قبل عقدين من الزمان نشرت مقالا قلت فيه إن حوادث المرور في السعودية معدلاتها أعلى من أي معدلات أخرى في العالم. واليوم أمامي فيلم تسجيلي أعدته شركة أرامكو مزودا بالإحصاءات يقول نفس الشيء . إن معدلات حوادث المرور في المملكة هي أعلى معدل في العالم. الشريط مليء بإحصاءات أورد بعضها هنا على سبيل التذكير وعلى المسؤولين عن المرور أن يصححوا ما جاء في هذه الإحصاءات إذ إني أنقلها كما وجدتها في الفيلم الوثائقي: ضحايا حوادث المرور في المملكة في عام 2011 كانوا أكثر عددا من ضحايا حرب الخليج أو ضحايا حرب العراق إذا تجاوز عددهم 7000 ضحية. وقع في اليوم الواحد (في عام 2011) في المتوسط 17 حالة وفاة، أي وفاة في كل 40 دقيقة. يتوقع إذا لم تتدارك المشكلة بحلول جذرية أن يصل عدد حالات الوفاة من حوادث المرور في عام 2019 إلى تسعة آلاف حالة وفاة. خلال العشرين سنة الماضية بلغ عدد الضحايا في حرب الأرجنتين، وحرب الصحراء الغربية، وحرب الهند وباكستان، وحرب الخليج مجتمعة 82000 وفاة، في حين أن عدد الوفيات من حوادث المرور في المملكة بلغ في نفس الفترة 86000 وفاة. من بين كل 100 سرير في المستشفيات تبلغ نسبة الإشغال بضحايا حوادث السيارات 30% .. وإذا أتينا إلى الخسائر المادية فإننا نجد أن حوادث السيارات تكلف المملكة في كل سنة 13 مليار ريال ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 23 مليار ريال في عام 2019. أما أسباب الحوادث فإن السبب الرئيسي فيها هو السرعة الزائدة إذ تبلغ نسبتها 65% من مجموع الأسباب الأخرى للحوادث.. يستطرد الفيلم الوثائقي إلى حقائق وأرقام أخرى ولكني أكتفي بما ذكرت.. والسؤال المطروح: هل نترك المشكلة للزمن يحلها كيف يشاء (إذا جاز التعبير ) أم نتصدى لها بقوة وفاعلية ؟.. جاء في الأثر «إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن» . وفي كل التجارب الدولية ووجهت هذه المشكلة بثلاثة إجراءات يتساوى فيها الجميع: التشدد في إعطاء التراخيص لقيادة السيارات، والتشدد في العقوبات على المخالفين، والتدريب الإجباري على السواقة الدفاعية. ولو أننا أخذنا جزءا من الثلاثة عشر مليار ريال التي نتكبدها في كل عام نتيجة لحوادث المرور وصرفناها على التدريب على السواقة الدفاعيه لاستفدنا الكثير.