تحولت مشاريع طرق حيوية متعثرة في محافظة الطائف إلى بؤرة تتسبب في وقوع العديد من الحوادث المرورية المروعة رغم أن الدولة خصصت لها مئات الملايين من الريالات. ورصدت جولة ميدانية ل«عكاظ» من خلال اللوحات التعريفية الخاصة بهذه المشاريع تكرار أسماء عدد من المقاولين بدلا من معاقبتهم على تعثرهم وعدم ترسية أية مشاريع عليهم، كما رصدت الجولة غياب اشتراطات السلامة، ما يحول مواقع تلك المشاريع إلى خطر قاتل أثناء الليل. وأبدى عدد من الأهالي الذين التقيناهم تذمرهم من تأخر تنفيذ مشاريع الطرق التابعة لأمانة المحافظة لسنوات عديدة، وقالوا إن السبب في تعثر مشاريع الطرق يعود للأمانة التي سلمت المشاريع لمقاولين وتركت لهم الحرية في التنفيذ، في ظل غياب الرقابة، مما تسبب في تأخر موعد تسليمها. وأشاروا إلى أن تعثر مشاريع محافظة الطائف وعدم تسليمها في الوقت المحدد في العقود أصبح حديث المجالس، متسائلين عن تعثر تنفيذ هذه المشاريع، خاصة مشروع طريق جنوب قصر خادم الحرمين الشريفين الذي يربط طريق المطار مرورا بالأحياء المجاورة إلى أن يلتقي مع الطريق الكائن شمال القصر. ورغم رصد ميزانية ضخمة لهذا المشروع لوحظ أن المقاول يتباطأ في التنفيذ. وقال بندر الشويب إن هذا المشروع أصبح شبه مهمل في ظل تباطؤ شركة المقاولات المنفذة له، مضيفا: «مضى عقد من الزمن وهذا الطريق لا تفارقه التحويلات والمعدات المتوقفة على أطرافه والمسؤولون في أمانة محافظة الطائف لم يعيروه الاهتمام اللازم، ويتعاملون معه وكأنه مشروع في منطقة نائية، مع أنه يربط عدة أحياء مأهولة بالسكان، إضافة للكلية التقنية التي لم ينعم طلابها بالراحة في هذا الطريق لعدم اتساعه». وأشار إلى أن العديد من الأرواح أزهقت في الحوادث المرورية على هذا الطريق. وأضاف متسائلا: «ألم يحن الأوان لإغلاق هذا الملف الشائك؟». وحمل سلطان العتيبي أمانة الطائف مسؤولية تأخر تنفيذ هذا الطريق وشبكة طرق قريبة منه. وقال إن سكان محافظة الطائف يعانون من ضيق الطرق والتحويلات، خاصة وأن هذه الطرق تربط جامعة الطائف الجديدة مع الكلية التقنية وأحياء كثر، والسؤال الذي لابد أن يتم طرحه: «إلى متى يستمر هذا الوضع؟». تغيير الآلية رأى مختصون في مجالات تنفيذ المشاريع أنه لابد من تغيير آلية اختيار المقاول التي يتم انتهاجها حاليا والقائمة على اختيار المقاول الأقل سعرا. وقالوا إن هذه الآلية أثبتت فشلها في كثير من المشاريع المتعثرة إذا لابد من شطب هذه الآلية القديمة التي تسببت في تعطل وتعثر الكثير من المشاريع واستبدالها باختيار المقاول الأكفأ المتميز بالإنجازات الضخمة. كما أن طريقة التعامل مع المشروع من أسباب تعثر المشاريع حاليا حيث إن كثيرا من تلك المشاريع توجد بها مشكلات بين المنفذ المقاول والاستشاري، ما ينعكس سلبا على الفترة الزمنية التي تم الاتفاق عليها.