تتكئ فتاة في عمر الزهور على تجربة مريرة مع مرض التصلب اللويحي الذي أحال حياتها إلى سلسلة من الآلام المبرحة، ما أثر على جهازها العصبي المركزي وأطفأ نور عينها اليسرى وأفقدها القدره على مواصلة مشوار تعليمها الجامعي، وزاد الطين بله البدانة التي اعترت جسدها وفاقمت من معاناتها . تقول م ، أ ، العمري وهي تستعيد من أقاصي ذاكرتها تفاصيل الألم والأحباط الذي يعتريها أن المرض الذي دهمها أقعدها وأصبحت حبيسة كرسي متحرك الأمر الذي لا يساعدها في مواصلة طموحاتها الدراسية. وأضافت أن أكثر المؤسسات التعليمية لا تتضمن مبانيها موصفات لدمج فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، متمنية أن تنقل بالإخلاء الطبي لأي جهة يمكنها معالجتها. العمري، تصف حالتها فتقول: في المراحل الأولى من المرض بدأت أعاني من وخز وخدر بيدي اليسرى، وزادت آلام قدمي حتى تفاقمت نوبات الألم بشكل لم أعد أطيقه، فكنت أتردد على أكثر من مستشفى طلبا للعلاج المناسب، ويعلل الأطباء الأمر بفرط السمنة الذي يستوجب أن أخسر معه عشرات الكيلوجرامات. وأشارت إلى أنها كانت تستجيب لنصائح الأطباء بمستشفى المخواة العام دون كلل، غير أنها في المقابل لا ترى أثرا إيجابيا باتجاه التعافي من المرض. وتضيف بقيت على حالتي هذه على مدى عام تقريبا، ونصحني الطبيب المشرف على حالتي بمواصلة العلاج لمدة شهر ثم أعود لزيارته، ليرى انعكاسات العقار لكنه لم يحدث تقدما ملموسا على صحتي، فقررت ترك المستشفى للاستطباب بمركز آخر في محيط المنطقة لأشهر قليلة، إلا أن تحسنا واحدا في صحتي لم يظهر، وقالت: أكد لي الطبيب المعالج بالمخواة عن وجود ضمور في المخ، وتم تحويلي إلى مستشفى الملك فهد بالباحة، وتم حجزي بالمستشفى لمدة أسبوعين، وهناك أقر الطبيب بأني أعاني مرض يدعى «التصلب اللويحي المتعدد»، وأن الحقن أخذت تعطي نتائج عكسية وآلام مصاحبة لها مع حدوث نوبات انفلونزا ورشح ودوار، فارتأيت ضرورة الإسراع في طلب العلاج في محافظة جدة. وبينت أنها انتقلت بعد ذلك لمدينة الأمير سلطان الإنسانية، وفي تلك الفترة الحرجة كما تصفها، بدأت تشعر بعارض جديد ألم بها أفقدها القدرة على الإبصار في عينها اليسرى، موصحة أنها تتمنى أن تتعافى من مرضها وتواصل مشوارها التعليمي. يذكر أن مرض التصلب اللويحي ينشأ عن عوامل وراثية وبيئية، ووفقا لآخر دراسة نشرت في الكويت أنه لم يتم حتى تاريخه علاجا ناجعا لهذا المرض.