دفع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية البارحة الأولى بعدد من خريجي قوات الأمن الخاصة إلى ميدان البطولة، بعد أن أنهوا دورتي الطلبة (41-42) دورة الصاعقة (7) وعددا من الدورات التخصصية والعروض العسكرية، كما دفع بألفي رجل أمن من قوات الأمن الخاصة المعنية بمكافحة الإرهاب، وذلك في معسكر القوات بطريق صلبوخ شمال الرياض. ووقف سموه على الجاهزية القتالية لرجال قوات الأمن الخاصة العالية من خلال تطبيقات وفرضيات أمنية حية، استعراض للمهارات والأسلحة والتجهيزات العسكرية، استمر زهاء الست ساعات قضاها سموه في مشاهدات حية للعروض العسكرية، استخدمت فيها الآليات العسكرية والمعدات والمدرعات، إضافة إلى الطيران العمودي «طيران الأمن». وبدأ سموه جولة ميدانية في معسكر قوات الأمن الخاصة في صلبوخ، وشاهد تطبيقات لدورة الصاعقة تجلت فيها مهارات رجل القوات الخاصة في عرض عدد من التطبيقات، منها مهارات النزول من البرج بطرق النزول البوز والنزول المعكوس والنزول بحبال السفن، الزحف على الحبل والنزول بالحبل السريع باستخدام العبارة المائية، إضافة لتنفيذ فرضية اقتحام موانع وعرض تشكيلات أساسية لمكافحة الإرهاب من عمليات بالرماية المتناوبة وانتقال الرماية من الداخل إلى الخارج لاقتحام مكان الإرهابيين. كما شاهد سموه عروض وتطبيقات دورة مكافحة الإرهاب التأسيسية رقم 12 واستمع لشرح من قائد الدورة على التختة الرملية لخطة العمليات التي سينفذها منسوبو الدورة، ثم شاهد فرضية محاصرة موقع يوجد به إرهابيون، وعند رفضهم الاستسلام تهاجمهم مجموعة من رجال قوات الأمن الخاصة، تلا ذلك الانتقال إلى موقع تطبيقات دورة أمن وحماية المواقع رقم 37 وتهدف لإكساب المتدربين الخبرات العلمية والعملية لحراسة وتأمين المنشأة الهامة الحساسة لتجنبها من الأخطاء المحتمل إلحاق الضرر بها، ثم طبقت مجموعة من منسوبي الدورة فرضية دخول موكب لشخصية إلى المنشأة بقصد الزيارة وتفقد المشاريع القائمة بها، وأثناء ترجل الشخصية تتقدم السيارة المهاجمة الأولى وترمي قنبلة على البوابة الرئيسية لتسهيل دخول السيارة المهاجمة الثانية إلى المنشأة، عندها تعاملت مجموعة الحراسة معهم وعطلت السيارات المهاجمة قبل دخولها المنشأة مع إخلاء الشخصية إلى مهبط الطائرة العمودية داخل المنشأة وإخلائه لمنطقة آمنة. ثم انتقل سموه إلى موقع تطبيق فرضية دورة أمن وحماية الشخصيات رقم (36) بمعهد قوات الأمن الخاصة، وتركز التطبيقات والتدريبات على حماية حياة الشخصية، وتقوم مجموعة الدورة بتطبيق فرضية من كمينين الأول عبارة عن كمين لا يمكن اجتيازه وتقوم السيارة الأولى من سيارة الموكب بعملية الاعتراض ومواجهة العدو بالرماية وإطلاق النار من السيارة فيما تقوم سيارة الشخصية والسيارة المرافقة الأخرى بعملية الارتداد العكسي السريع والذهاب بالشخصية لمكان آمن مع استمرار طاقم السيارة الأولى التي تم اعتراضها بالمواصلة بالرماية حتى القضاء على المجموعة المهاجمة، وبالنسبة للنوع الثاني حينما يتم تعطيل جميع سيارات الموكب بما فيها سيارة الشخصية من قبل العدو، عندها يقوم أفراد الحماية بالسيارة الأولى بالنزول التكتيكي وأخذ السواتر الطبيعية مع إطلاق النار والتقدم بالشكل الصحيح وإبقاء الشخصية في السيارة لحين وصول أفراد الحماية للسيطرة على العدو بمواصلة الرماية. ثم انتقل سموه إلى عرض وحدة إبطال وإزالة المتفجرات المتخصصة في البحث عن الأجسام المشبوهة والتعامل معها لتأمين المواقع الحيوية لعرض تجهيزاتها، وتم عرض سيارات ذات مواصفات خاصة بجهاز فحص الحقائب والطرود البريدية بواسطة الأشعة والتي تستخدم عند الطائرات والاحتفالات الخارجية، وسيارات مباشرة المهام والتعاون مع الأجسام المشبوهة عرض شاحنات نقل الأجهزة والمعدات لتنفيذ المهام داخل الرياض وخارجها. وشاهد سموه تطبيقات مجموعة الأمن الوقائي «الكلاب البوليسية» وعرض السيارات المخصصة بالنقل والإيواء والبحث في المناطق المفتوحة بواسطة شاشات عرض مرتبطة بالصور والخرائط الجوية لتحديد أماكن الأشخاص المطلوب البحث عنهم، بالإضافة لعرض تجهيزات العيادة البيطرية الخاصة بالعناية بالكلاب البوليسية، ومن ثم مشاهدة التطبيقات الحية بواسطة الكلاب البوليسية للبحث عن الجثث المفقودة في الأودية، ثم شاهد سموه عرض فريق قوات الأمن الخاصة المظلي التابع لجناح المظلات، وتمثل في القفز المظلي الحر من طائرات الأمن والنزول أمام الحاضرين. وعقب ذلك انتقل سموه ومرافقوه إلى المنصة في ميدان العرض الرئيسي لحضور الحفل الخطابي ورحب قائد قوات الأمن الخاصة الفريق الركن محمد بن حمد العماني بسموه، وبعد كلمة الخريجين بدأ العرض العسكري لهم، وطبقت العربات المدرعة لفرضية تكتيك المهام القتالية وفرضية لحماية الشخصيات من قبل طلاب دورة أمن وحماية الشخصيات، ويتم ذلك بعرض موكب الشخصية بمرافقة طيران الأمن، وعند محاولة دخول إحدى السيارات المشبوهة على الموكب بقصد اغتيال الشخصية تتحرك إحدى سيارات الموكب لإزاحتها بطريقة احترافية، وتتعامل مجموعة الدعم الناري مع من في هذه السيارة، وإلقاء القبض عليهم. كما عرضت فرضية أخرى لتعرض الموكب لكمين مزدوج، فتقوم السيارة الأولى من الموكب بالاعتراض وتتقدم معها السيارة الأخيرة لمواجهة الكمين بينما تقوم سيارة الشخصية والسيارات المرافقة لها بعملية الارتداد العكسي بطريقة فنية وسريعة والتوجه إلى الطائرة بعد هبوطها وإنزال الشخصية من قبل قائد الحرس. كما تم تنفيذ فرضية من قبل فرق الاقتحام من الدورة التنشيطية لمكافحة الإرهاب في جناح التدريب في قوة الأمن والحماية، باستخدام الوسائل وسيارات التدخل السريع بمساندة فريق من القناصة وطيران الأمن وفريق من كتيبة الأمن المدرعة. تلا ذلك عرض تشكيلات مشاة أمام سموه والحاضرين وبعدها ألقى الخريجين نشيد القوات وأداء قسم الدورة وإعلان النتائج. وأكد قائد قوات الأمن الخاصة الفريق الركن محمد العماني أن الجميع سعداء بتشريف الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز لرعاية حفل تخريج دفعة كبيرة من قوات الأمن الخاصة. وقال ل«عكاظ» الفريق العماني: نحظى بكل دعم وتشجيع من القيادة وهم دائماً يحرصون على تذليل كل الصعوبات، وللأمانة أقولها بكل صدق وشفافية الوطن يعيش فى ضمير ونبض محمد بن نايف، وهو المعروف بجهوده المشهورة والمشهودة وخبراته الواسعة وحنكته في معالجة الشأن الأمني والتعامل مع الملفات الأمنية المتعددة والمعقدة بكل حكمة واقتدار منقطع النظير. وأضاف يتصف وزير الداخلية ببعد النظر والقدرة الفائقة باستخدام الأسلوب الأمثل لكل حدث، وهو يستطيع المزج بين الصرامة الكافية لضمان حسن سير منظومة الأمن ولين وعطف الوالد المسؤول عن شأن الرعاية الأمنية، ونحن محظوظون بمثل هذه الشخصية التي اختارها قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين. وزاد: إن ما شاهدتموه في احتفالنا ما هو إلا نتاج فكر ومتابعة وزير الداخلية الذي يحرص دائماً على أن نكون في طليعة الدول من حيث التدريب والإمكانيات، ونحن اليوم نفتخر ونحن نخرج أبناءنا حتى يكونوا إضافة لمن سبقوهم في ميدان الشرف للدفاع عن تراب الوطن. وأوضح الفريق ركن محمد العماني في كلمته، أن القوات الخاصة حظيت منذ نشأتها بدعم القيادة الرشيدة، مشيرا لدور الأمير نايف بن عبدالعزيز في تطوير المنظومة الأمنية وفق استراتيجية طويلة المدي ارتكزت على الاستثمار في العنصر البشري، والاهتمام بالبنى التحتية والتطوير التقني وتوفير التجهيزات والمعدات والتسليح، مبديا الرغبة في إطلاق اسم مدينة الأمير نايف الأمنية على معسكر قوات الأمن الخاصة بصلبوخ. وأبان الفريق الركن العماني أن الخطة التدريبية لهذا العام شملت دورات عدة، منها مكافحة الإرهاب وحماية الشخصيات، إضافة إلى إلحاق منسوبي القوات بكليات ومعاهد داخلية وخارجية، كما حث الخريجين على تحمل المسؤولية والوفاء بعهدهم للدين والقيادة والوطن. من جهته ثمن اللواء عبدالله الثمالي مدير الإدارة العامة للعلاقات والتوجيه في قوات الأمن الخاصة، رعاية سموه لحفل تخريج كوكبة جديدة من حماة الوطن، وقال: إننا نحتفل بتخريج أكبر دفعة من الطلبة والدورات التخصصية من قوات الأمن الخاصة. وأكد ل«عكاظ» عدد من مدربي الكلاب البوليسية المشاركين في الفرضيات، قوة علاقة المدرب بالكلب، مما يجعله ينصاع للأوامر بكل يسر وسهولة، مشيراً إلى أن الكلاب البوليسية من الصفوف الأمامية في عمليات الاقتحامات. ويقول أبو مازن «خبرتي في التدريب تجاوزت 17عاماً» مشيراً إلى أن العمر الافتراضي للكلب في العمل عشر سنوات، بعد ذلك يتم إهداؤه أو التخلص منه. وأشار المدرب أبوعبدالله إلى أن فترة عمله في هذا المجال تقارب 27سنة درب خلالها مايقارب 77 كلباً، وقال «إن الكلاب دورها كبير في عملية المداهمات واقتفاء الأثر، وتعتبر من الصفوف الأمامية في المداهمات إضافة لدورها في البحث عن الجثث المفقودة في الأودية وتتبع الأشخاص الأحياء والبحث عن الأسلحة والممنوعات المخبأة تحت الأرض».