يشير لي العزيز عطية الخبراني على حائطي في «الفيس بوك» إلى مقطع فيديو، هممت أن أؤجل مشاهدته لفسحة أطول، لولا أن ثقتي بصديقي وأن ما يرسله لا يحتمل التأخير جعلاني أتسمر للمشاهدة. وكالعادة لم يخب ظني في عطية الذي أشار لمقطع من إعداد الرائع علاء المكتوم يحمل عنوان «إرهاب الشوارع»، وهو المقطع الذي أنهيت دقائقه الست وأنا أفضل المشي على قدمي عوضا عن امتطاء ذلك الشيء الذي يسمونه «سيارة»! أكملته وأنا أتساءل علانية عن كون السيارة في بلدي «أسهل» وسيلة مواصلات عامة، أم هي «أسرع» وسيلة نقل لأقرب مقبرة؟! بدأ علاء عمله الإبداعي بتقديم إحصاءات ومقارنات مروعة لعدد ضحايا الشوارع هنا! ما رأيكم بسبع عشرة حالة وفاة يوميا في المملكة؟ وماذا ستقولون عن 6700 حالة وفاة سجلت في العام الماضي فقط؟ وكيف ستقرؤون أنه في العشرين عاما الماضية وقع في السعودية 86000 ضحية لحوادث المرور! وهو الرقم الذي يتجاوز مجموع ما خلفته أحداث أيلول الأسود، وحرب الصحراء الكبرى، وحرب الهند وباكستان، وحرب الخليج، وحرب الاستئناف، وحرب الستة أيام مجتمعة، التي خلفت 82000 قتيل كما جاء في عمل المكتوم! في نهاية العمل يطالب علاء بمشروع وطني يتكاتف فيه المسؤول مع المواطن لحل هذه الكارثة، حفاظا على الأرواح والأموال و«السمعة» بعد أن تصدرت المملكة دول العالم في قائمة عدد حالات الوفاة لكل 100 ألف شخص ب44 حالة وفاة! ما قدمه المكتوم يستحق المشاهدة، وما ارتكبته يداه وفكره جدير بأن يعرض في أكبر شاشة عرض في المدارس والجامعات والمعارض والمطارات والملتقيات الشبابية كافة. أيها السادة شاهدوا ما أبدعه المكتوم، ثم قارنوا بين عمله وبين كل الحملات التوعية التي تنتشر من حولنا، التي تتعامل معنا على أساس كوننا «صرافات آلية»!