أعلنت وزارة الصحة تسجيل حالتين مؤكدتين مصابتين بفيروس كورونا في منطقة عسير، الأولى لمواطن يبلغ من العمر 26 عاما مخالط لأحد المصابين المعلن عنهم سابقا في المنطقة، والثانية لمقيمة تعمل في القطاع الصحي في نفس المنطقة، وتبلغ من العمر 42 عاما، وكلاهما لديه أعراض خفيفة لم تستدع دخولهما المستشفى. وأشارت الوزارة إلى أنه تم فحص 1460 عينة منذ بداية شهر شعبان الماضي، وكانت سلبية، إلا ما تم الإعلان عنه. من ناحية أخرى أكد ل «عكاظ» استشاري مكافحة العدوى ووبائيات المستشفيات والأستاذ المساعد بكلية الطب جامعة الباحة الدكتور محمد عبدالرحمن حلواني، أن الوضع الراهن لفيروس كورونا ما زال غير خطير، خصوصا أن معظم الحالات المصابة والمتوفاة منها كان لها ارتباط وثيق مع الأمراض المزمنة أدت لتدهور صحة المريض. وقال عقب ظهور حالة في دولة الإمارات العربية لمريض ثمانيني مصاب بالسرطان، «هناك حالات شفيت تماما من المرض وإن كانت نسبة الشفاء لم تتجاوز 45 في المائة من الحالات المصابة»، مشيرا إلى أن اكتساب الفيروس يعتمد بالشكل الأساسي على التعرض المباشر لشخص مصاب، والوضع الحالي ورغم ظهور حالات متفرقة في بلدان مختلفة شملت الأردن، قطر، الإمارات، تونس، بريطانيا وفرنسا إضافة إلى المملكة، إلا أن انتشاره بصورة وبائية لا زال بعيدا عن الفرضيات العلمية، وهذا ما أكده العلماء في معهد لويس باستير في فرنسا بعد استخدام أحد الاختبارات الإحصائية لتوضيح آلية انتقال الفيروس استنادا على الحالات المؤكدة والتي تم اكتشافها مقارنة بفيروس سارس، حيث إن مريض السارس قادر على إصابة ثلاثة إلى أربعة أشخاص بينما لا يصيب فيروس الكورونا أكثر من شخص». وأضاف لم يتم تحديد المصدر الأساس لفيروس كورونا، وإن كان الأرجح هو فرضية انتقاله من مصدر حيواني غير معروف إلى حيوان مستأنس «عائل وسيط» وقد يكون القط، الكلب، الماعز، الجمل وتحور بشكل بسيط فيه قبل أن ينتقل إلى الإنسان عن طريق المخالطة ليصبح الإنسان العائل الناقل والأساس لانتشار المرض. وقال «رغم أن المادة الوراثية لفيروس كورونا تشبه جينة من السلالات المعزولة من الخفافيش، إلا أن ذلك لم يؤكد أن مصدر الفيروس هو الخفاش، ففي المملكة وحدها أكثر من 19 نوعا من الخفافيش تعيش في الكهوف وبعيدة عن الإنسان، ومن الممكن أن يكون مصدر الفيروس حيوانا آخر، خاصة إذا ما علمنا أن هناك حيوانا من الثديات وضع أيضا تحت الشك كمصدر للفيروس وليس الخفاش فقط، وحتى الآن لم يتم تحديد كيفية انتقال الفيروس من الحيوان للإنسان، ولم تظهر أعراض المرض على الحيوان». حلواني أكد أن معظم التحليلات الحالية لم تصل لدرجة التأكيد بنسبة مائة في المائة وذلك استنادا على ميكانيكية تطور فيروس كورونا، كونه يتحور ويتطور بشكل مفاجئ وبالتالي قد تظهر حقائق جديدة، كما أنه بالنظر إلى ميكانيكية عزل الفيروس بالشكل الحالي بين البلدان بشكل مبعثر وغير منتظم يؤكد رجوح عدم وصول الفيروس إلى الوباء العالمي حتى الآن.