تشكل الحوادث المرورية داخل النطاق العمراني خطرا حقيقيا يهدد سلامة السكان، حيث أفادت دراسة أجريت على إحدى مدن المملكة أن نحو 70% من الحوادث المرورية تقع داخل المدينة، بينما 30% تقع خارجها، الأمر الذي دفع المسؤولين إلى اتخاذ تدابير مرورية وهندسية وتوعوية للحد منها، غير أن العديد من الجوانب السلبية التي صاحبت تنفيذ تلك التدابير التي في مقدمتها المطبات الصناعية، أخذت في التفاقم، مشكلة حاجة ملحة لوضع حلول على الحلول. يقول المواطن خالد الشمري: «كثيرا ما تضاف مطبات جديدة دون إضافة لوحة تحذيرية قبلها، وهو ما يعرض سيارتي للاحتكاك، لعدم تهدئتي السرعة قبلها» ويوافقه الرأي جاره منصورغانم الذي قال: «نتفاجأ كل يوم بمطبات جديدة وضعت، وأخرى أزيلت، الأمر الذي يسبب لنا إرباكا، فنخفف قبل مطب أزيل؛ لنقع في مطب جديد غير متوقع»، ويستغرب سميح مجدي من انعدام المطبات أمام أماكن حيوية كالمدارس والمساجد، ووجودها في أماكن غير مناسبة كتقاطعات الطرق» مشيرا إلى تعرض شقيقه لحادث تصام مؤسف سببه مطب أدى لاحتراق سيارته و أصيب شقيقة بجروح خطيرة». من جهته، يؤكد مدير إدارة التشغيل والصيانة في أمانة الشرقية المهندس فيصل الثاني، أن المطبات الصناعية تحولت لظاهرة غير طبيعية في شوارعنا، بسبب عدم اقتصار إنشائها على البلديات ووزارة المواصلات، بل يعمد الأهالي لوضعها بأنفسهم بهدف تهدئة السرعة داخل الأحياء، بينما لا تطابق كثير منها الأصول الهندسية، حيث تحمي فئة بينما تضر أخرى، وتتسبب في حوادث مرورية لخطورتها حين توضع في مواقع غير متوقعة، حيث لا يمكن للسائق تداركها، إضافة لما تتسبب به أعمال الحفر والصيانة والمشروعات من مطبات أخرى لرداءة أعمال التنفيذ. ويوضح الثاني ضرورة اتباع المواصفات القياسية في إنشاء المطبات الصناعية ووضعها على الطرق الشريانية، التي تحدد السرعة عليها ب 60 كيلومترا في الساعة، وتنفيذ التقاطعات المرفوعة على الطرق المحلية، وعلى الطرق الشريانية إذا كان حجم المرور لا يتجاوز عشرة آلاف سيارة في اليوم، مضيفا «لا يسمح بتنفيذ المطبات على الطرق التي تتميز بحركة كثيفة لسيارات الطوارئ مثل الإسعاف والإطفاء، أوعلى تلك التي تزيد نسبة كثافة المركبات والشاحنات عليها عن 5% ، ما لم تتوفر طرق بديلة لتتحول حركة الشاحنات إليها». ويوصي مدير التشغيل والصيانة بضرورة سحب الرخص ممن يرتكب مخالفة مرورية لمدة تتناسب مع حجم المخالفة، مشيرا إلى ضرورة إجراء الأمانة لمسح شامل لأحياء الدمام لإزالة المطبات العشوائية، وعمل اتفاقية بين إدارة المرور وأمانة الشرقية لتنفيذ لائحة العقوبات، لتطبيق غرامة مالية على واضعي المطبات غير النظامية، موصيا باستخدام المطبات الذكية التي تعتمد على تحسس أوزان المركبات للتشغيل الأوتوماتيكي للمطب، حيث يبرز المطب حين مرور مركبات يقل وزنها عن 3.5 طن، ويختفي لدى مرور المركبات التي يزيد وزنها عن ذلك، مثل مركبات الإسعاف والنقل والشاحنات، وهي تقنية مناسبة على الطرق المؤدية للمدارس والمستشفيات. من ناحيته، شدد مدير مرور الشرقية عبد الرحمن الشنبري على عدم وجود نية لدى إدارة المرور لاستبدال مطبات الأحياء بإشارات مرورية، «إلا إذا لم تفد المطبات أو اللوحات الإرشادية التحذيرية، التي تحرص إدارة المرور على وضعها قبل كل مطب نظامي»، مشيرا إلى أن لوحة قف تحل محل إشارة المرور، وأضاف «الحوادث في الأحياء قليلة ولا تشكل ظاهرة».