رغم قيام أمانة منطقة الرياض بحملة لإزالة المطبات الصناعيّة المخالفة في شوارع وطرقات الرياض قبل عدة سنوات ووضع ضوابط محددة لإنشائها، إلا أن هذه الظاهرة بدأت تعود من جديد عبر مطبات عشوائية يضعها بعض السكان أمام منازلهم لردع المفحطين والمتهوّرين والحد من سرعة السيارات، غير أن تصاميمها في العديد من شوارع العاصمة تبدو مزعجة لقائدي السيارات الذين يتفاجؤون بوجود هذه المطبات المرتفعة بشكل مبالغ فيه مما يعرض سياراتهم للتلف لتكون ورش السيارات هي المستفيد الأول. "الوطن" رصدت عددا من المطبات في بعض شوارع الرياض الفسيحة لردع المفحطين، إلا أن قائدي المركبات يتفاجؤون بها أمامهم دون سابق إنذار فلا لوحات إرشادية تدل على وجودها قبل مسافة كافية ليتمكن السائق من تهدئة السرعة، ولا يتم تلوينها بلون عاكس مختلف عن لون الإسفلت لتمييزها، كما أنها غير مزودة بأنوار عاكسة للتنبيه بوجودها، عطفا على أنها مصممة بطريقة بدائية عبر كومة من الأسمنت المخلوط بالأسفلت بشكل مرتفع عن مستوى الطريق لا يمكن أن ينجو منه باطن المركبات التي تحتك به حتى عندما تسير السيارة بأقل سرعة ممكنة. حوادث مرورية ورصدت "الوطن" في أحد الشوارع عمالة يقومون بتنفيذ "مطبات صناعيّة" وبسؤالهم عن نشاطهم، قالوا إن صاحب المنزل اتفق معهم لتنفيذ المطبات أمام منزله مقابل مبلغ مالي، نافين أن يكون لهم أي علم بتنظيم وضع هذه المطبات وما إذا كان صاحب المنزل حاصلا على ترخيص بوضع هذه المطبات، فيما لوحظ أن جميع هذه المطبات لا تخلو من آثار احتكاك السيارات بها، وبعضها يساهم في الحوادث المرورية حينما يتفاجأ السائقون بوجود المطبات أمامهم فيضطرون لتهدئة السرعة فتصطدم بهم السيارات من الخلف. في حين أن هناك العديد من المطبات الصناعية في بعض المواقع مصممة بشكل جميل يسمح بمرور السيارات بشكل انسيابي ولا يؤثر سلبا على السيارات المارة ومن ذلك مطبات شارع التحلية. طرق بدائية ويشير المواطن عبدالعزيز البدر إلى أهمية وجود هذه المطبات أمام المدارس والحدائق والمستشفيات والجوامع وأمام التقاطعات الخطرة لكن ليس بهذه الطرق البدائية التي عليها الكثير من المطبات الموجودة حاليا؛ حيث إن غالبيتها مجرد أكوام من الأسمنت المرتفع عن مستوى الطريق بشكل مبالغ فيه ويضطر قائد السيارة للسير بأدنى سرعة لحركة سيارته ومع ذلك يندر تفادي احتكاكه بها مما يعرض سيارته للعطب، مطالبا بوضع تصميم ثابت لكل المطبات، وأن يخضع وضعها لاعتبارات تستوجب أهمية بالغة لوجودها، مع تزويدها بكافة وسائل السلامة للمركبات وتمييزها بألوان وإضاءة عاكسة ووضع لوحات إرشادية تنبّه بوجودها قبل مسافة كافية من الوصول إليها، لافتا إلى أن النظام المروري يجب أن يكون رادعا للمتهورين والمفحطين بدلا من ردعهم بهذه المطبات التي تشوه الوجه الجمالي للشوارع والأحياء. ويتفق معه المواطن عثمان الحسين ويضيف أن بعض الأحياء تكثر فيها حالات دهس الأطفال أمام منازلهم ما يضطر السكان لوضع مطبات صناعية تحد من تهور وتفحيط بعض قائدي السيارات، وهو حل قد يكون وحيدا لحماية أسرهم ومركباتهم من المتهورين. ضوابط الأمانة من جهتها، حصلت "الوطن" على ضوابط وضع المطبات الصناعية التي تزوّد بها أمانة منطقة الرياض البلديات الفرعية لتطبيق هذه الضوابط على المطبات الصناعية؛ حيث أشارت الأمانة إلى أنها وضعت معايير للأبعاد الهندسية للمطبات القياسية بحيث تحد من التأثير السلبي على السيارة عند اجتياز المطب بالسرعة المقررة له. ولفتت الأمانة إلى أن المطبات الصناعية لها تأثير سلبي على السيارات والسائقين والركاب، وأن الأمانة وضعت ضوابط للموافقة على إنشائها بحيث تحد من انتشارها إلا للضرورة القصوى، وأنه في حال تقدم أحد أو بعض المواطنين بطلب يتفق مع رغبات معظم قاطني الشارع المطلوب إنشاء مطب به، فلا يتم الموافقة على طلبهم إلا في حالة تحقق بعض الضوابط بإشراف أحد مهندسي أو منسوبي الأمانة الذي يقوم بمعاينة الموقع والتحقق من توفر الضوابط، وأنه في حال توفر هذه الشروط يقوم أحد مهندسي الأمانة بتحديد الموقع المناسب للمطب الصناعي طبقاً لمعايير الأمانة. ضوابط وضع المطبات الصناعية • ألا توضع على الشوارع الرئيسية بالمدينة "السريعة والشريانية" • ويسمح بها فقط عند الضرورة على الشوارع المحلية والتجميعية التي تكون السرعة المقررة عليها 50 كم/ الساعة أو أقل من ذلك. • توضع عند الأنشطة الجاذبة لأعداد كبيرة من المشاة وعلى الأخص عند المدارس والمساجد، وفي مداخل التقاطعات غير المحكومة بإشارة ضوئية في حالة عدم وضوح الرؤية عند التقاطع. • ألا يقل تقدير حجم المرور اليومي عند الموقع عن 750 مركبة في اليوم، ولا يزيد عن 5000 مركبة في اليوم، وألا يقل طول الوصلة من الشارع عن 300 متر أو 200 متر في حالة وجود مدرسة أو مسجد. • ألا يكون الشارع جزءًا من مسارات النقل الجماعي بالحافلات، وألا يكون الشارع مستخدماً من قبل سيارات الطوارئ كالمطافئ، والإسعاف بصورة منتظمة. • ضرورة أن تكون السرعة عند نسبة 85 % من المركبات المستخدمة للشارع أعلى من السرعة المقررة بمقدار 10 كم/ساعة على الأقل، وألا يزيد الميل الطولي بالشارع عن 8 %.