يتطلع أهالي حي الصفق الأحمر الذي لا يبعد عن محافظة خيبر سوى نحو عشرة كيلومترات إلى إيصال الخدمات البلدية إلى الحي وافتتاح مجمع تعليمي يضم مدرستين متوسطة وثانوية، مشيرين إلى أن بناتهم وأبناءهم يواجهون مشقة الانتقال اليومي للدراسة في أحياء خيبر خاصة وأن الطريق الذي يسلكونه متهالك وتكثر فيه الحفر والتشققات. «عكاظ» قامت بجولة داخل الحي الذي يفتقر إلى خدمات أساسية رغم أن مخططه السكني تم توزيعه للمواطنين قبل 30 عاما حسب ما أوضحه لنا عدد من السكان الذين التقياهم خلال الجولة. وقال المواطن فهد طليحان: «إنني أعيش كل يوم حالة استغراب وتعجب، وأتساءل: لماذا لم يحظ حي الصفق الأحمر كغيره من الأحياء باهتمام البلدية رغم أنه من أقدم أحياء خيير؟». وتابع أن البلدية أولت منذ تأسيسها كل الاهتمام لتطوير الأحياء ما عدا هذا الحي الذي كان يكتظ بالسكان، رغم أن بعضهم أجبرته ظروف الدراسة الجامعية إلى الرحيل منه. كما اضطر نقص الخدمات آخرين إلى هجر الحي الذي تحتاج شوارعه إلى أرصفة وإنارة وإعادة سفلتة، إذ تكثر فيها الحفر والتشققات. وأضاف: «الغريب في الأمر أن البلدية قامت بتسمية جميع الشوارع الداخلية بالأحياء ما عدا شوارع حي الصفق الأحمر». وأضاف طليحان: «نناشد رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي الوقوف داخل الحي والتماس احتياجات الأهالي للخدمات حيث سئمنا من المطالبات التي لم تثمر شيئا». وقال عبدالعزيز العنزي: «لم نر حتى الآن المشاريع التي تتمتع بها الأحياء المجاورة له ونستغرب تجاهل حينا من قبل البلدية». بينما تحدث حميد صالح عن الطريق الرابط بين الحي ومحافظة خيبر وما يعانيه السكان من هذا الطريق المتهالك والذي تكثر فيه المنعطفات القوية. وتسبب في إزهاق أرواح أبرياء لكثرة الحوادث التي تقع عليه. وطالب حميد صالح إدارة الطرق والنقل بالمدينةالمنورة بتشكيل لجنة والوقوف على هذا الطريق ومعاناة السكان منه حيث يعتبر هو الشريان الوحيد لهم لقضاء احتياجاتهم من المحافظة ويبلغ طوله 10 كيلومترات فقط. الخدمات التعليمية لا توجد سوى مدرسة ابتدائية للبنات في مبنى حكومي ومثلها للبنين في مبنى مستأجر. ويطالب أهالي الحي بافتتاح مجمع يضم مدرستين متوسطة وثانوية، حيث يعاني الأهالي من مشقة انتقال أبنائهم وبناتهم إلى المدارس في أحياء خيبر وهي تعتبر بعيدة نسبيا عليهم، حيث قال فهد العنزي: «نقوم بتوصيل بناتنا وأبنائنا إلى مدارس خيبر التي تبعد عنا أكثر من 20 كيلومترا ذهابا وإيابا». وأضاف أن حافلات التربية والتعليم تنقلهم، «لكن إلى متى وطالباتنا وطلابنا يعانون من الانتقال كل يوم؟ فإذا افتتحت مدرسة متوسطة وأخرى ثانوية سيسهل الأمر عليهم كثيرا». وأشار إلى أن إدارة التربية والتعليم سلمت قبل سبع سنوات مشروع مبنى مدرسي إلى مقاول لكنه لم يكمل العمل به وانسحب منه، وبقي المشروع على حاله. ورفع الأهالي شكوى إلى المحافظ ومكتب التربية والتعليم في محافظة خيبر، وما يزالون ينتظرون الوعود التي تلقوها. الخدمات الصحية لا يوجد في الحي الذي تقطن فيه أكثر من 400 أسرة أي مركز صحي حيث يقوم السكان بمراجعة مركز صحي خيبر وهو ما يصعب على بعضهم خاصة المسنين والأرامل والمطلقات. ويطالبون بافتتاح مركز صحي يخدم الحي وسكان القرى والبادية المجارورة حسب نايف العنزي الذي يقول إنه يجب إعطاء هذا الأمر الأهمية التي يستحقها نظرا للحاجة الملحة للرعاية الصحية الأولية والتي لا يمكن لأي أحد الاستغناء عنها. الحيوانات السائبة كما يعاني سكان الحي من الحيوانات السائبة التي تؤرقهم حيث تتجول داخل الحي بالليل والنهار، ولقرب بعض مزارع النخيل من الحي تكثر هذه الحيوانات، ويقول أحمد عبدالله إن الحيوانات السائبة تزعج الأهالي بأصواتها في الليل وتتجول بين المنازل وتتسبب في إلقاء محتويات براميل النفايات على الأرض، ولابد من إيجاد حل لهذه المشكلة وإبعاد هذه الحيوانات. من جهته أوضح المتحدث الإعلامي بأمانة المدينةالمنورة المهندس يحيى سيف أن أمانة المدينةالمنورة تولي الاهتمام والمتابعة لأحياء المدينة ومحافظاتها، مضيفا أن الخدمات ستصل للجميع ضمن خطة الأمانة الاستراتيجية ومنها حي الصفق الأحمر.