مع كل إطلالة صباح جديد، يجد محمد العقيل نفسه في مواجهة مع عدد كبير من المطبات الصناعية في شوارع عنيزة أثناء ذهابه وعودته من العمل، وليس العقيل وحده من يعاني من المطبات الصناعية وإنما هناك آلاف السكان يتندرون بكثرتها، مؤكدين أنها بحاجة إلى بند للترشيد، رغم أهميتها في بعض المواقع الحيوية. ولأن مشهد المطبات الصناعية أصبح مألوفا لسكان المدينة فإن عددا منهم أجمعوا على إزالتها من بعض المواقع، موضحين أنها تسبب إزعاجا للمصابين بآلام الظهر والمرضى الذين درجوا على مراجعة المشافي، فضلا عن تسريعها لشيخوخة المركبات. «عكاظ» التقت عددا من مواطني المدينة والذين وضعوا على طاولة مدير مرور المحافظة حزمة من التساؤلات حول كثرة المطبات في شوارع المدينة وعن إمكانية استئصال بعضها، فيما ذهب آخرون إلى أن المطبات لا تحمل مواصفات السلامة ما يجعلها عشوائية. وتابعوا أن هذه المطبات إذا كانت ضرورية بجوار المواقع الحيوية مثل المدارس والمصالح الحكومية والمساجد إلا أن الضرورة تقتضي ترشيدها حتى لا تتسبب في إزعاج مستخدمي شوارع المدينة. وقال حمود السيف «المطبات تعرقل الحركة وتسبب الكثير من الحوادث، فالسائق يسير بهدوء عند المطبات وترى خلفه أرتالا من السيارات، وعندما يخفف السائق من سرعته عند الوصول إليها يقع في فخ الارتطام من الخلف». وأضاف أن المطبات تتسبب في وقوع الحوادث لأن السائق يفاجأ بالسيارة التي تسير أمامه خففت من سرعتها فيقع الحادث، واستدرك أنها في نفس الوقت تكبح جماح المتهورين ولكن لها سلبيات كثيرة لأنها تدمر السيارات وتقصر من عمرها الافتراضي. وذكر سالم النويصر أنه تعرض ذات مرة لموقف محرج وذلك عندما كان ينقل مريضا بسيارته في طريقه للمستشفى، وعند أحد المطبات ارتجت السيارة وضاعفت من معاناة المريض غير أنه خفف من سرعة السيارة تفاديا للمطبات القادمة وقال «المؤسف أن السيارات التي كانت تسير خلفي سببت لي الكثير من الإزعاج خاصة الشباب الذين لا يبالون بالمطبات فقد تسببت سرعة أحدهم بخدش سيارتي لأنني كنت أسير ببطء مراعاة لحال المريض». ويرى ناصر الفايز أن عدم مبالاة الشباب بالمطبات أدى لتفاقم المشكلة، موضحا أن الهدف الذي وضعت من أجله يتلاشى بتهور الشباب، إذ أصبح الكبار ضحية عدم المبالاة من قبل الشباب. ويقترح الفايز تخفيف المطبات بالشوراع والطرقات والبحث عن حلول أخرى بالتوعية واستهداف الشباب في مدارسهم وجامعاتهم ومواقع عملهم ويمكن تحميلهم مسؤولية المشكلة بإشراكهم بالتوعية وبذلك نخفف كثيرا من المطبات. وفي نفس السياق أوضح مصدر مختص بالمجلس البلدي بالمحافظة أن هناك لجنة مختصة بإعداد التقارير عن وضع المطبات واختيار مواقعها وهذه اللجنة من عدة جهات وتعتمد على ما يتقدم به المواطنون من طلبات يطلبون فيها وضع مطبات في مواقع معينة وتدرس اللجنة تلك الطلبات وعلى ضوء الأهمية توضع المطبات وفي الغالب لا توضع المطبات إلا في الأماكن التي يوجد بها حركة كثيفة قرب المدارس أو المساجد والجوامع والأسواق ذات الحركة الكثيفة. معايير السلامة العقيد عبدالله المحترش مدير مرور عنيزة رئيس لجنة السلامة المرورية بالمحافظة أكد أن المطبات الصناعية تخضع لعدة معايير منها وجود المساجد أو الأسواق وكثافة الحوادث المرورية وكثافة الحركة وطول الطريق، لافتا إلى أن هذه المعايير تم اعتمادها من قبل محافظ عنيزة قبل تنفيذها، وعبر المحترش عن أمله بتعاون الجميع من قائدي المركبات مع جهاز المرور حرصا على سلامة الجميع.