يستضيف برشلونة اليوم غريمه التقليدي ريال مدريد على أرض ملعب «كامب نو» في إياب الدور نصف النهائي لكأس إسبانيا، في مباراة ماراثونية تأتي بعد أن ألقت نتيجة الذهاب بظلالها على اللقاء، حيث انتهت بالتعادل بهدف لمثله على ملعب «سانتياغو برنابيو» معقل الفريق الملكي، وتبدو الحسابات بشكل خاص، حيث تسبق مواجهتهما مجددا يوم السبت المقبل ضمن منافسات الأسبوع ال26 من الليغا، ويعاني الفريقان كثيران هذا الموسم رغم اقتراب المضيف من حسم لقب الدوري، حيث يعتلي القمة بفارق كبير. ويبدو قطبا الليغا على غير ما ألفهما عشاق المستديرة بعد تراجع الأداء في كلا المعسكرين، إذ لم يعد بارسا بقوة الفريق الذي صنعه المدرب السابق بيب جوارديولا فيما تراجع أداء الريال عن ما كان عليه الموسم الماضي. وخيمت مباراة «الكلاسيكو» على أداء كل من الفريقين في مباراته بالمرحلة الخامسة والعشرين من الدوري الإسباني لكرة القدم، بعدما حجب كل منهما أبرز عناصره عن التشكيلة الأساسية خشية إصابة اللاعبين بالإجهاد، قبل المواجهة الحاسمة في المربع الذهبي لكأس ملك إسبانيا، إذ تخلى برشلونة عن الأداء الفاتر الذي منح إشبيلية فرصة التقدم بهدف في الشوط الأول، ورد الفريق الكتالوني في الشوط الثاني بتحويل تأخره إلى فوز ثمين (2/1)، بينما أفلت الريال من لطمة قوية قبل مباراتي الكلاسيكو أمام برشلونة في كأس ودوري إسبانيا، كما أعلن النجوم الكبار عن أهميتهم بالنسبة للفريق وقدرتهم على تغيير نتائج المباريات في أي لحظة، حيث حسم البرازيلي ريكاردو كاكا للريال في الدقيقة73، والأرجنتيني غونزالو هيغوين في الدقيقة 88 مواجهة ديبورتيفو لينقذا الفريق الملكي من صدمة حقيقية قبل لقاء الكلاسيكو الصعب اليوم. انتفاضة أم سقوط يقف برشلونة على محك جديد وأمام الغريم التقليدي مؤملا أن لا يتجرع مرارة الخيبة من جديد، فبعدما أصبح بارسا أمام خطر توديع بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بخسارته في ذهاب دور الستة عشر على ملعب ميلان الإيطالي، يواصل محاولة استجماع قواه لتقديم ليلة أوروبية ساحرة جديدة في كامب نو. ويسعى اليوم لتجنب ثالث خروج من البطولة خلال آخر أربعة مواسم، بعدما ودع نسخة 2010 من الدور قبل النهائي أمام إنتر ميلان، ونسخة الموسم الماضي أمام تشيلسي الإنجليزي من نفس الدور. أمام الريال في حسابات الريال يسعى الفريق الملكي لإنقاذ موسمه سيما في ظل بقاء حظوظه في دوري الابطال على كف الشياطين بعد تعادل في البرنابيو، وهو الحال ذاته اليوم أمام البارسا في إياب نصف نهائي كأس ملك أسبانيا على ملعب كامب نو، حيث لا يظهر ان الفريق يؤمل كثيرا في العبور بسلام، وقد بدأ لاعبوه التحضير للقاء باكراً بالتدرب على تنفيذ ركلات الترجيح في إشارة ربما على تحفظ الفريق في المواجهة، سيما بعد أن انتهت مواجهة الذهاب على ملعب سانتياغو بيرنابيو بالتعادل 1-1 في ظل تقديم أداء متقارب من الفريقين، الأمر الذي يمكن أن يحدث مجدداً في الإياب ليحتكما لركلات الترجيح. ولا يريد جوزيه مورينيو مدرب الريال تكرار الأمر ذاته أمام البارسا، بعدما أضاع الفريق فرصة العبور إلى نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، عندما خسر الملكي أمام بايرن ميونخ بركلات الترجيح حينما أهدر المتخصصون كريستيانو رونالدو وريكاردو كاكا وسيرخيو راموس ركلاتهم. وقد يجد الريال نفسه مضطراً للاحتكام إلى ركلات الترجيح مرة أخرى أمام مانشستر يونايتد في إياب دور ال16 من دوري أبطال أوروبا على ملعب أولد ترافورد بعدما انتهى لقاء الذهاب بينهما على ملعب سانتياغو بيرنابيو 1-1. وتناوب كل من رونالدو وكاكا وسامي خضيرة وفابيو كوينتراو وألفارو أربيلوا وألفارو موراتا ورافاييل فاران على تنفيذ الركلات خلال التدريبات، وأظهر بعضهم نجاعة واضحة، فيما احتاج البقية إلى المزيد من التدريب. وكان الفريق قد أنهى بروفته الأخيرة قبل الكلاسيكو بنجاح بعد فوزه الصعب على مستضيفه ديبورتيفو لا كورونيا بنتيجة 2-1 ضمن الدوري الإسباني، كما حقق البارسا بدوره فوزاً صعباً على ضيفه إشبيلية بنتيجة 2-1.