أفصح مدير إدارة سلامة المرضى المشرف على التطوير بمستشفى الولادة والأطفال بجدة الدكتور منصور الطبيقي أن بعض المرضى لا يفرقون بين الخطأ الطبي ومضاعفات الإجراء الطبي والحالة المرضية. وكشف الطبيقي أن عملية التفريق بين الخطأ الطبي ومضاعفات المرض أو الإجراء الطبي سيناريو معقد وتشوبه الكثير من الضبابية. وتابع أن التفريق بين الخطأ الطبي ومضاعفات الحالة المرضية لا يمكن التفريق بينهما إلا عن طريق دراسة الحالة بتأن وموضوعية وسؤال جميع الأطراف ذات العلاقة، من أطباء وممرضين وفئات مساندة، وحتى مهندسي الصيانة الطبية في المستشفى في بعض الحالات، فلكل إجراء طبي وحسب المتعارف عليه نسبة من الخطورة. وأشار إلى أنه يجب عند حدوث أي حدث أو خطأ طبي حدث للمريض إبلاغ إدارة سلامة المرضى بالمستشفى فورا بواسطة الطاقم الطبي الذي شاهد الحادثة ليتم التواصل مع القسم المختص والموظف الذي قام بالحدث والاستفسار منه بطريقة مهنية عن أسباب هذا الحدث ويتم عمل اللازم من تحليل جذري للحدث للتعرف على أسبابه وتسلسل الأحداث حتى وصوله للمريض، وعمل خطة عمل متكاملة لتلافي حدوثه مستقبلا، لأن الغرض الأساسي من رفع التقارير هو تحسين وتصحيح وعلاج المشكلة من جذورها وليس العقاب، أما إذا تبين لإدارة المستشفى أن الحدث كان بإهمال واضح من الموظف وعدم التزامه بتطبيق قواعد سلامة المرضى، فإن الموظف يخضع للتحقيق والمساءلة وربما يصدر بحقه عقوبات في هذا الخصوص. وكشف أنه من الملاحظ في الآونة الأخيرة التخوف الشديد من الطواقم الطبية في المستشفيات بخصوص موضوع الأخطاء الطبية والتي أثارها للأسف بعض وسائل الإعلام غير المنضبطة، والتي تسعى للإثارة في أغلب الأحيان، فصار كل حدث يحدث في المستشفيات هو خطأ طبي، وصار يحكم فيها على المتسبب والمستشفى من قبل الصحفي والقراء حتى قبل أن تقوم الجهات الرسمية في المستشفى ببحث الحادثة ودراستها من قبل اللجان المتخصصة، مثل لجنة المضاعفات والوفيات، ولجنة الجودة وسلامة المرضى، وحتى قبل مقابلة المتسبب، هذا بلا شك يسبب نوعا من البلبلة والتأثير السلبي على نفسيات الفريق الطبي بالمستشفى والذين يؤدون عشرات الإجراءات الطبية الأخرى لمرضى آخرين، وحدوث تخوف وعدم ثقة من المواطنين في جودة الخدمات المقدمة في وطنهم في الجانب الآخر، وهذا بلا شك غير محبذ وغير مرغوب به. وأكد الطبيقي مجددا أن وزارة الصحة تقوم بمحاسبة المتسببين في الأخطاء الطبية نتيجة التقصير والتهاون في العمل، مع التأكيد على أن كل ممارس صحي في الوطن يرغب أن يرى مريضه معافى وعلى أحسن حال وهو يفرح بنجاح الإجراء الطبي ويحزن إذا أدى الإجراء إلى أي مشكلات صحية له، كما أن الغرض من الجودة وسلامة المرضى هو تحسين الخدمة المقدمة وتعلم الفريق الطبي من كافة الأخطاء وتلافي حدوثها في المستقبل، أما في حالة التقصير والإهمال في العمل فالإجراءات الإدارية والعقابية هي الرادع، ووزارة الصحة طبقت وتطبق إجراءات عقابية بحق المقصرين.