طالب الباحث الأثري زكي الصالح جهاز السياحة والآثار في المنطقة الشرقية بالتحرك الفوري لإنقاذ تل أثري اكتشفه أحد الأهالي قبل فترة عن طريق الصدفة والتنقيب فيه لكشف أهميته التاريخية. وقال الصالح إن الموقع عبارة عن تل أثري مغطى بالرمال وتظهر فيه آثار بناء بارزة، وتتناثر فيه مئات الكسر الفخارية الأثرية التي تظهر بارزة عن مستوى الأرض، مرجحاً أن يكون التل الأثري يعود لبلدة العوامية القديمة، وأن الأهالي هجروها شرقاً باتجاه بساتين النخيل لحماية أنفسهم من زحف الرمال. وناشد الصالح جهاز السياحة والآثار بالتنقيب في الموقع بشكل فوري، وكشف أسراره وحماية الكسر الفخارية الأثرية المتناثرة فيه من العبث والتجريف، خاصة وأن الموقع أصبح مهدداً من مخلفات بناء وبقايا حفريات تقوم برميها بالقرب من المكان شاحنات مجهولة، مؤكداً أن الأهالي على استعداد تام لإطلاق حملة للتنقيب في الموقع بالتنسيق مع هيئة السياحة والآثار في حال تخلفها عن ذلك، مشيراً إلى أن معالم الموقع بارزة فوق سطح الأرض ولا تحتاج العملية سوى إزاحة الرمال عنها. وحذر الصالح من الاكتفاء بتسوير الموقع وتركه يواجه مصيرا مجهولا مثل بقية المواقع في المنطقة والتي تم تسويرها وتركت معالمها تنهار أمام مرأى الجميع. وطبقاً لمشاهدة «الشرق» التي رافقت الباحث الصالح في زيارتها للتل الأثري، فإن الموقع يقع على يمين طريق الهدلة في محافظة القطيف باتجاه الغرب بالقرب من جسر بلدة الأوجام وهو عبارة عن تل كبير جداً يقع بجانب معلم عين الصدرية التاريخية، وتظهر في أعلى التل آثار لجدران مبان بعضها بعرض ثلاثة أرباع المتر، استعمل في بنائها الصخور، بالإضافة لوجود بقايا بعض العظام في بعض الجدران. من جانبه، أوضح مدير مكتب الآثار في الشرقية، عبدالحميد الحشاش ل»الشرق» بأنه على علم بالموقع وأنه من المفترض أن يكون في منطقة محمية من قبل شركتي سكيكو وأرامكو، مشيراً إلى أنه تم الرفع لطلب التنقيب فيه، لافتاً إلى أن المواقع الأثرية في المنطقة الشرقية تخضع لمشروع تسوير الآن للمحافظة عليها وحمايتها.