مع اقتراب الموسم الأوروبي من نهايته، قفزت مجموعة من الأسماء على مستوى التدريب إلى الواجهة بعد أن نجحت في صناعة النجاح لفرقها، وإحداث التغيير الجذري فيها على مستوى الأداء الفني والعناصري والنتائج وخروجها بأداء مشرف يعكس العمل الإيجابي الذي قدموه خلال الموسم، في المقابل هوت أسهم عدد كبير من المدربين بعد أن فشلوا في تحقيق ما يمكن أن يروي ظمأ الجماهير وينال إعجاب المتابعين فضلا عن خروجهم بحصيلة خاوية أو غير مقنعة من الإنجازات، وفيما يلي نستعرض مؤشرات أبرز القادة الفنيين خلال الموسم الحالي وفرص بقائهم ورحيلهم عن أنديتهم. انطونيو كونتي ارتفع مؤشر المدير الفني ليوفنتوس انطونيو كونتي في بورصة المدربين بعد أن نجح في المضي قدما نحو الإنجازات واستطاع تجاوز المطبات التي واجهها على الصعيد العناصري والإداري، والمتمثلة في رحيل بعض النجوم المؤثرين أو حتى العقوبة التي طالته بسبب فضيحة الكالتشوكوميسي والتي أبعدته عدة مباريات عن قيادة الفريق ميدانيا، ووفق في الظفر باللقب الثاني على التوالي في الدوري الإيطالي لكرة القدم ووضع هذه المرة دوري أبطال أوروبا هدفا له في حال استمر مع الفريق، إذ ألمح إلى أن مستقبله مع الفريق يعتمد على عقد بعض الصفقات الحقيقية القوية التي يمكن أن تحدث تغييرا كبيرا، ومن المرجح أن يرتفع راتب كونتي الذي اعتزل في عام 2004 بعد 13 موسما قضاها كلاعب مع يوفنتوس قبل أن يتولى تدريب الفريق في 2011، من ثلاثة ملايين يورو حاليا (أربعة ملايين دولار) إلى خمسة ملايين يورو في الموسم الواحد، ليصبح بذلك المدرب الأعلى أجرا في الدوري الإيطالي. دييجو سيميوني وفق المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني في إعادة أتلتيكو مدريد إلى الواجهة وقدم موسما رائعا على مستوى الليغا لكنه فشل في الحفاظ على المركز الثالث، وخرج هذا الموسم ببطولتي السوبر الأوروبي وبطولة كأس ملك إسبانيا التي تغلب فيها الفريق على جاره ومنافسه العنيد ريال مدريد بهدفين، وعكست هذه النتيجة تأثيره على أداء الفريق ودوره في نجاحه، وأعاد للأذهان نجاح كلاعب إذ قضى في صفوف أتلتيكو ثمانية مواسم مقسمة على فترتين حيث لعب له من 1994 إلى 1997 ثم من 2003 إلى 2005 وكان أحد أبرز نجوم الفريق، وكانت طريقته في الأداء تعكس الروح والمنافسة الشديدة والحماس تحت قيادته إذ نجح في حل عقدته على البرنابيو، وتبدو أسهمه عالية حيث هتف نحو 30 ألف مشجع له ووصفوه بصاحب التأثير الهائل في أداء الفريق، وكان قد جدد عقده حتى 2017 ليستكمل مسيرة النجاح مع الفريق، ومنذ أن توج بثنائية دوري وكأس إسبانيا في عام 1996، لم يتول تدريب الفريق أي مدير فني له نفس الشخصية الكاريزمية التي يتمتع بها سيميوني (43 عاما). يوب هاينكس رغم انتهاء عقده مع فريقه بايرن ميونخ الألماني، تحتل أسهم المدرب يوب هاينكس مكانا مرموقا في بورصة المدربين بعد أن نجح في إعادة ترتيب صفوف البافاري وخرج بجملة أرقام قد تحرج سلفه جوارديولا، ورغم خروجه منتصرا برقم غير مسبوق يالبونديسليجا وبلوغه نهائي أوروبا، يصر هاينكس على إبقاء مصير مستقبله المهني غامضا وظل متكتما على هوية الأندية الراغبة في التعاقد معه الموسم المقبل عندما قال إن العالم بأسره مهتم للتعاقد معه، وتشير مصادر إلى أن ريال مدريد وتشيلسي قد فاوضاه سرا لكنه مازال يدرس خيار تحديد وجهته التي ربما تنتهي بالرحيل. مانويل بلغريني قاد مانويل بلغريني التغيير بنجاح في فريقه ملقا الإسباني وقدم موسما رائعا رغم تقهقهره في الليغا في نهاية الأمر عما كان يطمح إليه، إذ كان قريبا من المضي قدما إلى نصف نهائي التشاميونزليغ لولا الحظ الذي أطاح به في الرمق الأخير، ولعب مدرب الريال السابق دورا كبيرا في إحداث تحول نوعي في صفوف الفريق الإسباني وهو ما زاد من أسهمه كثيرا ودفع عدة أندية للتفاوض معه وعلى رأسها مانشستر سيتي. كارلو أنشلوتي خرج مدرب باريس سان جيرمان كارلو انشيلوتي بنجاح كبير مع فريقه بعد أن قاده قاريا للدور ربع النهائي وحقق معه الليغا بعد سنوات طويلة من الغياب، لكن ذلك رفع من أسهمه ووضعه على مقربة من الرحيل إلى ريال مدريد رغم نفيه المتكرر.