ما إن ينتهي اليوم الرمضاني من إفطار إلى صلوات المغرب والعشاء، ومن ثم التراويح، حتى تجد أسراب المبتعثين السعوديين يضفون على مقاهي مانشيستر البهجة والحركة. وعلى ضفاف شارع أكسفورد في حي روشم جنوب مدينة مانشستر، تجد الروح العربية السعودية تملئ الحي، إذ ينضم المبتعثون إلى المقهى ينقلون سلوكهم الشعبي في بلادهم إلى بريطانيا، حيث امتزاح الثقافات. واللافت في الحضور السعودي، وجود المنتديات الثقافية والأدبية التي تشهدها ليالي رمضان، وكأنك في سوق عكاظ التاريخي، إذ يجتمع الكثير من الجاليات العربية والأجنبية وتستمر حتى الثانية والنصف صباحا، وتتناول هذه المنتديات الرمضانية العديد من المواضيع الثقافية والأدبية والاجتماعية المختلفة. ويعد المبتعث في جامعة مانشستر أحمد خيمي فاكهة إحدى الجلسات الرمضانية حيث يقدم في حضوره اللافت العديد من النصوص الشعرية لأبي الطيب المتنبي ونزار قباني وبعض القصائد لعدد من شعراء العصر القديم والحديث، واصفا هؤلاء الشعراء بأنهم الأعظم والذين استطاعوا أن يغيروا في خارطة الشعر العربي الفصيح من خلال قصائدهم. ويتناول المبتعث في درجة الدكتوراه حسين الحكمي خيط الحديث فيتناول باهتمام ومناقشة مدى تأثير الإعلام في العصر الحديث وما قدمه من جهود وأفكار أصبحت تؤثر في واقع المشهد الاجتماعي اليومي وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي أحد اللاعبين الأساسيين في المشهد اليومي. الحكمي يشرح هذه التغيرات من خلال الهاشتاقات المختلفة والتي تتناول أبرز الأحداث اليومية، وفي نفس الوقت أيضا تعد أحد العوامل التي تطرح الأحداث اليومية أمام المبتعث وتجعله أكثر صلة بالمجتمع السعودي وما يدور بداخله. لم تتوقف هذه الجلسات الرمضانية عند هذا الحدث بل في سياق آخر يأتي طالب الهندسة في مرحلة الدكتوراه محمد أبو بكر باقادر إلى الجلسة الرمضانية بفنيلة نادي ليفربول الإنجليزي والذي يشجعه بجانب تشجيعه لنادي الاتحاد فتصبح الجلسة خليطا بين الأدب والثقافة والرياضة. با قادر تأثر كثيرا بنادي ليفربول من خلال دراسته للماجستير في مدينة ليفربول والذي يحفظ الكثير من المعلومات حول هذا النادي ويقدم توقعاته بشأن أداء الفريق في المواسم المقبلة، لكن ذلك لم يشغله عن شغفه الأول نادي الاتحاد والذي يؤكد أنه يسير في خطى ثابتة مع الإدارة الجديدة ولعل كأس الملك الذي حصل عليه مؤخرا يؤكد مدى قوة الفريق.