجو من الله أن يقدرني على أن أكتب مايفيدني وبالتالي أحتوي الموضوع فأجد الإجابة الشافية بإذن الله . مشكلتي هي موقف صعب جدا حصل بيني وبين أخي الذي يكبرني بثلاث سنوات فأنا متخرجة من الجامعة وعاطله عن العمل وابلغ من العمر 26في أحد الأيام كعادتي في الصباح وبعد أن ذهب الجميع إلى مدارسهم ولم يبقى إلا أنا وأمي واخي . كنت أتصفح النت وكان أخي قد صحا من نومه وذهب إلى الملحق ليأتي بملابس له وقد كانت ملابسه في دولاب في الملحق وبه الشغالة . توقف عندي النت فذهبت مسرعة الى (الجو) شبكة النت لأرى الخلل ففوجئت بمالم يكن في الحسبان حيث أني شاهدت أخي مع الشغالة في حركة دنيئة ووضع مزري وهما يقفان على الدرج فما إن رأيت هذا الموقف جن جنوني ولم أتمالك نفسي إلا والصراخ يعلو مني وأمي تخرج فزعة ويحلف أخي إنه لم يحصل شي ويقسم ويحلف بالقران ان لايعودهاوأمي تردد استري على أخيك هدأت أمي من روعي لكني لم أهدأ وصرت قلقة بشأن الموضوع حتى أخبرنا أخي الأكبر وقمنا بفضل من الله بتسفير الشغالة ..لم تنتهي المشكلة فما زلت أعاني فأصبحت لا أتكلم مع أخي البته ولانجلس في مكان واحد مكثنا على هذا الحال إلى الآن ونحن في الشهر الرابع من حدوث المشكلة علما أن أخي كانت علاقتي به ممتازة فكنت قريبة له أكثر من أخواني الاخرين فهو خدوم لايرفض لأحد طلب مهما يكن محافظ على صلاته حتى الفجر لايتركها ملازم لأبي أكثر الأوقات . مستشاري الفاضل ... لقد صدمت في أخي صدمة شديدة لم أكن أتوقع مارأيته فبعد أن كنت أراه في القمة أصبح الآن لاشي عندي .فقدت الثقة في كل شي وأولهم أخي والرجال عموما . سؤالي هو كيف أعيد العلاقة بيننا كما كانت سابقا وأفضل . كيف أستعيد ثقتي في الرجال عموما وفي أخي خاصة . كيف أخرج من أزمتي هذه حيث إن أمي تبكي يوميا لهذا الحال وتريد مني الصفح وأخي الأكبر يضغط علي بأن أنسى مافات وأنا لاأستطيع. فما تشيرون علي بارك الله فيكم ونفع بجهدكم وجعلكم في جنات النعيم . ملاحظة قد تفيد(دايم يقول لأمي إن ماأحد يكلمني طفشت الاقيها من مين ولامين وهو عاطل عن العمل )آآآسفة على الإطالة لكن أملي أن أجد عندكم مايريح فكري وقلبي. الاستشارة: أختي الكريمة: علمنا القرآن الكريم والسنة النبوية وعلمتنا الحياة أنه ليس هناك معصوم من الخطأ والزلل، وأن الخطأ من الأمور اللازمة للإنسان، فقد أخطأ أبونا آدم عليه السلام وأخطأ من بعده أبنائه رجلاً ونساءً، وحبيبنا صلى الله عليه وسلم أخبرنا بذلك وأشار إلى أن خير الخطائين التوابون، فمن هو المعصوم من الخطأ والزلل؟ وشرع ربنا عز وجل الاستغفار والعودة والإنابة لعلمه سبحانه وتعالى بأن الشيطان والنفس الأمارة يدعوان الإنسان للخطأ والزلل. والنفس اللوامة التي تدفع المسلم إلى الشعور بالذنب والعدول عن الخطأ من النعم التي ينعم بها الله على الإنسان المسلم. لذا فلا تعتقدي أو يعتقد أي إنسان أن هناك بشر لا يخطئ أو أنه إذا أخطأ لنا قريب أو عزيز أو صديق أو حتى عالم أو طالب علم أن هذا يقلب الحياة أو غير سننها وموازينها. أختي الكريمة: رأيت أخاك في وضع مخل وغير أخلاقي وغير لائق مع الخادمة، ولعله ارتكب معها ذنباً إما ملامسة أو مشافهة أو غيرها من الحركات الجنسية المحرمة، وهذا بلا شك خطا وذنب. وقد تكون هذه الحركة أو الفعل لأول مرة يحدث بينهما أو حتى أنه ليس لأول مرة، المهم أنه ذنب وخطأ، والأهم من ذلك أنه اعترف بخطائه واعترف أنه أول مرة واعترف أنه لم يحدث بينه وبين الخادمة ما تتقعون من ارتكاب الفاحشة. وأيضاً مما زاد الأمر سوء أنك صرخت ورفعت صوتك حتى سمعت أمك صراخك وعلمت بما حدث فحرنت وتألمت لفعل أبنها كما أنها الأن حزينة لأنك لم تصالحي أخاك وتعودي معه إلى ماكنتما عليه سابقاً من الحب والثقة. أختي الكريمة: والآن تسألين: كيف أعيد العلاقة بيننا كما كانت سابقا وأفضل .كيف أستعيد ثقتي في الرجال عموما وفي أخي خاصة .كيف أخرج من أزمتي هذه؟ وأقول: قد حدث ما حدث، ولو كنت لم ترفعي صوتك وتصرخي وتمالكت نفسك ثم سترت على أخاك ونصحته بينك وبينه، اعتقد أن الأمر كان قد انتهى منذ زمن. أما الآن فإن الأمر أيضاً قد ينتهي إذا أنت أدركت ما قلته في بداية استشارتي من أن أخاك إنسان وبشر ومعرض للخطأ والزلل وقد وقع منه ذلك، وهو الآن يرجع ويتوب إلى الله، والله يقبل توبة عباده، وأنا وأنت علينا أن تكون عونا للتائبين وخصوصاً الأقربين منا، فلا نتركهم يعودوا إلى خطأهم بسبب بعدنا عنهم وعدم رضانا عليهم. أختي الكريمة: أقبلي على أخيك التائب وأعينيه على توبته، وذكريه دائماً بالله تعالى، وادعي له بدوام الثبات والاستقامة، وأكثري الجلوس معه وأعيد بنا الثقة بينكما، لكي يعود كما كان سابقاً. أختي الكريمة: أسعدي أخاك وأسعدي أمك بعودة السعادة على قلبك وقبولك لأخيك في البيت، حاولي أن تكوني نعم الأخت وأنت كذلك، وكوني نعم البنت وأنت كذلك،لا تفقدي ثقتك بالرجال الذين يستحقون الثقة، حتى لا يفقد الرجال ثقتهم بالنساء الذين يستحقن الثقة، فالثقة متبادلة، وإذا وثقنا في الناس وثقوا بنا، وإذا لم نثق بهم لم يثقوا بنا. أؤكد عليك أن تذهبي إلى أمك الغالية وتقبلي رأسها ويديها وتقولي لها لقد سامحت أخي عن ما بدر منه، وستعود السعادة في بيتنا، وستعود الثقة بيننا، واعتقد أنك ذكية جدا فسوف تصنعين لكم في البيت وجبة غداء أو عشاء أو أي عمل تقومين به يظهر للجميع رضاك عنهم وحبك لهم، وهذا من العوامل المساعدة على إشاعة الحب والتفاهم بين أفراد الأسرة الواحدة. أخيراً: تذكري أننا بشر ... وتذكري أن من سماتنا الخطأ ... وتذكري أن من واجبنا التوبة والإنابة ... وتذكري أن من كريم أخلاقنا العفو عن زلات إخواننا ... وتذكري أن الثقة متبادلة بيننا ... وتذكري أنك كريمة ... والكريمة تعفو وتصفح ... لأن ربنا الكريم يعفو ويصفح. أسعدك ربي ووفقك ورعاك وأذهب همك وألهمك الصواب دائماً . ملاحظة: يمنع نشر التعليقات في صفحة عزيزتي شرق