كشفت نائبة محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني للبنات الدكتورة منيرة العلولا ل «عكاظ» عن وجود فرص وظيفية لخريجات الكليات التقنية، لا حصر لها اطلاقا، إلا أن المشكلة ليس في سوق العمل، مشيرة إلى أن سوق العمل مقتنع تماما بالمخرجات ويعرض باستمرار وظائفه على الخريجات، إلا أنها تكمن في عدم إقبال الخريجات على العمل في المشاغل وصوالين التجميل. وعددت الدكتورة العلولا الأسباب في ذلك، بأنها اجتماعية وعرفية واقتصادية، داعية إلى ضرورة إيجاد آليه خاصة تنظم العمل في هذا الخصوص، أولها رفع الرواتب، ثم إعادة صياغة بيئة المشاغل من جديد لتصبح الصالونات بيئة جاذبة للعمل، لافتة إلى أن ما يناسب الوافدة لا يناسب الفتاة السعودية، التي لها متطلبات خاصة تختلف اختلافا كليا عن العاملة الوافدة في نفس المجال. وحول قضية البكالوريوس، كشفت الدكتورة العلولا، عن ان نظام الابتعاث نجح في ابتعاث أربع دفعات من خريجات الكلية لأنحاء مختلفة من العالم، ودعت النساء إلى العمل من البيت حتى يحصلن على دخل لا مثيل له. ? هناك اتهام من قبل الفتيات بأن تخصصاتكم في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني قديمة ولا تتوافق مع سوق العمل.. ما قولك ؟ هذا اتهام لا يستند إلى أي حقيقة علمية، وهو غير صحيح على الإطلاق، حيث انه وباستمرار هناك تجديد لحقائب التدريب على التخصصات التي يطلبها سوق العمل، ونحن القطاع الوحيد الذي يشرك سوق العمل في اعداد الحقائب، كما نشركه في اللجان التخصصية للمناهج لتحديد المهارات وما يتطلب من المتدربة، والاضافات التي نريد ان نضيفها هي إشراك سيدات الأعمال في عضوية لجان احتياجات سوق العمل حيث انهن مشتركات مع المؤسسة في التدريب، وكذلك في تحديد المهارات المطلوبة لسوق العمل، لذلك تخصصاتنا دائما متجددة عمليا وفكريا وباستمرار، وهنا أشير إلى أن تخصص التجميل والتصميم هو من التخصصات الجديدة وقد جددناه مرتين على الرغم من انه لم يمضي عليه ست 6 سنوات. إقبال كبير ? إذا السؤال الذي يفرض نفسه .. هل الكليات التقنية للبنات في المملكة أوجدت لخريجاتها مكانا في سوق العمل. ؟ دعيني قبل الإجابة على هذا السؤال، أن أشكر رجال وسيدات الاعمال في المملكة على ما يقدمونه في سبيل توفير الفرص الوظيفية للخريجات في المملكة، وما يثبت ذلك انه وفي جميع الملتقيات الوظيفية تأتينا فرصا وظيفية لخريجات الكليات التقنية أحيانا لا نستطيع حصرها، ولكن المشكلة هنا ليس في سوق العمل او في تقبل سوق العمل او اقتناع سوق العمل فسوق العمل مقتنع تماما بالمخرجات والخريجات ويعرض عليهن الفرص، ولكن المشكلة في عدم اقبال الخريجات على العمل في كثير من الوظائف منها مثلا المشاغل وصالونات التجميل وذلك لعدة اسباب، منها الاجتماعية إذ أن الفكر السائد عند الأسر والأهالي تقف عائقا أمام توظيف الخريجات، كما أنه يجب أولا اعادة النظر في انظمة عمل المشاغل، لتتلاءم مع ظروف الخريجة، مثل اوقات العمل التي لا تتناسب مع الفتاة أو العاملة السعودية، وكذلك ضعف الرواتب وعدم توفر المواصلات والحضانات. والواقع أن قضية عمل المرأة في القطاع الخاص تحتاج إلى اعادة نظر في كثير من جوانبها من قبل وزارة العمل، باعتبار أن ما يتناسب مع الوافدة لا يتناسب مع الفتاة السعودية لأن لها وضعا خاصا ومتطلبات خاصة، فالوافدة تستطيع ان تعمل 12 ساعة لكن الفتاة السعودية من المستحيل أن تعمل 12ساعة، ومن الضروري ايجاد تكييف لأنظمة العمل تلك برفع الرواتب لتكون بيئة المشاغل أو الصالونات بيئة جاذبة للعمل. ? هذا يقودنا لنسأل عن مدى تنسيقكم مع وزارة العمل لإيجاد فرص وظيفية لخريجات الكليات التقنية في المملكة ؟ نحن نعمل مع وزارة العمل والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني هي في الاصل تابعة لوزارة العمل، فهناك لجان مشتركة لوضع آلية احتياجات سوق العمل بعد دراسات تقدم في هذا الخصوص، إلى جانب وضع الضوابط الخاصة بالعمل الجزئي والعمل عن بعد، فخريجات الكليات التقنية ليس فقط تصميم تجميل فهناك محاسبة ودعم فني وهؤلاء يجدن فرصا وظيفية كبيرة جدا، كذلك هناك ايضا القطاع الخاص الذي تم التنظيم معه ليستوعب اكبر عدد من الخريجات، أما بالنسبة لمخرجات المؤسسة فنحن نعدها لسوق العمل في القطاع الخاص، ونعمل على تهيئتها علميا وعمليا ليتم استيعابها في سوق العمل، فسوق العمل يحتاج بشدة لمخرجات المؤسسة، فمثالا مدينة الرياض وحدها يوجد بها اكثر من 10 آلاف مشغل تجميل وصالون، ولو وفر كل مشغل فرصة وظيفية واحدة فسيصبح لدينا 10 آلاف وظيفة مباشرة فالسوق يحتاج حتى مع كثرة وتزايد المخرجات، لذلك يجب ان نعيد النظر من خلال دراسة جادة في كيف تكون المشاغل والصالونات جاذبتا للفتاة السعودية. ? وزير العمل صرح مؤخرا بأنه ليس هناك تصنيف لمراكز التجميل بل اقتصرت على الخياطة والتصميم، هل هذا يعني ان وزارة العمل لا تعترف بمسميات مهن التجميل؟ ** أعتقد أن المسميات والتصنيف ليست من مهام وزارة العمل، فقضية التصريح بمسمى صالونات التجميل النسائية هذه من مهام الدولة، فالدولة فتحت المجال للتدريب في المشاغل والصوالين ومنحت المتدربة ألف ريال شهريا، من أجل أن تجذبها لتخصص التجميل، ولكن لا بد أن يكون هناك تصريح بالمشاغل أو الصالونات، ونحن في هذا رفعنا للجهات العليا مقترحين مسمى للمهنة، وقريبا إن شاء الله سيصدر فيها أمر . كلية إعداد المتدربات ? الكثير من مخرجات العمل لا تعترف بالدبلومات، أو تقييمها ضعيف مقارنة مع البكالوريوس، ما دفع خريجات الكلية التقنية البحث عن فرص دراسية لترفيع دبلوماتهن إلى بكالوريوس .. كيف تعملون للخروج من هذه المعضلة؟ خاصة أن هناك مهن لديكم خاصة بالتصميم والخياطة والإعداد التربوي؟ بالنسبة لقضية البكالوريوس فقد عملنا في المؤسسة على ابتعاث عدد من الدفعات وقد وصل عددهن إلى اربع دفعات وذلك إلى أنحاء مختلفة من العالم منها كوريا واستراليا وامريكا وبريطانيا وكندا وغيرها، كما سيفتتح العام القادم كلية لإعداد المدربات التقنيات تمنحهم البكالوريوس وفيها إعداد تربوي، فخريجة الكلية تصبح قادرة على التدريب في الكليات التقنية الأخرى، وقادرة كذلك على التدريب في الكثير من المجالات الأخرى، اما قضية الدبلوم التربوي أو الاعداد التربوي، فنحن لا نخرج الطالبة مدرسة لأنه مجال آخر، ولكننا نعدها لسوق العمل الذي هو مهني وحرفي فهناك مجالات عديدة للإعداد التربوي، اعتقد المجال مفتوح فليس من مهام المؤسسة ان تعد تربويا، فالمؤسسة تعدهم مهنيا وتقنيا. ? الكثير يتسألون عن لماذا تعمل المؤسسة على إنشاء مصانع ومراكز تجميل خاصة بالمؤسسة في كل الكليات، وتعمل من خلاله على توظيف المخرجات كما أنه يمكن أن يكون جانب استثماري خاصة بالمؤسسة. لقد فكرنا في هذه الفكرة ونعمل على دراسة لكل جوانبها، ولكن في الحقيقة هناك معضلة أن الكليات مازالت في مبان مؤقتة وليس في مبانيها النهائية التي بالإمكان استثمارها، أما بالنسبة للمصانع فقد بدأنا مع عدة مصانع الآن، فهناك مصنع للملابس العسكرية تابع لوزارة الدفاع يستوعب لنا عدد من الخريجات يعملن في صناعة الملابس العسكرية حيث قام بتوظيف 150 من خريجات الكليات التقنية، كما هناك مصانع أخرى يرقبون في استثمار خريجات المؤسسة، ووعدوا في حالة نجاح الفكرة التوسع في ذلك كما هناك لجنة للمصانع في الرياض أو مجلس الغرف للمصانع النسائية في حراك في هذا المجال، ونعمل إن شاء الله على أن تكون هناك مدن صناعية نسائية لديها ريادة في العمل والتدريب بينها وبين القطاعات الاخرى لتدريب المنتج، كما أننا بدأنا في الكليات بالتدريب التعاوني وأنشأنا مصانع مصغرة وصالونات تستقبل الزبائن من خارج الكلية في الرياض والمدينة ونجران. ? الكثير ينتقدون اقتصار الكلية التقنية للبنات على أقسام محددة متى تطلقون اقسام أخرى غير التخصصات الحالية؟ ندرس حاليا افتتاح أقسام أخرى إن شاء الله وسيتم افتتاحها قريبا اذا ما انتهى المبنى المخصص للكلية، لان المباني الحالية محدودة والمكتملة فقط في حفر الباطن وتبوك وحائل والباقي مازالت في مباني مؤقتة حسب سعتها، حيث يحتاج قسم التصميم إلى 14 معملا غير الفصول النظرية، واما التجميل فيحتاج إلى سبع معامل غير القاعات النظرية كذلك قسم الدراسات العامة، لذلك نعمل على قبول عدد قليل من الطالبات من أجل ذلك لان طاقة المعامل ما ينبغي لها أن تستوعب أكثر 18 متدربة، وذلك حتى تستطيع المتدربة اكتساب المهارة وتحقيقها. ? لماذا لا تستطيع الطالبة استكمال تخصصها في الجامعات ؟ نحن في الكلية التقنية تختلف مناهجنا تماما عن الدراسات النظرية والأكاديمية نحن تركيزنا الأساسي على التدريب حيث نعمل على تدريب واتقان المهارات للمتدربة، حتى اننا لا يوجد لدينا اختبارات منهجية بل نتعامل بالتقويم المستمر للمتدربات في اتقان المهارة ثم ننتقل للمهارة الثانية، اما بالنسبة للقبول في الجامعات فهذا شأن آخر. ? ماهي النصيحة التي ترغبي في إيصالها لخريجات الكليات التقنية ؟ أولا أشكر كل القائمات على الكليات وحرصهم على النهوض بهذا البلد ومخرجاته التدريبة والتعليمة وخاصة ونحن نحتفل بتخريج 347 طالبة من الكلية التقنية بالطائف، فالمستقبل أمام الخريجات وسوق العمل والميدان بانتظارهم والان يمتلكن المهارة والكفاءة وعليهن الانطلاق بلاحدود في المجال الذي تخصصن فيه ودخله المادي عال جدا وكل ما تحتاجه هو أن تخوض الخريجات غمار التجربة والانخراط في سوق العمل سواء في المشاغل أو تأسيس مشاريعهن الخاصة.