طالب أكاديميون وشرعيون المعتمرين إلى تأجيل عمرتهم هذا العام لما يشهده المسجد الحرام من مشاريع عملاقة في صحن المطاف أدت إلى تزاحم الطائفين وضيق مساحة الطواف بهم؛ بسبب تزامن المشروع مع موسم العمرة وقدوم عدد من المعتمرين من الداخل والخارج. من جانبه، قال الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته الدكتور خالد الشايع: لا ريب أن الشريعة رغبت في نصوص القرآن والسنة في الحج والعمرة وعظمت الثواب، لذلك وهذه النصوص هي الأصل والقاعدة، ولكن عند التأمل في مقاصد الشريعة يتبين أن الحالة التي يشهدها المسجد الحرام، وبخاصة صحن المطاف، حيث أعمال التوسعة التي تقتضي الهدم والتشييد والعديد من الأعمال الإنشائية التي يترتب عليها محدودية المكان، كل ذلك يقود إلى القول بأن من كان متوجها للعمرة أو الحج ينبغي أن يلاحظ هذه الأحوال، وأن يستحضر ويتبين حاله هل هو يؤدي تلك الأعمال من حج وعمرة على سبيل النافلة، أم أنها على سبيل الفرض، فإذا كان متنفلا بهذه الأعمال فالمشروع له أن يؤجل هذه النافلة مراعاة للمصالح ولأحوال إخوانه الذين يؤدون النسك الواجب عليهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار)، كما أن صاحب الفرض الواجب ليس كصاحب العمل المتنفل ولا ريب أن المكان محدود والزمان محدود وأعداد المعتمرين والحجاج هائلة . أعمال متعددة أما عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فأوضح أن المسلمين يعيشون هذه الأيام أجواء روحانية إيمانية في رمضان، لافتا إلى أن أعمال البر والخير متعددة وليست منحصرة في شيء واحد، أو مقتصرة على أداء العمرة في الشهر الفضيل، وإنما هناك أعمال بر وخير يمكن أن يؤديها المسلم في هذا الشهر، ومن ذلك قراءة القران والصدقة وقيام الليل وصلة الأرحام. ورأى آل الشيخ أن حصر المسلم الأعمال الصالحة في رمضان في العمرة خطأ، مضيفا «نعم وردت بعض الآثار، ولا شك في فضل هذا العمل الجليل، لكن هناك ضررا كبيرا على المعتمرين الموجودين في مكة نظرا لما يشهده الحرم من التوسعة المباركة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله». وأضاف: من الأجر والمصلحة وزيادة الأجر أن يترك المسلم العمرة في رمضان توسعة لإخوانه المسلمين ويتجه إلى الأعمال الأخرى مثل إطعام الطعام والصلاة وغير ذلك، وينبغي للمسلم أن يكون أفقه وأوسع إدراكا ويعلم أن الأعمال الصالحة لا تنحصر في رمضان، ويعي الظرف الذي يمر به المسجد الحرام ويعطي المعتمرين حقهم ويؤجل العمرة حتى تنتهي الأعمال المباركة ويكون هناك متسع في المكان. زحام عظيم من جهته، بين عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور علي الشبل أن الزحام العظيم في المسجد الحرام، خصوصا رمضان وأشهر الحج تستدعي من المسلم أن يكون مستشعرا لما يلاقيه إخوانه من التعب والنصب والمشقة العظيمة التي سببها هذا الازدحام، ولهذا أوصي إخواني أن من حج أو اعتمر أن يؤجل حجه واعتماره لوقت يتسع فيه المطاف للناس، وأن ينوي بذلك التوسعة على إخوانه فينال أجر الحج والعمرة وهو جالس في بيته بصدق نيته التي نواها لله عز وجل إذا تبلغ نية المؤمن ما لا يبلغ عمله، وهذا يدخل في النية الصالحة في العمل أن الإنسان ما فرج عن مسلم كربة إلا فرج عن الله من الكرب وما نفس عن مسلم إلا نفس الله عنه. وقال: إذا استحضر الإنسان النية في تأجيل عمرته أو صلاته في المسجد الحرام لوقت آخر، فإنه بإذن الله من العمل الصالح الذي يثاب عليه الإنسان ويؤجر عليه، سواء كان بمفرده أو مع غيره، فإن الزحام يكون مع الواحد والثاني والثالث والرابع، فالإنسان ينوي النية الصالحة في ذلك مع إخوانه المسلمين وينظر إلى ما أعده الله من الثواب الطيب. !!Article.extended.picture_caption!!