اطلعت مؤخراً على فيلم وثائقي انتجه مركز التطوير المهني للتطوير والانتاج في شركة أرامكو السعودية يتحدث عن الحوادث المرورية بالمملكة، والحقيقة أنني فجعت بتلك الاحصائيات المخيفة التي احتواها، إذ يشير إلى أن عدد وفيات الحوادث المرورية في المملكة يتنامى بشكل تصاعدي فبينما بلغ في عام 2001 م 4100 شخص أصبح في عام 2011م حالة وفاة كل 40 دقيقة بمعنى انه يموت يوميا 17 شخصا أي 7153 شخصا في ذلك العام. وسأتجاوز الحديث عن الإصابات لأشير إلى أن الخسائر المادية الناجمة عن الحوادث في العام ذاته تجاوزت ثلاثة عشر مليار ريال. ويمضي التقرير ليشير إلى أننا تفوقنا على جميع دول العالم من حيث معدل الوفيات حيث تصدرت المملكة القائمة التي تضم دولاً مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وإيطاليا وفرنسا ومصر وألمانيا. يا له من تقرير مخيف حينما يقول إنه خلال العشرين سنة الماضية نشبت عدة حروب من بينها حرب الارجنتين وحرب الصحراء الغربية وحرب نيبال وحرب الهند وباكستان وحرب الخليج وحرب استقلال كرواتيا ولم يتجاوز عدد القتلى اكثر من 82000 قتيل بينما بلغ عدد وفيات حوادث السيارات في المملكة خلال الفترة ذاتها اكثر من 86000 قتيل. المفجع حقاً أن التقرير يتوقع -إن لم تتخذ خطوات جادة لمنع هذه الكارثة- أن يرتفع عدد الوفيات عام 2019 ليتجاوز 9600 وفاة وستبلغ الخسائر المادية أكثر من 23 مليار ريال! الجدير بالاهتمام ما أشار له التقرير أن أكثر من %30 من أسرّة المستشفيات مخصصة لإصابات الحوادث وأن السرعة الزائدة تتسبب في وقوع أكثر من %65 من الحوادث. فمتى نصحو وهل من مغيث.