يردد سكان مخطط ابن دهيش في بطحاء قريش بكثرة قول الشاعر أديب إسحاق: «ومن العجائب والعجائب جمة .. قرب الدواء وما إليه وصول.. كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ ... والماء فوق ظهورها محمول»، وهم يرون شبكة المياه لا تبعد عن مساكنهم سوى أمتار معدودة، في حين يعانون العطش، ما دفعهم للاستعانة بالصهاريج التي أنهكتهم ماديا منذ 15 عاما. واستغربوا فرض رسوم تزيد على 70 ألف ريال لتزويد كل منزل بالماء، على الرغم من أنها في الأحياء المجاورة لا تزيد على ألف ريال، مطالبين بإنهاء معاناتهم سريعا وتزويدهم بالماء والاهتمام بالمخطط الذي يشكو أيضا من انتشار الصرف الصحي في أروقته ما تسبب في تآكل الطرق، ونشوء الحفر والأخاديد فيها. وشكا عصام عبدالله من تدفق الصرف الصحي في شوارع مخطط ابن دهيش، ملمحا إلى أن الأهالي يجدون معاناة خلال تنقلهم في أرجاء الحي، خصوصا حين ذهابهم إلى المسجد. وتذمر عبدالله من الروائح الكريهة التي تعم المخطط، ملمحا إلى أنها خلفت الأضرار وأتلفت الشوارع، وتسربت إلى أساسات المباني. وقال: «تسببت المياه الراكدة في تكاثر البعوض والحشرات الزاحفة والقوارض في الحي، ولم يقتصر الأمر إلى هذا الحد، بل تحولت شوارع المخطط إلى أخاديد وحفر، بفعل المياه الراكدة فيها»، مشددا على أهمية أن تتدخل الجهات المختصة لحل معاناتهم التي تتفاقم يوما بعد آخر. من جهته، استغرب حسام فطاني استثناء مخطط ابن دهيش في بطحاء قريش من السفلتة، ملمحا إلى أن المشروع يعاني من تهالك طرقه منذ خمسة أعوام. وبين أن فرحتهم بقدوم إحدى الشركات التابعة للمياه الوطنية إلى حي بطحاء قريش لم تكتمل، بعد أن غادرت الموقع دون أن تجري أي إصلاحات في المكان. بينما، حصر حامد الزهراني معاناة أهالي مخطط ابن دهيش في غياب خدمات الصرف الصحي والمياه والسفلتة والإنارة، مشيرا إلى أن صهاريج المياه أنهكت السكان ماديا. إلى ذلك، أكد سعد الزهراني أن مخطط ابن دهيش لا يبعد عن شبكات الصرف الصحي في الأحياء المجاورة سوى أمتار معدودة، مستغربا عدم شمول الحي الذي يبلغ عمره 15 عاما بالشبكة الحديثة المشيدة في الأحياء المجاورة. وقال الزهراني: «يقطن في الحي أكثر من ألف أسرة تعاني من غياب شبكة المياه، ما أجبرهم على الاستعانة بتوفير موارد بديلة عبر الصهاريج التي تكلفهم مبلغا يزيد على 300 ريال لكل صهريج». وفي السياق ذاته، أفاد ناجي الغامدي أن ممثل مصلحة المياه طلب منه تسديد رسوم بلغت 72 ألف ريال، لإيصال الشبكة له على الرغم من أن المسافة التي تفصل مسكنه عن الخط الرئيسي في بطحاء قريش لا تزيد على 40 مترا، مبينا أنه تقدم بشكوى رسمية إلى مصلحة المياة والصرف الصحي ولكن لم يتم الرد حتى الآن. في حين، ذكر موسى الزهراني أن الشركة فرضت عليه رسوما 42 ألف ريال أو الانتظار حتى ميزانية 2018 م، على الرغم من أن منزله لا يبعد عن الشبكة سوى 10 أمتار. الحل في 2018 أوضح مدير قطاع المياه والخدمات البيئية في مكةالمكرمة المهندس محمد صديق الفتني أن مشروع الصرف الصحي شمل مخططات بطحاء قريش بنسبة 80 %، مشيرا إلى أن الجزء المتبقي يشمل المخططات الأخرى. وكشف تنفيذهم لرصد ودراسة لجميع المشاريع الناقصة، تمهيدا لاستكمالها قريبا، مبينا أن مصلحة المياه أدرجت تنفيذ شبكة الصرف الصحي في مخطط بن دهيش ضمن ميزانية 2018 م.