حذر أطباء مختصون من توسع دائرة مرض السكري بعد أن كشفت الإحصائيات أن 25 % من سكان المملكة مصابون بالمرض منهم 80 % من النوع الثاني المكتسب و20 % من النوع الأول الوراثي. ودعوا إلى أهمية استمرار حملات التوعية بداء السكري باعتبار أن مضاعفات المرض عديدة وتمتد إلى الأعضاء الحيوية في الجسم. بداية يرى المشرف العام على كرسي محمد حسين العمودي لأبحاث القدم السكرية وأستاذ الجراحة واستشاري جراحة الأوعية الدموية في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة البروفيسور حسن بن علي الزهراني أن داء السكري من الأمراض المزمنة التي شهدت خلال السنوات الأخيرة زحفا مخيفا في المملكة، حيث أصبحت بلادنا من الدول ال 10 المتقدمة في الإصابة على المستوى العالمي. ولفت البروفيسور الزهراني إلى أن مضاعفات داء السكري لا تتوقف على جهاز معين في الجسم ولكن خطورته تمتد لتشمل العينين والكلى والقلب، والأخطر من ذلك ما يعرف بالقدم السكرية التي تمثل مشكلة كبرى نتيجة عدم وعي مريض السكري بها ، فنصف مرضى السكري لا يعرفون أنهم مصابون بالقدم السكرية، فتلف الأعصاب يؤدي إلى قلة الشعور بالقدم وعدم الشعور بالألم عند الإصابة، لذلك فإن المصابين بالسكري معرضون بفقد أقدامهم أكثر من 25 ضعفا عن الأشخاص العاديين نتيجة البتر، وفي كل أنحاء العالم يفقد كل دقيقة أحد مرضى السكري قدمه، ولذلك أصبح السكري هو السبب الرئيسي لبتر الأقدام في العالم. وأشار البروفيسور الزهراني إلى أن حالات بتر الأطراف في المملكة نتيجة داء السكري تصل إلى (4000) سنويا، ويمكن الوقاية من البتر من خلال الاكتشاف المبكر للأسباب المؤدية إليه ومن ذلك نقص التروية الدموية التي قد تحتاج إلى إجراء عمليات توسيع للشرايين أو عمليات توصيل مفتوحة للشرايين. ولفت إلى أنه لا يعني بالضرورة وجود انسدادات إلى التدخل لإصلاحها بالقسطرة أو جراحيا وإنما يعتمد ذلك على نتائج الكشف الطبي من قبل استشاري جراحة الأوعية الدموية الذي يتخذ القرار المناسب حسب حالة المريض ومدى تقدم تصلب الشرايين وبالتالي اختيار العلاج المناسب دوائيا وجراحيا. المصابون 25 % وكشف استشاري ورئيس قسم أمراض الغدد والسكري في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني في جدة الدكتور عبدالعزيز التويم أن الإحصائيات أوضحت أن 25 % من السكان مصابون بالمرض منهم 80 % من النوع الثاني المكتسب و20 % من النوع الأول الوراثي. وأضاف، «جميع المسوحات الطبية في المملكة أثبتت أن الأسباب الرئيسة وراء انتشار السكري من النوع الثاني (المكتسب) هي استهلاك الوجبات السريعة والدسمة المحتوية على نسب عالية من الدهون والمشروبات الغازية التي تحوي نسبة كبيرة من السكر، وعدم ممارسة الرياضة مما يترتب عليه حدوث السمنة ومضاعفاتها، وتغير أسلوب الحياة المعاصرة إلى التمدن. وأكد د. التويم أن دور الفرد كبير في الوقاية من داء السكري، فالقطاعات الصحية أخذت على عاتقها إعداد برامج وقائية من الأمراض المزمنة وخصوصا السكري بهدف تغيير النمط السلوكي وتوعية الناس لتغيير أساليب معيشتهم من خلال التغذية السليمة، الرياضة الإقلاع عن التدخين، الكشف الدوري لأمراض ضغط الدم والداء السكري وزيادة الكولسترول، ولكن أية محاولات لإصحاح الوضع للسيطرة على السكري لن يكتب لها النجاح دون مشاركة حقيقية من المجتمع. التوعية وحدها لا تكفي وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية المصابين بالأمراض المزمنة بالعاصمة المقدسة «شفاء» ومدير مركز السكر بمستشفى النور التخصصي رئيس اللجنة العلمية لمراكز السكري بوزارة الصحة خالد بن عبدالله طيب، التوعية وحدها لا تكفي إذا لم يتخذ الفرد كافة الإجراءات الوقائية التي تجنبه الإصابة من المرض ويكون جادا في التعامل مع كل البرامج التوعوية، خصوصا أن النوع الثاني هو نوع مكتسب نتيجة الغذاء والرفاهية والخمول وعدم ممارسة أي نوع من الرياضات، ومن هذا المنطلق فإن معرفة المرض ومضاعفاته على سائر أجزاء الجسم ضروري لكل فرد في المجتمع، مع التنويه أن الإصابة بالنوع الوراثي أمر لا محالة منه وله خطواته العلاجية. د. طيب خلص إلى القول «خطورة داء السكري تتجلى بصورة واضحة في ثلاثة محاور هي ارتفاع عدد المصابين به وفي المضاعفات الصحية الخطيرة والوفيات والإعاقات التي يسببها لهؤلاء المصابين وفي التكلفة الاقتصادية العالية لهذا المرض».