سعدت بالثقة الملكية الغالية التي أولاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لمعالي الشيخ د. عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بتعيينه رئيساً لشؤون المسجد الحرام والمسجد والنبوي هذه السعادة التي كانت عامة لكل من يعنيهم شأن المسجد الحرام والمسجد النبوي فهذا الرجل ومنذ ثلاثين عاماً وهو إمام للمسجد الحرام وشهد من الأجناس والألوان والزحام والتوسعات وكل شأن ذي علاقة بالمسجد الحرام رأي العيان وسمع من المسلمين من حجاج ومعتمرين وخلال زياراته المتعددة الكثير من الآمال والمقترحات والأطروحات في هذا الشأن. ومسؤولية شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بلا شك من المسؤوليات العظيمة فلا توجد أمكنة في العالم لها من الأهمية للمسلمين توازي هذه الأمكنة وأخص البيت الحرام الذي تهوي إليه أفئدة وقلوب وأبصار المسلمين يومياً في صلواتهم ويفد إليه ويجتمع فيه الملايين طوال العام وليس في مواسم معينة كما هو في السابق ولقد أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين ومنذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه المسجد الحرام والمسجد النبوي جلَّ العناية والاهتمام بتنفيذ التوسعات تلو التوسعات والعمل على راحة الحاج والمعتمر والزائر وحتى هذا العهد الميمون الذي شهد توسعات مشهودة ومنها توسعة المسعى والتوسعة الأخرى المحيطة بالمسجد وكذلك الحال بالنسبة للمسجد النبوي مع الأعمال الأخرى التي تهدف إلى التيسير وخدمة الحجاج والمعتمرين من طرق ومنشآت ومرافق وبنى تحتية كلفت مليارات الريالات. والملاحظ الذي بات يتكرر في شهر رمضان المبارك من كل عام زيادة أعداد المعتمرين من الداخل والخارج وإذا كان الحج أياماً معدودات فإن شهر رمضان المبارك «شهر كامل» والازدحام فيه متواصل وأصبحت الأعداد التي تفد تفوق ما يأتي من الحج أصلاً ولعلي أسوق مثالاً على ذلك ما صرح به سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجزائر السفير سامي الصالح والذي أشار إلى أن عدد تأشيرات العمرة للجزائر هذا العام وفي شهر رمضان المبارك أكثر من 130.000 مائة وثلاثين ألف فترة زيارة خلال شهر رمضان المبارك فقط وماذا عن باقي البلدان؟! ولقد شهدت الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك زحاماً شديداً كان مألوفاً في العشر الأواخر فقط في السنوات الماضية، وربما تتضاعف الأعداد مع إجازات الموظفين ودخول العشر المباركة ووفود القادمين من الداخل من مواطنين ومقيمين. ولقد رأيت ولله الحمد جهود أبناء الوطن من مدنيين وعسكريين ومن كافة القطاعات في خدمة الزوار والمعتمرين سواء من رجال المرور أو شرطة الحرم أو قوات الأمن الخاصة أو طلبة الكليات العسكرية ومدن تدريب الأمن العام وموظفي شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وأمانة العاصمة وسائر القطاعات الجهد المبذول في خدمة المعتمرين والتنظيم الرائع لدخول المعتمرين راجلين أو ركبانا خلال زيارتي لمكة المكرمة في الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك لهذا العام وألحقه سنوياً بموسم الحج كأحد الذين يشرفون بخدمة الحجاج من ثمانية عشر عاماً. وأما المشروعات فلهذا شأن آخر يطول الحديث عنه ويستلزم الوقت والجهد لإيفائه حقه ولعله يكون في وقت لاحق ومع دخول العشر الأواخر وخشية وقوع المشاكل والتزاحم والعمل على زيادة التنظيم فإنني أسوق لمعالي الأخ والصديق د. عبدالرحمن السديس هذه الملحوظات لعل أن يكون بها مزيداً من التنظيم والترتيب لكي يؤدي الناس عمرتهم وصلواتهم بيسر وسهوله ومنها: - أن يقتصر صحن المطاف من صلاة العشاء وحتى صلاة القيام الأولى ووقت التهجد الأخير على المعتمرين فقط وتكون الصلوات في سائر الأوقات مفتوحة كالعادة للمصلين والمعتمرين. - العمل على الإفادة من هذا العدد الكبير من الوافدين للعمرة والزيارة في توعيتهم بأمور دينهم بالإرشاد أولاً تصميم كبائن التوعية حول المسجد الحرام والمسجد النبوي وتوزيع الكتيبات التوعوية باللغة العربية وسائر اللغات. - التشديد في منع دخول الحقائب والأكياس الكبيرة من قبل بعض المعتمرين الذين يضايقون الآخرين داخل المسجد ويجعلونه مباتاً لهم. - استقطاب المتعاونين من طلاب الجامعات أو التوظيف الموسمي المؤقت لطلاب كليات الشريعة والدراسات الإسلامية في موسمي رمضان والحج بالذات للقيام بأعمال الترجمة والإرشاد. - وضع لوحات إرشادية داخل الفنادق يكون فيها تعليمات شرعية وصحية وسائر الأمور الأخرى قبل ذهاب الحاج والمعتمر للحرم أو المسجد النبوي. - العناية بقضية ترجمة خطبة الجمعة لبعض اللغات وللصم أيضاً. بارك الله في الجهود وأجزل الأجر والمثوبة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لقاء ما يجده الحرمان الشريفان من العناية والاهتمام وجزى الله كافة العاملين في خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار على ما يقدمون من جهود في خدمتهم. [email protected]