تشهد عقبة حميدة ببلجرشي إحدى أقدم الممرات الجبلية المرصوفة في منطقة الباحة، إهمالا غير مسبوق وعبثا متزايدا طال معالمها، نتيجة إلقاء بعض ممن لا يقدرون قيمة هذه المواقع الأثرية مخلفات البناء من صخور ورمال على ممراتها العتيقة، مما أدى إلى إغلاقها بشكل شبه كامل، فيما انتقد الأهالي هذا الإهمال الذي ألحق ضررا بالغا حتى بالأشجار التي تنمو على جنباها، ومنع المتنزهين من هواة رياضة المشي من الاستمتاع بالسير على الطريق المرصوف بالحجارة منذ عقود طويلة. وأوضح ل «عكاظ» كل من يوسف سلمان، عبدالله أبو قصيرة، وعبدالله العجرفي، أن العقبة التاريخية تعرضت للعبث الجائر في السنوات القليلة الماضية، معبرا عن استيائهم الشديد وقلقهم من إهمال المواقع الأثرية والاعتداء على طرقاتها برمي مخلفات في أرجائها وبما يؤدي إلى إغلاقها، وبالتالي إفال مسارها بشكل تام في وجه عابري هذه الطرق التي يعود تاريخها لمئات لعشرات العقود ومنها عقبة حميدة الترايخية، متسائلين في نفس الوقت عن أسباب غياب هيئة السياحة في المحافظة وإهمالها لمعلم أثري معروف حتى طاله يد التشويه والعبث على حد قولهم. وطالب كل من سلمان، عبدالله والعجرفي، بوضع حواجز حديدية على جنبات تلك الطرق المرصوفة بالعقبة لحمايتها من الاندثار أو العبث، إضافة إلى وضع لوحات توضيحية وإرشادية في العقبة توضح تاريخها الذي يعود لمئات السنين، والاهتمام بها والمحافظة عليها كمعلم سياحي وتاريخي بالمنطقة حيث يرتادها العديد من الأهالي للاستمتاع بمناظرها وطرقها ومواقعها الأثرية بصفة دائمة. وتعتبر عقبة «حميدة» اقدم عقبة بمنطقة الباحة وتقع في محافظة بلجرشي وهي الوحيدة المدرجة والمرصوفة بالمنطقة وتم بناؤها قبل نحو 500 عام، وهي عبارة عن (درج) وطرق مرصوفة بالحجارة من الحجم الكبير بطريقة هندسية رائعة، تسمع بسير القوافل من الإبل المحملة بالبضائع القادمة من السراة والمتجهة لتهامة، وكذلك الصاعدة منها وكانت أهم طريق تجاري قديم يربط بلجرشي بالمخواة والقنفذة، وتحوي العشرات من النقوش والمواقع الاثرية التي كان يتخذها المسافرون استراحات لهم من عناء السفر منذ مئات السنين. خطة خاصة «عكاظ» اتصلت بمدير هيئة السياحة والآثار بالباحة المهندس منصور الباهوت ونلقت له مخاوف وانتقادات الأهالي، فأكد وجود خطة وأفكار خاصة لتطوير هذا الموقع الاثري وجعله مزارا سياحيا في المستقبل القريب، واعدا في نفس الوقت بالوقوف على موقع العقبة الأثري لاتخاذ ما هو مناسب.