كشفت آخر إحصائية أن نسبة عدد المصابين بمرض السكر في المملكة وصلت إلى 25 في المائة من عدد السكان، 20 في المائة منهم وراثي و80 في المائة مكتسب، فيما يهدد المرض خمسة آلاف مريض بالبتر سنويا. إلى ذلك أطلق المكتب التنفيذي لصحة الخليج تحذيرا جديدا من توسع دائرة مرض السكري، مطالبا القطاعات الصحية بتفعيل البرامج الوقائية التي تحد من انتشاره. وأوضح ل «عكاظ» المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون توفيق بن أحمد خوجة، أن المملكة شهدت قفزة حضارية انعكست على صحة أفراد مجتمعها وأدت إلى تحول ملموس في النمط العام للأمراض. وأضاف، «رغم أن وزارات الصحة في دول الخليج بما فيها صحة المملكة أخذت على عاتقها إعداد برامج وقائية من الأمراض المزمنة، وخصوصا السكري، تركز في المقام الأول على تغيير النمط السلوكي وتوعية الناس بتغيير أساليب معيشتهم من خلال التغذية السليمة، الرياضة، الإقلاع عن التدخين، الكشف الدوري لأمراض ضغط الدم والداء السكري وزيادة الكولسترول، إلا أن أية محاولات لإصحاح الوضع للسيطرة على الأمراض المزمنة لن يتكتب لها النجاح دون مشاركة حقيقية من أفراد المجتمع وخصوصا النوع الثاني غير الوراثي من مرض السكري المرتبط بسلوكيات الأفراد في المجتمع، وطرق معيشتهم التي تتسم بالرتابة وقلة الحركة وطبيعة المرض الصامتة التي لا يتضح تأثيرها على أجهزة الجسم المختلفة إلا بعد مرور سنوات عدة». وأشار إلى أن الحد من انتشار وزحف مرض السكري لا يتحقق إلا من خلال تعاون أفراد المجتمع في كيفية تجنب العوامل المؤدية والممهدة للمرض. وفي سياق متصل، كشف رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية لجراحة الأوعية الدموية، والمشرف على كرسي الشيخ محمد العمودي لأبحاث القدم السكرية في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة البروفيسور حسن بن علي الزهراني، أن الدراسات التي أجراها كرسيا أبحاث القدم السكرية بينت أن خمسة آلاف شخص يتعرضون للبتر سنويا نتيجة مرض السكر، منهم 3000 بتر جزء كبير كالساق أو الفخذ و2000 بتر أصابع وأجزاء من القدم، مبينا أنه يتوقع أن تشهد الدول العربية والدول الإسلامية المجاورة لها نصف مليون حالة بتر لمرضى السكري خلال ال 10 سنوات المقبلة. وأضاف، «أي خطة لمكافحة مرض السكري لا بد وأن تنطلق من توعية شاملة بأهمية تغير نمط الحياة وهو ما يستدعي وضع حزمة من الخطط وليست خطة صحية فقط، ومن ذلك تحويل مدننا إلى ورشة عمل لمكافحة البدانة وبالذات بين الأجيال الشابة، ولا بد لها من آليات واضحة تحول مدننا إلى مدن صحية ومدارسنا إلى مدارس معززة للصحة، وبدون ذلك سوف نستمر في تسديد الفواتير الباهظة للرعاية الصحية لمرض السكري ومضاعفاته، والتي قد يتعذر على الأجيال القادمة أن تتحملها». وأكد الزهراني أن قلة الوعي لدى كثير من المرضى بأهمية التحكم في مستويات السكر في الدم أدت لتزايد نسب حدوث المضاعفات طويلة المدى في مقدمتها مضاعفات القدم السكرية. من جانبه أوضح مدير مركز السكري في مستشفى النور التخصصي رئيس مجلس إدارة جمعية شفاء عضو دائم في الاتحاد الدولي للسكري الدكتور خالد عبدالله طيب، أن عوامل الخطورة التي تؤدي للإصابة بداء السكري تنقسم إلى عوامل لا يمكن تغييرها مثل الجينات الوراثية والعرق الجنسي وتقدم العمر وعوامل أخرى يمكن تعديلها مثل زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم واختلال نسبة الدهون. ودعا د. طيب لوضع خطة وطنية لمكافحة داء السكري بشكل خاص وبقية الأمراض المزمنة بشكل عام بهدف خفض نسبة الإصابة بتلك الأمراض ومضاعفاتها وتكلفتها الاقتصادية وتأثيراتها السلبية على مجتمعنا، ولتحقيق ذلك من الضروري تكليف لجنة أو هيئة وطنية يرأسها خبير في داء السكري ويشارك فيها مسؤولون كبار من وزارات التعليم والبلديات والإعلام والشؤون الاجتماعية والرئاسة العامة لرعاية الشباب على أن تعطى لها الصلاحيات الكاملة والموارد المالية اللازمة لتنفيذ خطتها.