نستشعر دائما مسؤوليتنا كإعلام من أدبيات وأخلاقيات المهنة إلا أن بعضا من زملائنا حاسة الاستشعار لديهم في هذا الجانب شبه معدومة. وأقول شبه معدومة من باب إحقاق حق أراه كل يوم في إعلامنا لكن رغم كل التجاوزات والأخطاء إلا أن إعلامنا ملتزم بل ومتمسك بالثوابت التي فيها الوطن أولا. في سياق هذا الصراع المحموم على إثبات الجدارة في الملعب ها نحن نستشرف آفاق ديربي الاهلي والاتحاد بكثير من الحب وذات الحال ينسحب على ديربي الهلال والنصر القادم من مرحلة غياب لم تزدنا الا شوقاً له.. ..لعبة كرة القدم في رأي أهلها الحقيقيين وجدت للمتعة ولا يمكن ان نخرجها عن سياقها لمجرد إذا متعصبون أخلوا بقاعدتها....! في العالم كله من اول نقطة في كرته الأرضية الى آخر نقطة يتعاملون مع المباريات التنافسية على انها يوم للمتعة.. وحينما أتحدث عن المباريات التنافسية فلابد ان استشهد بكلاسيكو العالم ريال مدريد وبرشلونة والذي تحول الى ديربي رغم اختلاف المدن المحتضنة لكل فريق. ..ففي هذه المواجهات دروس وعبر وجماليات تفرض على عشاق كرة القدم حضور المواجهة في عين المكان وهل هناك احترام لكرة القدم اجمل من هذا الاحترام. أعود لواقعنا وأشير الى ان مربع الاهلي والاتحاد والهلال والنصر هو من به تقر شوكة الميزان في كرة القدم السعودية فعندما تتعافى هذه الفرق ويرتفع مؤشر التنافس من خلالهم وبهم ينعكس ذلك على مسيرة المنتخب وعلى تنشيط الحركة التجارية لدى تجار الزي الرياضي بمختلف شعاراته وتمتلئ وسائل الاعلام بالأخبار المفرحة والعناوين الجاذبة للمتلقي وتتحول المدرجات الى ملعب آخر يتبارى فيه الجمهور على بطولة الاكثر جماهيرياً وهنا يظهر الاصل والصورة في مسيرة اربعة تكبر بهم رياضتنا وتتراجع بتراجعهم.. وصل الهلال والنصر إلى نهائي كأس ولي العهد عبر الفيصلي والرائد ومع هذا الوصول لابد ان نستحضر كل ادوات الجمال لننثرها على درب نوصل من خلاله الى القاعدة والاستثناء في هذا الديربي. أما ديربي الخميس والذي سيجمع الاهلي والاتحاد فهو امتداد لمواجهات الفريقين هذا العام آسيوياً ومحلياً فهل تكون الثالثة ثابتة..؟ ...بعيدا عن الفوز والخسارة تعالوا نسبر غور هذه المواجهة والتي سيلعبها كل فريق بعدة وعتاد مكتملة وسبر الغور ليس على طريقة التباين في الأداء او مواطن الضعف والقوة بل من حيث الرغبة في تحقيق الانتصار. ..هلال ونصر وأهلي واتحاد اربعة تفرح بهم كرة القدم ويفرح من خلالهم العاشق النبيل لهذه الرياضة الموسومة بالمجنونة وهل هناك جنون يشبه جنون كرة القدم. ...ربما يتحسس البعض من مقولة الاربعة الكبار وهي حساسية غير مبررة ولكن خوفاً عليهم من مضاعفات هذه الحساسية نقول الاربعة الصغار إلا انها لا يمكن ان تقبل لا لغوية ولا منطقية او واقعية حتى وان تدخل بلاتر وضمن قراره خطابا رسميا لسبب بسيط يتمثل في الكبار لا يصغرون.