" القيادة المتهورة داء خطير يلتهم المجتمع ، إحذر أخطاء الآخرين " مع تحيات الإدارة العامة للمرور بالتعاون مع الإتصالات السعودية ، هذه الكلمات التحذيرية تلقيناها عبر رسائل الSMS على الهاتف الجوال والتي تعتقد إدارة المرور بأنها جزء من حملة تهدف إلى توعية المجتمع بأخطار القيادة المتهورة . كم منا لا يعلم عن خطورة القيادة المتهورة ، وكم منا لا يدرك هذه الحقيقة ، وكم منا لا يعي النتائج ، وكم منا يعلم ويدرك ويعي ورغم ذلك لا يتأثر بذلك الأسلوب أو بهذا النوع من الرسائل ، ثم هل إدارة المرور ترغب بالفعل من تحذير المجتمع من عواقب القيادة المتهورة لتحد من عدد الحوادث ، أم أنها مجرد رسالة تهدف من ورائها الدعاية والإعلان وأنها تبدو بذلك العمل وكأنها قد أخلت مسؤوليتها تماما من أي نتائج سلبية قد تحصل , والشيء نفسه مع الاتصالات السعودية والتي تعد تلك الحملة هي بمثابة مساهمتها في المسؤولية الإجتماعية. هل هذا العمل هو الأسلوب الأمثل والذي يتناسب وحجم المشكلة؟ ، تلك أسئلة مشروعة يستطيع القارئ أن يجيب عنها بعد الانتهاء من قراءة المقال ، خصوصاً بعد أن تقارن العمل الإبداعي الذي قام به الشاب علاء المكتوم وبثه بالصوت والصورة "على اليوتيوب" مع الأسلوب العقيم والذي قامت به إدارة المرور ، هذا الشاب والذي لا يمتلك ميزانيات ضخمة أو إمكانات هائلة كما هو الحال بالنسبة للجهات الحكومية قام بهذا العمل بمجهود فردي وبتكلفة تقترب من الصفر لأن لديه الرغبة والإرادة في إنقاذ المجتمع من "إرهاب الشوارع". هذا الفيلم الوثائقي القصير والذي أطلق عليه الشاب " إرهاب الشوارع " كشف عن حقيقة مخيفة ألا وهي حوادث المرور في السعودية ، والتي بلغت 4 ملايين حادث ، كبدت الوطن خسائر مادية وبشرية كبيرة ، حيث قدرت الخسائر المادية ب 13 مليار ريال سنوياً ، وعدد الضحايا قد فاق ال86 الفاً في العشرين سنة الماضية وهو رقم كبير جداً خصوصا إذا ما قورن بعدد ضحايا أحداث أيلول الأسود ( 20 ألف )، حرب الصحراء الغربية ( 15 ألف )، حرب الهند وباكستان (13 ألف )، حرب الخليج (5 آلاف )، حرب الإستنزاف (13 ألف) وحرب الأيام الستة (16 ألف ) المجموع (82 ألف) وهو أقل بكثير من ضحايا حوادث المرور في السعودية (86 ألف) ، ويعد عدد الوفيات في السعودية جراء الحوادث المرورية هي الأعلى ويأتي بعدها إريتريا ثم مصر وأفغانستان والولايات المتحدة في المرتبة الخامسة ثم إيطاليا وفرنسا وأخيراً ألمانيا. ولإلقاء الضوء عن عدد الوفيات في السعودية للأعوام من 2001 وحتى 2009 نجد أنها(4100 ، 4200 ، 4320 ، 5200، 5980) على التوالي وفي 2009 وحدها بلغت 6485 شخص وهي أكثر من ضحايا العمليات الإرهابية في العراق لنفس العام (2009) والتي بلغت 4644 شخصاً. وتلك الأرقام مرشحة للارتفاع , حيث تشير التقديرات إلى أن عدد الوفيات سيصل إلى 8156 شخص عام 2014 و 9604 أشخاص عام 2019 ، كما أشار الفيلم إلى بعض الإحصاءات فمثلاً أعنف الحوادث وأكثرها تسبباً للوفاة هي تلك التي تحدث في داخل المدن والتي تكون السرعة القصوى بها 60-70 كلم/ساعة وليست على الطرق السريعة حيث تمثل نسبة الحوادث والتي تقع داخل المدن حوالي (72%) , كما أن نسبة الحوادث بسبب السرعة الزائدة تقدر ب (65%) من تلك الحوادث ، تلك هي أبرز ملامح فيلم "إرهاب الشوارع" والذي قام به الشاب علاء المكتوم بمجهود فردي وبتكاليف زهيدة فماذا بعد ذلك نقول لإدارة المرور؟ أترك الإجابة للسادة القراء. فاكس 6602228 / 02