للقديم فنونه الخاصة وهندسته المتفردة التى حيّرت فنانى العصر الحديث..ولعل الراصد لعقاب الباحة يلمس الإبداع البكر التى تفتقت عنه عقول الآباء والأجداد .. طرق ودروب استهدفوا من ورائها التواصل مع الاخرين وخصوصا في ظل عدم وجود أي تقنية تساعدهم على ذلك من اجل التنقل والبحث عن لقمة العيش وتعتبر منطقة الباحة من اشهر المناطق في وجود العقاب التي تربط مابين السراة وتهامة فعلى ارتفاع أكثر من الفي متر عن سطح البحر، تتلوى عدد من العقاب التي تربط سراة الباحة وتهامتها، وقال عثمان الغامدي : إن الاباء في الماضي استطاعوا ان يربطوا مابين القرى الواقعة في تهامة ومابين قرى السراة وذلك بانشاء طرق تتلاءم مع امكانياتهم الضعيفة واستطاعوا ان يتواصلوا سيرا على الاقدام فلقد شيّدوا ورصفوا الطرق على مسافات طويلة كما اختصروا كثير من الطرق وهذا يدل على هندستهم واحترافهم في البناء . بلا معدات علي طوير فيرى أن بناء العقاب في الماضي كان صعبا من جهة احضار الحجارة وردمها فلم يكن هناك معدات وآلات لجمعها وسهلة من جهة اخرى انه بالامكان اختصارها بالطريقة التي يراها فلا يحتاج الى انفاق أو جسور ويقول حسن الغامدي هناك عقبة حميدة ببلجرشي وهى عقبة مدرجة ومرصوفه وذلك لسير القوافل وتحميل البضائع النازلة من السراة الى تهامه والصاعدة منها وكانت أهم طريق تجارى يربط بلجرشى بالمخواه والقنفذة المرفأ المعروف على ساحل البحر الاحمر وما والاها من المدن والبلدان فى الساحل حيث كانت الانسب لاهالي بلجرشي عقبة حميدة مبنية درج بتصميم هندسي رائع . مهندسون للصيانة الجميل أن الأهالى كانوا يقومون باستئجار مهندسين في البناء لصيانة الطرق في حالة تهدمها جراء السيول ويشير عبدالله صامي الى ان الباحة تشتهر بطرق تعتبر همزة وصل بين سراة الباحة وتهامتها فبعد ان كان السير على الاقدام عبر تلك الطرق الوعرة اصبحت الطرق المعبدة تتوسط الجبال وتشقها في انجاز يعد الاول في عالم الطرق فعقبة الباحة تمثل أحد أهم الشرايين التي تم تشييدها قبل ثلاثة عقود بتكلفة تزيد عن 600 مليون ريال. كما انها هي الأطول بين مثيلاتها على مستوى المملكة بطول يدنو من 50 كيلومترا، كما انها الأكثر في عدد المنحنيات والتعرجات لكثرة الجبال والتلال التي تخترقها وعدد الجسور التي تزيد عن ستين جسرا معلقة في شكل هندسي فريد في الامتداد والارتفاع وتقنية التركيب، وهي أول عقبة تتم صيانتها بواسطة معدات هيدروليكية لاجراء عمليات الرفع والتثبيت وقياس درجات التحمل، خاصة بعد انهيار أحد الجسور الذي أودى بحياة سائق لانعدام الرؤية بفعل الضباب الكثيف وعدم علمه بالفراغ الذي خلفه الجسر بعد الانهيار الذي حدث بسبب الأمطار والسيول التي أثرت على قاعدة المتربعة في طريق السيل المنحدر بشدة من جبال السراة. عابرو الطريق وتتيح أنفاق متعددة لعابري الطريق المجال لتحديد مواقعهم عليه، كما يوجد عدد من الأنفاق التي تخترق الجبال المنحدرة من جهة مدينة الباحة والظفير والغمدة ورغدان وجبال بيضان، وهذه الأنفاق تعتبر الدليل الوحيد لمرتاديها حيث يمكن للعابرين تحديد مواقعهم بواسطتها عند الإتصال بهم إذ باستطاعة عابريها تحديد أماكن وجودهم بواسطة الأنفاق التي يعلو هامة كل واحد منها رقم يحدد تسلسلها من بدايتها باتجاه قرية ذي عين الأثرية وحتى مدخلها من جهة الباحة والظفير التي تزيد عن ثلاثين نفقا مختلفة الأطوال. ومما يميز هذه الأنفاق أن المياه تتسرب منها في الشتاء لتشكل جداول مائية أشبه بالنوافير المعلقة، ومما يدهش عابريه أن السيارات تطلق المنبهات فور الدخول لهذه الأنفاق وخاصة تلك التي تقل الأطفال الذين يجدون متعة في سماعها بصوت مدو وصدى يملأ جنبات العقبة ويسمع من بعيد، وفي هذه العقبة تكثر الشجيرات العطرية البرية ذات الروائح الزكية