حي جبرة، واحد من أحياء العاصمة الرياض يقع في وسطها قرب المحكمة الكبرى وإمارة المنطقة وغيرها من الجهات الحكومية. هذا الحي ما يزال على حاله، ولم تطله يد التحديث إلا من بعض التغييرات العمرانية وبعض لمسات الحضارة والتجديد، ولكنه يواجه عددا من المخاطر التي تهدد بنزع طابعه العمراني وفرادته عنه، بسبب أعمال الهدم لمنازله الطينية بفعل البشر أو بفعل العوامل الطبيعية. وكما هو معروف فإن سكان الأحياء القديمة ينتقلون مع تحسن الأحوال إلى الأمكنة الأكثر تطوراً وتخطيطاً، ما يعني أن غالبية سكان الحي حاليا هم من العمالة الوافدة. «عكاظ» تجولت داخل الحي القديم ورصدت عددا من الملاحظات المهمة من خلال لقاءاتها مع الأهالي، ووضعتها أمام المعنيين. بداية قال محمد المالكي والذي يسكن الحي منذ سنوات، إن الحي في حاجة ماسة إلى عدد من التدابير الاحترازية لمنع مخاطر السيول عنه، والتي تتمثل في مصيدة مياه الأمطار، وأقنية لتصريف السيول، خصوصا خلال موسم الأمطار التي تشهدها العاصمة في مثل هذا الوقت من كل عام. وأضاف أن الحي يعاني أيضا من المياه الراكدة والتي تتحول مع الوقت إلى بؤر للتلوث والحشرات الضارة. من جانبه قال صالح البدران، إن الحي يعتبر من الأحياء القديمة التي لا تزال صامدة في وجه التغيير والتطور العمراني والتنمية التي شهدتها الرياض خلال السنوات الماضية. وأضاف أنه رغم المشاريع الجديدة التي أحاطت به إلا أن الحي ما يزال يتمتع بطابعه القديم، ولكنه أشار إلى أن هناك عمليات هدم للمنازل الطينية القديمة والتي حولها أصحابها إلى مساكن جديدة وعمائر تجارية، معتبرا إلى أن مثل هذه الأعمال تساهم بشكل غير مباشر في التأثير على الطابع القديم للحي. وقال إن على الهيئة العامة للسياحة والآثار الحفاظ على طابع هذا الحي من الزوال وإبقائه على حاله كوجهة سياحية لزوار العاصمة.وتابع أنه من الملاحظ كثرة المنازل الطينية المعرضة للهدم بفعل الزمن وعوامل البيئة، كما أن البعض منها مهجور منذ زمن، وخصوصا في ممر حارثة البخاري وممر البتراء. وأوضح البدران أن الحي يضم بين ثناياه مقبرة جبرة والتي أحاطها السكن من كل مكان، حتى أن بعض المحلات أصبحت ملاصقة لها مثل محل الغاز الملاصق لها من الجدار الشمالي الشرقي، كما أن العمالة الوافدة وخصوصا الآسيوية منها، تنتشر في الحي وتسكن تلك المنازل الطينية القديمة، الأمر الذي يزايد الخطر على السكان من تسلل العمالة غير النظامية إليه، وكذلك تزايد سيارات الأجرة التي تنقلهم في مختلف أرجاء الحي وممراته. تلقي البلاغات «عكاظ» نقلت مطالب وملاحظات الأهالي إلى المجلس البلدي في الرياض حيث أكد مصدر فيه أن المجلس على استعداد تام لتلقي البلاغات والمشاكل التي يعاني منها الحي، كما أنه على استعداد لمباشرة أي شكوى والتعامل معها بشكل مباشر مع الإدارات المتخصصة في أمانة منطقة الرياض.