تشتهر منطقة المسفلة القريبة من المسجد الحرام، بالازدحام الشديد في شهر رمضان المبارك، إذ تمنع السيارات من الدخول إليها سنويا من قبل إدارة المرور في العاصمة المقدسة تفاديا للارتباك المروري الذي تخلفه المركبات الكبيرة. ولم يتوقف الأمر عند هذا، بل تعداه إلى توغل بعض الباعة المتجولين والمتسولين في أرجاء المنطقة المركزية استغلالا لقربها من المسجد الحرام، فتجدهم عند سلالمه الكهربائية أو في ساحاته، لتصبح المنطقة المركزية ساحة مفتوحة أمامهم وسط غياب الرقابة. ويتسبب هذا التواجد المكثف من قبل العديد من الوافدين في مضايقة المعتمرين والزوار وعرقلة حركة المشاة في الشوارع والطرقات المؤدية للحرم المكي الشريف وفي المنطقة المركزية التي اتخذت مسارا آخر يختلف عن مسارها السابق المعتمد على مطاردة مراقبي البلدية لهم ومنعهم من الافتراش ببضائعهم على الأرصفة أو الطرق. ويبدو أن غياب مراقبي البلدية أوجد البيئة الخصبة للباعة المفترشين ليمارسوا عملهم على غرار الباعة الجائلين، فأصبحت مركبات البلدية لا تشكل أي خوف أو قلق لهم ليواصلوا بيع سلعهم (عيني عينك)، أما أصحاب المحال التجارية المتضررين من الظاهرة فليس أمامهم إلا البحث عن مواقع أخرى لمحالهم. وأوضح ل«عكاظ» حمزة عبد الله، أن البسطات العشوائية تترتب عليها مخاطر كبيرة لعدم صلاحيتها، وهناك تذمر واستياء من زوار بيت الله من القاذورات التي يلقيها هؤلاء الباعة المتجولون. ويبدي وحيد عبده المخاوف من انتشار الأمراض، مشيرا إلى أن البسطات العشوائية تملأ شوارع المنطقة، فلا تكاد تمر أمام مجمع تجاري أو فندق إلا وتجد عددا من البسطات المتحركة حطت بضائعها، وترى الباعة يمارسون عملهم بلا خوف أو قلق. وأكد أبو سالم أنه لا يمكن إسقاط اللوم على الباعة أنفسهم، فهم وجدوا الفرصة أمامهم متاحة، كما لا يمكن إسقاطه على المشتري الذي يبحث عن السلعة بأقل سعر، ويبقى العتب موجها إلى الجهات الرقابية التابعة لأمانة العاصمة المقدسة، فهي برأيه لم تصل بدورها الرقابي إلى الشكل المطلوب. وأضاف وليد صالح (مقيم يعمل في محل تجاري في المنطقة المركزية) أن افتراش الباعة في الطرق والممرات يعيق حركة السير للمعتمرين والزوار، ويضايقون أصحاب المحال التجارية والفنادق بالافتراش أمام الأبواب وتعطيلهم عن ممارسة أعمالهم. وأوضح الناطق الإعلامي لأمانة العاصمة المقدسة، سهل مليباري أن الأمانة تشكل لجنة لمتابعة هؤلاء الباعة المتجولين ومنعهم من الافتراش فوق الأرصفة والطرقات، وتقوم بالمتابعة المستمرة بالتعاون مع الجهات المختصة للقضاء على هذه الظاهرة والتقليل من حدتها وعدم انتشارها، مشيرا إلى أن الإدارة العامة لصحة البيئة شكلت عددا من الفرق الميدانية لمكافحة ظاهرة الباعة المتجولين والحد من انتشارها، نظرا لما تشكله من خطورة على الإصحاح البيئي وتشويه المظهر الحضاري، وذلك حفاظا على تقديم أفضل الخدمات لزوار بيت الله الحرام وتهيئة كافة الأوضاع الصحية لهم، كما كلفت صحة البيئة عددا من الفرق الميدانية المكلفة بالكشف على المحال التي تتعلق أنشطتها بالصحة العامة للعاملين بها، وذلك للتأكد من استيفاء هذه المحال لكافة الاشتراطات الصحية وملاحظة العاملين بها.