يتداول الناس هذه الأيام، الحديث عن تعبئة عدد من السائقين صهاريح المياه بمياه مجهولة المصدر بالقرب من أشياب المياه في بريمان شرق جدة والتي لا يعلم عنها أحد من أي جهة قادمة .. «عكاظ» حاولت استقصاء الأمر ورصدت بالقلم والكاميرا حركة الصهاريج في المكان، كما التقت بعدد من الأهالي وسائقي الصهاريج. ورصدت «عكاظ» توافد عدد من الصهاريج الكبيرة الحجم ومكتوب عليها «مياه آبار غير صالحة للشرب»، وعلى الفور، بدأت تلك الصهاريج بشفط مياه في بركة ومستنقع مفتوح، حيث وقفت للتزود بمياه المستنقع، وقد كتب على الصهاريج أرقام جوالات للتواصل مع السائقين أو أصحابها، حيث تعمل الصهاريج على مد أنابيبها والشفط على مدار اليوم وفي شكل متسارع كما أكد لنا ذلك بعض المارة. في المكان التقينا بعدد من سائقي تلك الصهاريج وهم من جنسيات عربية وآسيوية مختلفة، وعلى الفور ابتدرناهم بالسؤال لماذا تعملون على شفط تلك المياه وماهو مصدرها وإلى من تقدمونها وأين تذهبون بها .. تلك كانت أسئلتنا التي حرصنا على أن يجيبوا عليها. ابتدرنا بإلاجابة أحد السائقين من الجنسية العربية مشيرا إلى أن كل الصهاريج التي تأخذ المياه من هذا المكان يذهبون بها لسقاية بعض الحدائق الخاصة التي يملكها عدد من المواطنين، مؤكدين أنهم لا يقومون بتصريفها في الخزانات. وعن مدى صحية تلك المياه لسقاية الزرع، أكدوا أن الماء نظيف ولا يوجد به رائحة، وعن مصدر المياه أوضحوا أن المياه مصدرها من الآبار وهي نظيفة وليست مياه مجاري. إلا أن هذا الحديث أصبح عندنا مجرد كذبة كبيرة بمجرد أن اتصلنا على أحد الأرقام التي كتبت على أحد الصهاريج وذلك بعد أربع ساعات من لقائنا بهم، حيث تحدث إلينا رجل بلهجة عربية، وقال على الخط الآخر من التلفون: لدينا صهاريج تقوم بتعبئة مياه الخزان، إضافة إلى صهاريج أخرى تسقي الزرع.. وعندما طلبت منه صهريجا للخزان بدا يفاصل في السعر ويقول بحسب الموقع ولكن لا يستطيع إلا بعد أكثر من ساعة وذلك لانشغال الوايت بتعبئة خزانات بعض البيوت. وأضاف: فور الانتهاء من العمل سأعمل على الاتصال بكم للاتفاق على السعر، مؤكدا في نفس الوقت أن المياه محلاة. إلى ذلك التقت «عكاظ» بعدد من الأهالي الذين أبدوا توجسهم من تلك الصهاريج، مشرين إلى أنهم لا يعرفون مصدر تلك المياه ولا الأماكن التي يأخذون منها وأن بعض السائقين يعملون على تعبئتها وبيعها للمواطنين الذين يظنون أنها مياه محلاة وصالحة للاستخدام. ويقول عبدالله السلمي: إن الناس هنا في بريمان يتناقلون أن هناك مياها لا يعرف مصدرها يأتي بها سائقو الصهاريج ويعملون على بيعها، ولكنهم لايعرفون من أي جهة يأتون بها.. وفي هذا السياق حاولت «عكاظ» الاستفسار عن سر هذه الصهاريج من مدير شركة المياه الوطنية المهندس عبد الله العساف، الذي لم يتجاوب مع «عكاظ» حتى لحظة إعداد هذا التحقيق.