يكمن المذاق الرائع للأطعمة في احتراف صناعته، حيث تحرص الأمهات على تعليم بناتهن هذه الفنون منذ وقت مبكر، إذ تزخر مائدة الإفطار بضمد خلال شهر رمضان الكريم بالعديد من الأطباق الشعبية، أبرزها المغش وهو وعاء حجري يصنع من صخور الجبال تطهى فيه قطع من اللحم والخضار المتنوعة. ويقول العم محمد أحمد 70 عاما، إن كل المأكولات الرمضانية الموجودة على السفرة لا تناسبني عدا وجبة المغش باللحم والخمير، وأعتبره من الضروريات وهو شيء أساسي لا غنى عنه، خاصة إذا كان الطهي تم في التنور أو الميفا الذي يتم عن طريقه إعداد العيش أو الخمير المكون من الحب «الذرة الرفيعة» التي يتم طحنها بعناية عبر المطحنة التقليدية ومن ثم إعدادها ليتم خبزها في الميفا فضلا عن خبز أقراص الدقيق والدخن وإعداد السمك وكثير من الأكلات الشعبية. ويقول العم بشير رغم تطور أنماط الحياة وظهور وجبات لا نعرف أسماءها وبأشكالها الحضارية وألوانها إلا أن الميفا والمغش والحيسية لا زالت تحتفظ بها الأسر في البيوت الجازانية والضمدية حتى يومنا هذا.