غابت رياح التطوير عن حي الحسينية (غرب العاصمة المقدسة) طيلة ربع قرن، فتحسر الأهالي على تشييدهم مساكن في الحي كلفتهم مئات الآلاف من الريالات، مشيرين إلى أن الحي يعاني من غياب شبكة المياه، ما فاقم من عطشهم، فضلا عن افتقاده مشاريع الصرف الصحي، إضافة إلى عدم توافر مدارس لأبنائهم قريبة منهم، ما يدخلهم في رحلات يومية لإيصال صغارهم إلى الأحياء المجاورة لتلقي التعليم. شدد الأهالي على أهمية تعبيد طرق الحي التي انهكت مركباتهم وكلفتهم الكثير، إضافة إلى الاهتمام بالإصحاح البيئي بإزالة المخلفات اولا بأول، وتزويد الحي بحاويات للنفايات بالعدد الكافي. ورأى العم موسى الزهراني أن حي الحسينية سقط من حسابات الجهات المختصة منذ ربع قرن، مشيرا إلى أن عجلة التطور توقفت فيه منذ تلك الفترة، فغابت المشاريع التنموية الحديثة عنه. وقال «انفقت مئات آلاف الريالات لأشيد منزلا لأبنائي في الحسينية، إلا أني أصبحت أعض اصابع الندم على إهداري أموالي في بناء مسكن في منطقة خارج حسابات الجهات المختصة»، مشيرا إلى انه حين بنى مسكنه كان يعتقد أن الخدمات ستصلة في غضون بضعة اشهر أو عام في أسوأ تقدير، بيد أن السنين مضت دون أن يحدث أي تطور في المكان. وبين الزهراني أن المشاكل في الحي تفاقمت بمرور الأيام ما دعا السكان إلى الرحيل إلى مناطق تنعم بالخدمات، وتأجير مساكنهم في الحسينية. وطالب الزهراني الجهات المختصة بافتتاح مدارس ومراكز صحية وخدمات بلدية في الحسينية حتى يصبح من الأحياء النموذجية. إلى ذلك، أكد عطية المالكي أن تأخر المشاريع على حي الحسينية سبب العديد من المشكلات، لافتا إلى أن غياب سفلتة الطرق تسبب في تهالكها ونشر الحفر والأخاديد فيها، ما كبد أهالي الحي خسائر مالية فادحة نتيجة إصلاح مركباتهم التي أتلفتها شوارع الحي. وأوضح المالكي أن تأخر خدمة الصرف الصحي، نشر المستنقعات الراكدة في الطرق، وباتت تصدر لهم الأوبئة والحشرات، إضافة إلى تكاثر البعوض والحشرات والقوارض. وشكا من افتقاد الحي للحدائق والمجسمات والتشجير، موضحا أن الأهالي بحاجة ماسة لموقع في الحي يزاولون فيه رياضة المشي. بينما أشار صالح الفهمي إلى أن حي الحسينية في أمس الحاجة للمشاريع التنموية لما يشهده من كثافة سكانية، مشيرا الى أن هناك جهودا ذاتية في سفلتة الشوارع وإنارتها، مؤكدا أن الحي يشكو من تدني مستوى الإصحاح البيئي. وألمح إلى أن النفايات تكدست في أروقته وأصبحت مصدرا للأوبئة والحشرات والروائح الكريهة مشيرا الى أن أهالي الحي يعانون من نقص في الحاويات. وشكا من معاناتهم في الحصول على المياه، ما جعلهم ضحايا لمساومة أصحاب الصهاريج، ملمحا إلى أن الظلام يخيم على الحي بمجرد غروب الشمس لافتقاده لمشاريع الإنارة. في المقابل، حث مصدر مسؤول من أمانة العاصمة المقدسة أهالي الحي بالتقدم بشكوى رسمية لإدارة الطرق في أمانة العاصمة المقدسة تحوي أبرز احتياجاتهم، لأنها هي الجهة المختصة بالسفلتة والإنارة والرصف. وأضاف المصدر قائلا: إذا كان يوجد نقص في الحاويات أو غيرها فعلى الأهالي الاتصال على عمليات الأمانة 940 بتبليغهم بالنقص.