تسود في منطقة الباحة هذه الأيام أجواء ضبابية، ممزوجة بقطرات الهتان، الأمر الذي يؤدي إلى ازدحام الطرق المؤدية إلى المنتزهات والمناطق البرية. وقال عدد من أهالي الباحة إن سحب الضباب تعانق قمم جبال السروات وتكون لوحة بانورامية فائقة الروعة، مؤكدين أن الأجواء الماطرة الممزوجة بالضباب جعلت الأهالي يغادرون بيوتهم للتمتع بمشاهدة الضباب وهو يرسم لوحات مدهشة. وتابع عدد من سكان منطقة الباحة أن الأجواء المعتدلة جعلتهم يفضلون قضاء عطلة الربيع المنصرمة في منطقتهم للاستمتاع بالإجازة القصيرة، تفاديا لحدوث أي فواجع مرورية تنتج عن السير في طرقات عقبة الباحة الملتوية، إذ تعتبر الأرض أكثر رطوبة مما يزيد ذلك من الرطوبة النسبية المتصاعدة التي تتشكل على هيئة ضباب كثيف. كما عبر عدد من زوار الباحة عن مخاوفهم من ندف الضباب المتوزع على سماء المنطقة، ولكنه لا يلبث أن يختفي شيئا فشيئا فيجد أطفالهم فرصة في ذلك للتنزه بين غابات المنطقة وطبيعتها الساحرة. وقالت فاطمة خالد من سكان المنطقة الشرقية: توجد في منطقة الباحة مناظر خلابة ومتنزهات وغابات تستقطب الزوار والمتنزهين، ونحن نرتاد المنطقة بين الحين والآخر للتمتع بجمال الطبيعة كما يجد الأطفال المتعة في ملاحقة قرود البابونج والاستمتاع بتساقط الأمطار والجلوس على ضفاف المسطحات الخضراء. أما حصة أحمد فترى أن المنطقة تحتاج إلى التوسع العمراني، وزادت: أجد تقدما ملموسا في جانب الخدمات الاستثمارية في الفندقة والسياحة، ونتطلع إلى زيادة المنتزهات بمساحات أكبر، وقد رأيت كيف أن المنطقة وبحكم قلة الأوكسجين تعمد فيها الجهات المعنية إلى اللجوء للتشجير؛ لتلطيف الجو. وأبانت بأنها لاحظت التوسع في بناء الوجهات العمرانية وزيادة مساحات المنتزهات في قرى المنطقة ولا تزال تطالب بالمزيد. إلى ذلك قال نائب الناطق الإعلامي للدفاع المدني بالباحة الرائد عبدالله الزهراني: إن الأمطار بالمنطقة شملت القرى والمحافظات وزادت في بادية الباحة في كل من العقيق والقرى. وعن مدى استنفار أجهزة الدفاع المدني أوضح الزهراني أنه لم يتم تسجيل أية حالة غرق أو احتجاز خلال عطلة الربيع، كما لم يتم رصد أي أضرار مادية أو بشرية، مشيرا إلى أن الإجراءات التي اتخذها مدني الباحة بالتعاون مع وسائل الإعلام في الحد من الأضرار الناجمة عن الأمطار والسيول وسحب الضباب أثمرت نتائج مبهرة. وأهاب الزهراني بإدارات الطرق والنقل والمجالس المحلية البلدية سرعة وضع الحلول والمعالجات السريعة لاستكمال إنجاز مشاريع الطرق الرئيسية والفرعية بالمنطقة التي قد تزيد من تفاقم أخطار الطرق التي يندر أن يوجد فيها أجهزة الرصد والمراقبة.