يواصل سوق الجمعة الشعبي في مركز الواديين التابع لمحافظة أحد رفيدة، عطاءه منذ عقود طويلة حتى بات معلماً سياحياً في منطقة عسير، وخلال سنوات عمره المديدة لم تتوقف عمليات البيع والشراء داخل أروقته سوى مرة واحدة، عندما كست موجة الثلوج العام الماضي التي ضربت المنطقة وغطت مساحاته المفتوحة بشكل تام. طالب عدد من المتسوقين أمانة المحافظة بتنظيم عمل السوق التاريخي، سواء فيما يتعلق بمراقبة الأسعار أو النظافة لاستثماره سياحياً. وفي ظل غياب الباعة الأصليين الذين أسسوا السوق إما لكبر سنهم أو انتقالهم إلى جوار ربهم، حلت العمالة الوافدة مكانهم لتستمر الحياة ويزدهر نشاطه ويتحول إلى مصدر جذب للعديد من الزوار والمصطافين وأهالي المنطقة من الجنسين ومن مختلف الفئات السنية عموماً، بالرغم من الأسواق الحديثة والمجمعات التجارية الكبرى. وفي سوق الجمعة، يجد المرء الأدوات القديمة المصنوعة من الخشب والفخار جنباً إلى جنب مع المواد الغذائية والأواني المنزلية المصنوعة من مادة البلاستيك، فضلاً عن الخضراوات والفاكهة والملابس الشعبية علاوة على الطيور بأشكالها والحبوب المتنوعة. «عكاظ» تجولت ميدانياً داخل السوق العتيق، والتقت بالمتسوقين والبائعين وتعرفت على تاريخه وأنواع السلع المعروضة داخل البازار الأسبوعي، حيث قال المواطن منصور بن محمد: إن السوق يعتبر من أكبر الأسواق الشعبية الأسبوعية في عسير وعمره أكثر من مائة عام، وقديماً كان اسمه «خميس لحاف» وكان يقع بالقرب من مسجد آل كردي على طريق متنزه الحبلة السياحي حتى انتقل إلى موقعه الحالي في عام 1411ه تقريبا وأطلق عليه سوق الجمعة نسبة إلى اليوم الذي يقام فيه من كل أسبوع. وبين مفرح أحمد من زوار السوق، أنه يحرص أسبوعياً على زيارة السوق لشراء احتياجاته وعائلته وخصوصاً أنه لا يجد حاجته بالكامل في المحال التجارية الكبرى، فيما يؤكد الزائر محمد القحطاني كذلك حرصه لزيارة السوق والتجول بين أروقته وقضاء الوقت. من جهته، أوضح البائع يحيى القحطاني أن السوق يبدأ منذ الصباح الباكر ويستمر البيع والشراء حتى صلاه المغرب، مشيراً إلى أن السوق يحتوي على المنتجات الشعبية كملابس النساء القديمة والأواني المنزلية القديمة التي لا توجد إلا في الأسواق الشعبية فقط، إضافة إلى التمور بأنواعها.