ورغم تنظيف منطقة المسفلة من السيارات إلا أنها تعج هذه الأيام بالمتسولين والباعة المتجولين، إذ إن هؤلاء يستغلون القرب من المسجد الحرام ويتكاثرون على مدار الساعة. وأجمع عدد من سكان الحي على أن ظاهرة المتسولين والباعة المتجولين في المسفلة تستمر طيلة شهر رمضان الفضيل ما يؤدي إلى مضايقة المعتمرين والزوار وعرقلة حركة المشاة في الشوارع والطرقات المؤدية للحرم المكي الشريف والمنطقة المركزية. وأوضح عماد محمد أن البسطات العشوائية تعرقل سبيل المعتمرين والزوار والمصلين خاصة أن الباعة الجائلين درجوا على وضع سلعهم على الطرقات والمسارات المؤدية إلى المسجد الحرام، فضلا عن رمي المخلفات في هذه المسارات، مؤكدا أن الأمر يتطلب أن تتولى الجهات المختصة إلغاء القبض على هؤلاء ومنعهم من ممارسة البيع في هذه المواقع. من جهته، أوضح محمد الهذلي أن الخوف الكبير يكمن في انتشار الأمراض بسبب القاذورات التي يخلفها الباعة المتجولون والمتسولون مشيرا إلى أن البسطات العشوائية تملأ شوارع المنطقة فلا تكاد تمر أمام مجمع تجاري أو فندق إلا وتجد عددا من البسطات المتحركة حطت بضائعها وترى الباعة يمارسون عملهم بلا خوف أو قلق. من جهته، أوضح فيصل الشهري أن على الجهات المختصة تفعيل تواجدها في هذه المواقع لأن حركة البسطات تنشط في ليالي رمضان. وفي نفس السياق، أوضح سلطان نور ولي (مقيم يعمل في محل تجاري في المنطقة المركزية) أن افتراش الباعة في الطرق والممرات يعيق حركة سير للمعتمرين والزوار، كما أن الباعة الجائلون يضايقون أصحاب المحلات التجارية والفنادق بالافتراش أمام المحلات وتعطيلهم عن ممارسة أعمالهم لاسيما أن المنطقة تشهد حاليا نهضة عمرانية تتمثل في معدات البناء الضخمة وآليات الهدم التي تتوزع في أرجاء المنطقة. من جانبه، أوضح مصدر مسؤول في أمانة العاصمة المقدسة أن أمانة العاصمة المقدسة تشكل لجنة لمتابعة هؤلاء الباعة المتجولون ومنعهم من الافتراش فوق الأرصفة والطرقات، كما تقوم بالمتابعة المستمرة لهؤلاء الباعة بالتعاون مع الجهات المختصة للقضاء على هذه الظاهرة والتقليل من تواجدها وعدم بروزها مشيرا إلى أن الإدارة العامة لصحة البيئة شكلت عددا من الفرق الميدانية لمكافحة ظاهرة الباعة المتجولين والحد من انتشارها نظرا لما تشكله من خطورة على الإصحاح البيئي وتشويه للمظهر الحضاري وذلك حفاظا على تقديم أفضل الخدمات لزوار بيت الله الحرام وتهيئة كافة الأوضاع الصحية لهم. وتابع أن صحة البيئة في الأمانة تقوم من خلال عدد من الفرق الميدانية المكلفة بالكشف على المحلات التي تتعلق أنشطتها بالصحة العامة للعاملين بها وذلك للتأكد من استيفاء هذه المحلات لكافة الاشتراطات الصحية وملاحظة العاملين بها والتأكد من حصولها على الشهادات الصحية ووضع خطة محدودة للرقابة لضمان سلامة المعروض من المواد الغذائية.