تبدو الأحياء القديمة في مدن بريدة، عنيزة، الرس، البكيرية، والبدائع في منطقة القصيم محافظة على رونقها القديم، لكن هذه الصورة سرعان ما تتغير بدرجة 180 درجة عندما يتوغل الإنسان في هذه الأحياء يشاهد بأم عينيه أعدادا هائلة من العمالة الوافدة التي احتلت المساكن القديمة التي هجرها أصحابها إلى أحيا ء أخرى. وكشف مصدر في بلدية عنيزة أن المجلس البلدي قدم دراسة بخصوص نقل العمالة الوافدة عن وسط المحافظة وإبعادهم وإلزام كفلائهم بإيجاد مساكن لهم في أطراف المحافظة. وبين ذات المصدر أن البلدية تتابع ضمن لجنة بهذا الخصوص مع الدفاع المدني البيوت الأيلة للسقوط مع ملاكها، فيما ذكر مصدر في المجلس البلدي في عنيزة أن المجلس سيواصل دورته الحالية بحث ظاهرة تواجد العمالة الوافدة وسط المحافظة من حيث الجوانب الأمنية والاجتماعية وسينسق مع جهات الاختصاص في هذا الأمر للوصول إلى حلول جذرية ملائمة. وأوضح محمد السعودي بأنه بقي في الحي القديم بعد رحيل الكثير من السكان، خاصة أنه هدم بيته الطيني القديم وأنشأ منزلا مسلحا، لكنه فوجئ بالعمالة الوافدة تحتل معظم مساكن الحي بعد أن هجرها أهلها إذ استأجرت العمالة الوافدة البيوت الطينية وصاروا يستخدمونها بصورة سيئة وهم يشكلون خطرا على مجتمع المحافظة لذا يجب أن تتدخل الجهات المعنية لترحيل العمالة الوافدة من الأحياء القديمة في المنطقة. من جهته أوضح سالم المشعل أن تاريخ أي مدينة أو محافظة أصبح ينقرض بسبب الإهمال من ملاك العقارات الأصليين وأن هذه العمالة تسهم في القضاء على هذا التاريخ سريعا لعدم صيانته والحرص على سلامته. وقال المشعل إن إهمال الصيانة يترتب عليه إهمال العقار الذي يجعله معرضا للسقوط على من فيه من العمالة الوافدة ثم الوفاة وقد حدث مثل ذلك في قلب محافظة عنيزة عندما سقط منزل قبل سنوات على من فيه وتوفي عامل ونجى زميله من الموت وكان السبب أن هذا المبنى الطيني ترك العمال الساكنون فيه الماء يتسرب طوال الليل وهم نائمون والغريب أن مالك العقار، أوضح في حينه أن المستأجر ذكر أنه يريد استخدام المبنى كمستودع. ويقترح فهد الفليح إيجاد موقع للعمالة الوافدة يكون قرب المنطقة الصناعية مثلا لتكون السيطرة عليهم سهلة من قبل الجهات المختصة، موضحا أن ترحيل العمالة عن الأحياء القديمة في المدن وسيلة للحفاظ على التاريخ من التشويه.