حذر استشاري ورئيس قسم أمراض الغدد وسكري الأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني بجدة الدكتور عبدالعزيز التويم، من السلوكيات الغذائية الخاطئة التي تمهد لزيادة الوزن فوق المعدلات التي لا تتفق مع أطوال الأفراد. وأرجع الدكتور التويم، أسباب تزايد أعداد مرضى السكري، إلى الزيادة المطردة في عدد السكان، زيادة متوسط الأعمار عن ذي قبل، تغير أسلوب الحياة المعاصرة، قلة الحركة، التغير البيئي في أنواع الأطعمة، بجانب انتشار ظاهرة تناول الوجبات السريعة والدسمة والمشروبات الغازية التي تحوي نسبة كبيرة من السكريات، وأدى بدوره إلى زيادة نسبة الذين يعانون من البدانة، أما العامل الوراثي وأمراض الهرمونات فلا تشكل سوى واحد في المائة من أسباب السمنة في المجتمعات العربية. وأشار التويم، إلى أن مضاعفات وخطورة مرض السكري لا تتوقف على عضو واحد من أعضاء الجسد، بل يشمل أعضاء كثيرة مثل العينان والكلى والقلب والأعصاب، بجانب الضعف الجنسي. وحول أنواع مرض السكري يواصل د.التويم: هناك نوعان من داء السكري بجانب سكري الحمل، فالنوع الأول هو سكري الأطفال ويعرف هذا النوع بالداء السكري المعتمد على الأنسولين، أما النوع الثاني فيعرف بالداء السكري غير المعتمد على الأنسولين أو ما يعرف بداء الكبار أو البالغين، ومرضى السكري (النوع الأول) يوجد لديهم نقص كبير في هرمون الأنسولين الذي تفرزه جزر لانجرهانز الموجودة في البنكرياس؛ بسبب خلل فيها، أو بسبب توقفها عن إنتاج هذا الهرمون بسبب تلفها لأي سبب آخر، ولا بد للمرضى من هذا النوع تعاطي حقن الأنسولين كبديل للأنسولين المفقود لديهم. أما النوع الثاني فإن المرضى المصابين بهذا النوع لا يوجد لديهم نقص في إفراز الأنسولين من جزر لانجرهانز الموجودة في البنكرياس، ولكن الخلايا المستقبلة للأنسولين في الجسم لا تستجيب له، ومرضى هذا النوع هم ممن تعدوا سن الثلاثين، وممن يعانون من السمنة، ويمكن السيطرة على هذا النوع باتباع الحمية والرياضة وتقليل الوزن واستعمال الأدوية التي يصفها الطبيب المعالج، وهناك سكري الحمل، حيث قد تصاب الحامل بارتفاع مستوى السكر في الدم على الرغم من أنه لم يسبق لها أن أصيبت بالسكر قبل الحمل، ويطلق على هذا النوع من السكر (سكري الحمل)، ويعود السكر عادة إلى مستواه الطبيعي بعد الولادة. ونبه د.التويم لمشكلة الأقدام السكرية، موضحا أن استخدام القدم بشكل مستمر يعرضها للإصابة المتكررة، كما أن تلف الأعصاب يؤدي إلى قلة الشعور بالقدم وعدم الشعور بالألم عند الإصابة، لذلك فإن المصابين بالسكري معرضون لفقد أقدامهم أكثر من الأشخاص العاديين نتيجة البتر، وتلك المشاكل يمكن تفاديها بالتوعية والعناية الصحية اللازمة. وخلص الدكتور التويم بالقول «يجب على أفراد المجتمع الشعور بالمسؤولية نحو الوقاية من الأمراض المزمنة، والالتزام ببرامج التوعية الخاصة بداء السكري والتي تطلقها وزارات الصحة عبر القنوات ومختلف الوسائل الإعلامية».