الرياض – خالد الصالح الغيث: من أجَّل حج نافلته للأعوام المقبلة يؤجر لامتثاله للمصلحة العامة للإسلام والمسلمين. السدحان: لا مانع من تقليص أعداد الحجاج لكونه مطلباً شرعياً للحفاظ على أرواح المسلمين. التركي: تقليص أعداد الحجاج يجب أن يكون محل تقدير الجميع. البريك: على حجاج الداخل أن يؤجلوا حج النافلة للأعوام المقبلة. القاضي عيسى الغيث أكد عضو مجلس الشورى، القاضي الدكتور عيسى الغيث، أن تقليص نسبة الحجاج من الداخل والخارج سيعود بالنفع على الأمة الإسلامية كافة، وشدد الغيث على ضرورة أن تعمل جميع الدول الإسلامية بالقرار، وقال: «إن صدور الأمر جاء بناء على تشريعات خاصة منها قانوني ومنها سيادي لمصلحة عامة، وأن تقليص نسبة الحجاج لمصلحة عامة أمر ضروري لمبررين رئيسين؛ أولهما أن التوسعة بجوار المسجد الحرام تكون حينئذٍ عائقاً في فترة إنشاء هذه المشاريع أمام استقبال هذا العدد الكبير المعتاد في كل عام»، مضيفاً: «يتحمل المسلمون سنة أو سنتين ثم بعد ذلك يكون العدد الذي يستقبله الحرم المكي أكبر بكثير من السنوات الماضية، وذلك باسترداد الفارق بين التقليص وبين فتح المجال لاستقبال أعداد أكبر. مبيناً أن هذا القرار من مصلحة كافة المسلمين ولا جدال في ذلك، جازماً بعدم غضب أي عاقل من أي دولة إسلامية من هذا القرار، قائلاً: «هذه الرغبة لا بد أن لا يقف في وجهها أحد، كونها رغبة شاملة وعامة لجميع المسلمين». ورفع الغيث شكره وتقديره لحكومة المملكة التي قدمت خدمات كبيرة جداً للحرمين الشريفين، سواء في التعمير في مكةالمكرمة أو في الحرم النبوي. 10 ملايين تأشيرة وأوضح الغيث أن عدد تأشيرات العمرة والحج للدول الإسلامية قد تصل في السنة الواحدة إلى 10 ملايين تأشيرة، بالإضافة إلى الحجاج والمعتمرين من داخل المملكة، مضيفاً: «حسب معلوماتي بالأرقام، فإن نسبة من يحج ويعتمر من داخل السعودية غالبهم من غير السعوديين، وبالتالي إذا نظرنا إلى عشرات المليارات التي دفعت لتوسعة الحرمين والمشاعر المقدسة دون أي مقابل مالي من حجاج بيت الله في دول الخارج، نجد أنها خدمة لله عزوجل ولدينه، الأمر الذي يقدره جميع المسلمين في العالم. مؤكداً أن تقليص حجاج الخارج بنسبة 20% و50% من الداخل يؤكد عدالة حكومة المملكة، وأنها جعلت من نفسها قدوة لباقي الدول بامتثالها أكثر من مرة ونصف المرة على قدر الامتثال الذي يجب أن يكونوا هم عليه». تأجيل النافلة ونصح الغيث أي مواطن سبق له الحج أن يؤجل حج النافلة للأعوام المقبلة، مشدداً على تأجيل حج نافلة المقيمين الموجودين داخل المملكة، قائلاً: «كشفت الأرقام أن نسب من يحج منهم سنوياً أكثر من المواطنين السعوديين»، وذلك كي لا يزاحموا الحجاج والمعتمرين في ظل هذه التوسعة الكبيرة التي يشهدها الحرم المكي حالياً. وبين الغيث أن من أجَّل حج نافلته للأعوام المقبلة خدمة للإسلام والمسلمين يعد مأجوراً، ولو لم يحج كونه امتثل للمصلحة العامة. واستبعد الغيث فكرة إبقاء نسبة تقليص عدد الحجاج من الداخل والخارج في السنوات المقبلة على ما هي عليه الآن، قائلاً: «لا يجب أن ندعو باستمرار نسبة هذا التقليص، لأنها ستؤتي ثمارها هذا العام». أمر إيجابي الشيخ عبدالله التركي وأكد أمين عام رابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله التركي، أن تخفيض أعداد الحجاج في الداخل والخارج في حج العام الجاري أمر إيجابي، ولا يمكن أن يكون سلبياً بأي شكل؛ نظراً لما سيلمسه المسلمون في الأعوام المقبلة من خدمات ومساحات كبيرة لاستقبال حجاج ومعتمرين لم يتسنَ لهم زيارة الحرم المكي. وبين التركي أن أعمال التوسعة للحرم المكي واستقباله عدداً أقل من الحجاج في الأعوام المقبلة يجب أن يكون محل تقدير الجميع للهدف المرجو منه على المدى البعيد. تطور الخدمات وأشار التركي إلى أن توسعة الحرم المكي المشاهدة حالياً تجري بطريقة مميزة وسريعة، قائلاً: «هذا الأمر ليس غريباً على حرص المملكة والاهتمام بمقدساتها التي لا تقدر بثمن»، وأضاف: «نلمس تطور الخدمات في كافة المشاعر المقدسة عاماً بعد عام وبما يخدم ويلبي راحة الحاج والمعتمر». وأبان التركي أن رابطة العالم الإسلامي بدورها أدركت تقدير المسلمين الكبير في كافة دول العالم لجهود خادم الحرمين الشريفين في عمليات التوسعة للحرمين الشريفين وفي خدمة الحجاج والعناية بالمشاعر المقدسة، مشيراً إلى أن المسلمين لمسوا كافة ما ينفعهم من المملكة في حاضرهم ومستقبلهم. صدى إيجابي الشيخ سعد البريك وأوضح الداعية الشيخ سعد البريك، أن تقليص نسبة الحجاج من الداخل بنسبة 50% ومن الخارج بنسبة 20% يجب أن يلقى صدى إيجابياً واسعاً في الداخل والخارج، ويجب أن يسهم الجميع في هذا الإنجاز بقبول هذه الرغبة لسرعة الانتهاء من التوسعة التي ستنعكس على كافة المسلمين قاطبة، مؤكداً أن قبول تقليص نسبة الحجاج مسؤولية الجميع، ويجب الاستجابة لهذا الأمر، حيث إن الأجر والثواب مشترك. ولفت البريك إلى أن توسعة الحرمين الشريفين تعد من أجل وأعظم المفاخر للمملكة، وخاصة حفظ المناسك وكافة البقاع المقدسة لأجل راحة الحاج والمعتمر، وقال البريك: جهود المملكة في هذا المجال من أكبر أسباب دفع البلاء والشر عنها من كافة الدول الحاقدة. هدف سامٍ وطالب البريك من حجاج الداخل المشاركة في أجر سرعة إنجاز التوسعة من خلال تأجيل حج النافلة للأعوام المقبلة، وأن يتصدقوا أيضاً بصدقة حج النافلة لإخوانهم المشردين الذين لا يجدون ماء ولا طعاماً ولا سكناً يؤويهم، مناشداً بضرورة الاستجابة لطلبات الحكومة التي ارتأت تخفيف أعداد الحجاج للعام الجاري لهدف سامٍ. وناشد البريك الرئيس العام لشؤون الحرمين الشيخ عبدالرحمن السديس بتخصيص 100 قناة للتواصل مع كافة الحجاج ممن لا ينطقون باللغة العربية أثناء حجهم في العام المقبل، من خلال إيجاد محطات بث حول منطقة الحرمين الشريفين تنقل خطباً ومحاضرات مترجمة بلغتهم الأم. منفعة للمسلمين الشيخ عبدالعزيز السدحان وأشاد عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الداعية الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان، بفكرة تقليص أعداد الحجاج لسرعة إنجاز أعمال التوسعة التي يشهدها الحرم المكي الشريف، قائلاً: «أي عمل وأي خطوة فيها خير ومنفعة للمسلمين من خلال حفظ حجهم وحياتهم يجب أن تلقى قبول الجميع، حيث إنه لا مانع أبداً من تقليل الأعداد كونه يأتي بمصلحة عامة للمسلمين مما يجيز مشروعيته، كما يعد مطلباً شرعياً. مشيراً إلى أن خطوة تقليص الأعداد فيها حفاظ على أرواح الحجاج والمعتمرين الذين قد يصابون -لا سمح الله- بسبب الآليات والأجهزة التي تعمل على إنجاز أعمال التوسعة، إضافة إلى احتمالية التزاحم والتدافع نظراً لأعمال التوسعة. رئاسة الحرمين: تخفيض أعداد الحجيج أمر ضروري مكةالمكرمة – الزبير الأنصاري أوضح نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخز يم، أن مشروع خادم الحرمين الشريفين لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف يهدف إلى التيسير والتسهيل لأداء مناسك الحج والعمرة، وسيُحدث بعد انتهائه نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة للحجاج والعمار والزوار. وبين أنه ترتب على ذلك «مؤقتاً» خفض أعداد القادمين لأداء المناسك حتى يتم الانتهاء من أعمال التوسعة والتطوير لمشروع المطاف، معتبراً ذلك أمراً ضروروياً حتى الانتهاء من أعمال المطاف لتحقيقه مصلحة عليا للأمة الإسلامية على المستوى البعيد. وأضاف إن العمل مستمر في مشروع المطاف الذي سيستوعب بعد انتهائه 105 بدلاً من 48 ألفاً، لافتاً إلى أن مكةالمكرمة والمدينة المنورة تشهدان حالياً ورشة عمل كبرى لخدمة زائري الحرمين الشريفين. ودعا الخزيم علماء الأمة الإسلامية إلى أن يوضحوا للمسلمين في مختلف مواقعهم سبب خفض أعداد الحجاج والمعتمرين، وأن هذا أمر مؤقت ويصب في مصلحة المسلمين من المعتمرين والحجاج.