كشفت دراسة أجرتها جامعة هونج كونج أن الفيروس التاجي الجديد المعروف باسم "كورونا"، الذي اكتشف للمرة الأولى في السعودية في سبتمبر 2012 وأودى بحياة 11 شخصاً حتى الآن، يشبه الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد (سارس)، بل إنه يعتبر أشد فتكاً منه. وذكرت صحيفة "ساوث تشينا مورنينج بوست" التابعة لهونج كونج أن الفيروس، الذي ينتمي للأسرة التي تنتمي لها الأنفلونزا الموسمية، يمكنه أن يصيب أنواعاً مختلفة، بعكس "سارس"، حسب الدراسة.
وبالإضافة إلى ذلك، فعلى عكس الفيروس المسبب لمرض "سارس"، الذي انتشر بين عامي 2002 و2003 في أكثر من 30 دولة وأودى بحياة نحو 800 شخص، يمكن أن يؤثر "كورونا" على أعضاء مختلفة بالجسم، ما قد يؤدي إلى الالتهاب الرئوي والفشل الكلوي، كما أنه قد يدمر الخلايا بشكل سريع.
وعلى الرغم من أن مصدر العدوى الجديدة لا يزال غير معلوم، فإن فريقاً من الخبراء الأوروبيين نشر مؤخراً في مجلة (mBio) العلمية أن الفيروس قد يكون ناجماً عن الخفافيش.
ومع ذلك، تؤكد دراسة جامعة هونج كونج أن حيوانات مختلفة من بينها القردة أو الخنازير أو القطط أو الأرانب، قد تكون حملت هذا الفيروس قبل أن يتم اكتشافه لدى البشر، الأمر الذي يؤكده مدير المشروع، عالم الجراثيم يوين كووك يونج، وأنه من الصعب تحديد المصدر الأولي للعدوى.
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت أمس الأربعاء وفاة حالتين جديدتين بفيروس "كورونا"، أحدهما رجل إماراتي في ال 73 من عمره والآخر بريطاني زار السعودية وباكستان، ما يرفع حصيلة الوفيات الناجمة عن "كورونا" إلى 11 من أصل 17 مصاباً.
وأشار يوين كووك يونج إلى أن الفيروس قد يسبب "وباء قاتلاً" إذا تحور من الآن فصاعداً.
وأضاف: "قد يكون أكثر فتكاً من سارس، لأن الأخير كان يؤثر على خلايا بشرية قليلة، بينما الفيروس الجديد يمكنه أن يؤثر على أنواع كثيرة من الخلايا ويدمرها سريعاً".
وأظهرت نتائج الدراسة، التي تم التوصل إليها عبر اختبارات أجريت على خلايا بشرية، أن الفيروس يمكنه الانتشار والتسبب في عدوى تصيب أعضاء عديدة تؤثر على الكبد أو الكلى أو الأمعاء.
وتقدر الدراسة، التي نشرت في مجلة "الأمراض المعدية بهونج كونج" هذا الأسبوع، معدل وفيات الفيروس التاجي الجديد عند 56 %، مقابل 11 % ل "سارس".