أضحت المشاريع التعليمية من أبرز المرافق المتعثر تنفيذها في منطقة تبوك، رغم الاعتمادات المالية المخصصة لوزارة التربية والتعليم في الميزانيات السنوية، الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات حول عدم الإنجاز والتعثر، ويستدعي تدخل الوزارة بشكل عاجل لإيجاد الحلول المناسبة لإنجاز المشاريع في الوقت المحدد دون تأخير، خاصة أن المدارس الحالية تقبع في مبانٍ مستأجرة متهالكة لا توفر للطالبات والطلاب البيئة التعليمية المناسبة، التي تستهدفها الوزارة في خططها المستقبلية عبر التخلص من المدارس المستأجرة في أسرع وقت ممكن. وفيما ينتظر طلاب تبوك إنشاء المدارس والمجمعات التعليمية، ما زال طريق ناوان المخواة في محافظة بلجرشي يحصد أرواح المسافرين بحوادث مأساوية، جراء ضيق المسارات التي لا تتناسب مع الحركة المرورية الكثيفة التي يشهدها الطريق، وتعثر مشروع التوسعة لعدة سنوات رغم تسليمه إلى الشركة المنفذة، التي ما إن تبدأ في التنفيذ حتى تتوقف مجددا لأسباب مجهولة. مشاريع متعثرة تضم منطقة تبوك عددا من المشاريع التعليمية التي تعثر تنفيذها وتأخر موعد تسليمها لأعوام عديدة كمجمع البنات ومدرسة أحد في حي النهضة، ومجمع أنس بن مالك في حي الرويعيات، بالإضافة إلى مدرسة البنات في المويلح في محافظة ضباء التي تعثر تنفيذها منذ خمسة أعوام، ومدرسة تحفيظ القرآن الكريم الثانوية والمتوسطة للبنين في محافظة تيماء التي ينتظر الطلاب تنفيذها منذ ثمانية أعوام. وعن المشاريع التعليمية المتعثرة في منطقة تبوك، نفى مصدر مسؤول في إدارة التربية والتعليم، وجود مدارس أو مشاريع تعليمية متعثرة في مدينة تبوك بعد أن تم سحب بعض المشاريع المتعثرة من المقاولين المنفذين لعدم إنجاز المباني في المواعيد المحددة في العقود، رغم إنذراهم لأكثر من مرة، ولقد رفعت المشاريع المتعثرة إلى الوزارة لعمل مقايسات وإرسائها على مقاولين آخرين. وانتقد أحمد العديساني (من سكان قرية المويلح)، تأخر تنفيذ مشروع مدرسة المويلح للبنات لأكثر من خمسة أعوام، متسائلا عن الأسباب الحقيقة التي أدت إلى توقف إنجاز المدرسة طيلة هذه الأعوام، خاصة أن الطالبات يتلقين تعليمهن في مدراس تقع في مبان مستأجرة متهالكة وآيلة للسقوط، الأمر الذي يستدعي إدارة التربية والتعليم في تبوك التدخل العاجل وسحب المشروع من المقاول المنفذ وترسيته على آخر يستطيع الإنجاز في الوقت المحدد. يقول علي العديساني (من سكان قرية المويلح) أغلقت المدرسة التي تدرس فيها ابنتى أبوابها أمام الطالبات قبل يومين بسبب أن مبناها المستأجر آيل للسقوط، ما يجعل الطالبات يتزاحمن في مبنى المدرسة المتوسطة والثانوية خلال الفترة المسائية. واستغرب صالح العنزي (من سكان تيماء) من تأخر إنجاز مشروع مدرسة تحفيظ القرآن الكريم المتوسطة والثانوية للبنين لأكثر من ثمانية أعوام، رغم الاعتمادات المالية الكبيرة المخصصة له. من جانبه، اعترف رئيس قسم المباني في إدارة التربية والتعليم في تبوك محمد ناصر الحويطي، بتعثر المقاول المنفذ لمشروع مدرسة تحفيظ القرآن الكريم في محافظة تيماء، وبناء على ذلك تم سحب المشروع منه وأرسل إلى الوزارة لتعميد مقاول آخر وجار طرحه. طريق ناوان ما زال تنفيذ مشروع توسعة طريق ناوان المخواة في محافظة بلجرشي متعثرا حتى الآن، رغم تسليمه للشركة المنفذة منذ أعوام عدة. ويعتبر الطريق من أهم طرقات المحافظة؛ كونه يشهد كثافة مرورية عالية ويربط الطريق الساحلي مرورا بالباحةوجدة ومكة المكرمة وجازان والقنقذة ووصولا إلى طريق المخواة، إلا أن تعثر التنفيذ تسبب في حوادث مرورية مأساوية راح ضحيتها العديد من الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى محاولة عبور الطريق. ووصف سعد علي (من أهالي المخواة) الطريق بالوحش المفترس الذي يتصيد عابريه بحوادث مأساوية شنيعة، مطالبا بسرعة تنفيذ مشروع توسعة الطريق للحد من الحوادث المرورية وما تسفر عنه من ضحايا وإصابات. يقول علي بن سعد كروش «أقطن في بلجرشي وأمتلك استراحة في قرية ناوان التابعة لمنطقة الباحة، وأجد صعوبة بالغة في الوصول إليها؛ نظرا لخطورة الطريق البالغ طوله 80 كلم». ويتخوف أحمد حاوي (من سكان الباحة) من عبور الطريق الذي يشهد حوادث مرورية بشكل شبه يومي، وقال تتوجه معظم الأسر من الباحة إلى ناوان في فصل الشتاء هربا من البرد القارس في الباحة، لكنني أحرم أسرتي من النزول إلى ناوان؛ خوفا من الطريق فصقيع البرد أفضل بكثير من عرق الخوف والقلق. وطالب حمود الخثعمي (من أهالي بلجرشي) إدارة الطرق والنقل في الباحة بمتابعة الشركة المنفذة لمشروع توسعة طريق ناوان المخواة والعمل على مراقبة مراحل التنفيذ بما يكفل إنجاز المشروع في الوقت المناسب، بدلا من تركه دون تنفيذ طيلة هذه الأعوام. لجنة ميدانية وعن تأخر تنفيذ مشروع توسعة طريق ناوان قال وكيل إمارة منطقة الباحة الدكتور حامد بن مالح الشمري، لا نرضى أبدا بتأخر تنفيذ المشاريع التنموية في المنطقة، مشيرا إلى أن أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز ناقش أسباب تعثر المشاريع المتأخرة بالمنطقة وأبدى توجيهاته حيالها لمعالجتها. رصد المتأخرة وأضاف تم تشكيل لجنة مختصة بتوجيهات من أمير المنطقة لرصد كافة المشاريع المتأخرة بالمنطقة، والملاحظات المتخذة حيالها ووضعت الحلول المناسبة لتنفيذها، كما أعدت الإمارة خططا من شأنها عدم تكرار ما حدث بالسابق من تأخر للمشاريع، من خلال متابعة تنفيذ المشاريع الجديدة مع كافة الجهات وتوصي بأن تنجز على أفضل المواصفات وتنتهي في الوقت المحدد وعلى معالجة المشاريع السابقة المتعثرة منذ سنوات عدة. وأكد أن مشروع توسعة طريق المخواة ناوان متابع من قبل الإمارة، مطالبا إدارة الطرق والنقل بالمتابعة الجادة ومعالجة أي خلل في المشروع الذي تبقت كيلومترات عدة لإنجازه على أن يتم افتتاحه أمام الحركة المرورية قريبا، لافتا إلى حرص أمير منطقة الباحة على الاجتماع والالتقاء شخصيا بالمسؤولين المعنيين وبمنفذي المشاريع من أصحاب الشركات والمهندسين لمناقشتهم في أسباب تعثر المشاريع. من جانبه، أوضح مدير إدارة الطرق والنقل في منطقة الباحة المهندس عبدالعزيز البدوي، أن مشروع توسعة طريق المخواة ناوان متابع بكل جدية وتطبق التعليمات بحق الشركة المنفذة. وأضاف «سعينا بكل جهد لمعالجة تأخير تنفيذ المشروع من قبل الشركة المنفذة، مشيرا إلى أن المشروع تبقى له القليل فقط وسيفتتح بإذن الله قريبا، مشيدا بدور إمارة المنطقة في دعم ومعالجة المشاريع المتأخرة بمتابعة أمير المنطقة ودعمه الدائم وكذلك إشراف ومتابعة وكيل إمارة المنطقة.