أفاد مدير مركز التربية الخاصة التابع للإدارة العامة للتربية والتعليم في الأحساء إبراهيم العبدي، أن المؤشرات المبكرة الدالة على ظهور التوحد عند الطفل تتجلى في أنه لا يتكلم أو قليل الكلام ولا يظهر إحساسا بالألم ولا يستجيب عند سماع اسمه وكأنه أصم ولديه حساسية غير عادية للضوء والصوت مثل الأضواء الساطعة وصوت المكنسة الكهربائية مثلا مع استجابة للمثيرات تتراوح بين الهدوء والمبالغة في الهياج. وذكر العبدي في محاضرة ألقاها في منتدى بوخمسين الثقافي في الأحساء بعنوان «معاقون وليسوا عاجزين»، أن المصاب بالتوحد قد تكون لديه حركة زائدة أو قد يكون قليل الحركة بشكل يدعو إلى القلق، كما أنه يمشي على أصابع قدميه ويرفرف بيديه بشكل غير عادي، ولا يتواصل بالعين مع الآخرين، ويقاوم العناق فلا يحب أن يحضن أحدا ولا أحد يحضنه، كما يقاوم التغيير في الروتين اليومي ولديه صعوبة في اللعب التخيلي، وينشغل لأوقات طويلة بأشياء غريبة مثل سلسلة مفاتيح أو أجزاء من أشياء معينة ولا ينظر إلى المكان الذي تشير إليه، ولديه روتين في ألعابه وطريقة لعبه فيلعب بنفس اللعبة لأوقات طويلة دون تغييرها ودون ملل منها. وأشار إلى أن السمع من الحواس المهمة لتواصل الفرد مع المحيط، وتعد مع الإعاقة البصرية من حواس الإدراك عن بعد، وأبسط تعريف لها هو عدم القدرة على سماع الأصوات وفهمها، وتتمثل في الصمم الخلقي الولادي والصمم العارض المكتسب، مبينا بأن الأصم سريع التأثر، حيث إنه يتحسس من كل شيء يدور حوله، فالمشكلات النفسية واضحة لديه في الريبة والشك، والكثير من الدراسات وصفت المعوقين سمعيا بأنهم لا يتكيفون اجتماعيا بشكل كبير وأنهم يعانون عدم الاستقرار العاطفي وأنهم أكثر اكتئابا وقلقا، والصم في غالبيتهم يميلون للعزلة والشعور بالخجل والابتسامة الكاذبة. وقال «إذا طلب منك أصم المساعدة في أمر ما فاتبع الآتي، قف في مواجهته وتكلم بوضوح وببطء بواسطة الشفاه أو الإشارة البسيطة أو الكتابة، واجعل الضوء في مواجهتك ليستطيع رؤية تعابير الوجه وحركة الشفتين واختصر في التواصل معه، ويتم التواصل مع الصم بالهجاء الأصبعي وقراءة الشفاه والإشارة الوصفية والقراءة والكتابة». أكد العبدي أن المعوقين في مجتمعنا يحظون برعاية كافية من حكومة خادم الحرمين الشريفين التي توفر لهم الإمكانيات الكبيرة والدعم والتدريب، مشيرا إلى أن ما تقدمه وزارة التربية والتعليم من إعداد البرامج المتطورة والكوادر الجيدة للعناية بهم وتوفير كل ما يحتاجونه من فرص تعليمية وتقنيات حديثة تسهم في إعدادهم للعيش في المجتمع بكرامة، ما أدى إلى بروزهم في العديد من المجالات وخاصة الرياضية.