تحتضن منطقة المسفلة المنطقة القريبة من المسجد الحرام، والتي تشتهر بالزحام الشديد في شهر رمضان المبارك، وتعرف بالمنطقة المركزية، بعض الباعة المتجولين والمتسولين. طمأنينة كاملة وبالرغم من أنها تقع بالقرب من المسجد الحرام، فقد اصبحت المنطقة المركزية مكتظة بأعداد هائلة من المتسولين يزاحمون في المنطقة المركزية ويضايقون المعتمرين والزوار ويعرقلون حركة المشاة في الشوارع والطرقات المؤدية للحرم المكي الشريف وبالمنطقة المركزية، حيث اتخذوا مسارا آخر يختلف عن مسارهم السابق في ظل غياب المطاردة من قبل مراقبي البلدية لهم، ومنعهم من الافتراش ببضائعهم على الأرصفة أو الطرق. غياب الرقابة ويبدو أن غياب مراقبي البلدية أوجد البيئة الخصبة للباعة المفترشين ليمارسوا مهام عملهم على غرار الباعة الجائلين فأصبحت مركبات البلدية لا تشكل أي خوف او قلق للباعة المتجولين وأصبحوا يتاجرون بسلعهم بدون اي مضايقات وخاصة العمالة الوافدة، لذلك اخذت الظاهرة في التوسع. بدون خوف ويقول عدد من التقتهم «عكاظ» من اصحاب المحال التجارية، إنهم المتضررون ماديا من الظاهرة وعليهم، البحث عن مواقع أخرى لمحلاتهم ، حيث أشار عمار نعمي إلى أن البسطات العشوائية يترتب عليها مخاطر كبيرة، لعدم صلاحيتها، اضافة الى تذمر معتمري بيت الله الحرام من تصرفات هؤلاء بإلقاء القاذورات على الطرق المؤدية الى ساحات المسجد الحرام. واضاف عبدالرحمن عسيري، «الخوف الكبير يكمن من انتشار الأمراض بسبب القاذورات التي يخلفها الباعة المتجولين والمتسولون، مشيرا الى أن البسطات العشوائية تمتلئ في شوارع المنطقة، فلا تكاد تمر أمام مجمع تجاري أو فندق، الا وتجد عددا من البسطات المتحركة، حطت بضائعها وترى الباعة يمارسون عملهم بلا خوف او قلق». يعيقون الحركة وقال ابو سالم «لا يمكن اسقاط اللوم على الباعة أنفسهم، فهم وجدوا الفرصة أمامهم متاحة، كما لا يمكن أن اسقط اللوم على المشتري فهو يبحث عن السلعة بأقل سعر، ويبقى العتب موجها الى الجهات الرقابية التابعة لامانة العاصمة المقدسة، وغيرها من الجهات المسؤولة، فهي برأيه لم تصل بدورها الرقابي الى الشكل المطلوب». نهضة عمرانية وأشار محيي الدين نور مقيم يعمل في محل تجاري في المنطقة المركزية، إلى ان افتراش الباعة في الطرق والممرات، يعيق حركة السير للمعتمرين والزوار، ولا يخفاكم ايضا ان الباعة يضايقون اصحاب المحلات التجارية والفنادق بالافتراش امام المحلات، وتعطيلهم عن ممارسة اعمالهم بكل اريحية، مبينا أن المنطقة تشهد حاليا نهضة عمرانية وآليات البناء والهدم تتوزع في ارجاء المنطقة، وأنه من الصعب التمتع بالمرور بين الباعة المتجولين والمتسولون بكل اريحية. وبين حامد الموركي ان خلو الشارع من اشارات مرورية سارية الخدمة، يجعل المنطقة اكثر عبثا، ويعم تداخل المركبات في بعضها البعض، مشيرا الى ان شارع ابراهيم الخليل هو الواجهة الرئيسية للحرم المكي الشريف، وأنه لابد من ان يكون في احس حال، وأضاف «شاهدنا ان هذا الشارع وتحديدا في شهر رمضان يتحول الى ساحات اضافية لساحات الحرم، ويطلوه المصلون بسجاد الصلاة، حيث ان الشارع ومع انزحامه لا يكفي لاعداد المصلين . فرق للمكافحة من جهته اوضح الناطق الاعلامي لأمانة العاصمة المقدسة سهل مليباري، ان امانة العاصمة المقدسة، تشكل لجنة لمتابعة هؤلاء الباعة المتجولين ومنعهم من الافتراش فوق الارصفة والطرقات، وبدورها تقوم بالمتابعة المستمرة بالتعاون مع الجهات المختصة للقضاء على هذه الظاهرة، والتقليل من حدتها، وعدم بروزها، مشيرا الى ان الإدارة العامة لصحة البيئة شكلت عددا من الفرق الميدانية لمكافحة ظاهرة الباعة المتجولين، والحد من انتشارها، نظرا لما تشكله من خطورة على الإصحاح البيئي وتشويه للمظهر الحضاري، وذلك حفاظا على تقديم أفضل الخدمات لزوار بيت الله الحرام، وتهيئة كافة الأوضاع الصحية لهم، كما كثفت صحة البيئة عدد الفرق الميدانية المكلفة بالكشف على المحلات التي تتعلق أنشطتها بالصحة العامة للعاملين بها، وذلك للتأكد من استيفاء هذه المحلات لكافة الاشتراطات الصحية، وملاحظة العاملين بها والتأكد من حصولها على الشهادات الصحية، ووضع خطة محدودة للرقابة لضمان سلامة المعروض من المواد الغذائية.