قامت مجموعة د. سليمان الحبيب الطبية بتوفير دواء (Fingolimod Gilenya)، وهو أول علاج معتمد للتصلب اللويحي المتعدد، يتم تناوله عن طريق الفم، ويُنصح باستعماله في الوقت الحالي للحالات التي لا تستجيب لعلاج B-Interferon؛ ما يفتح أملاً جديداً لكثير من المرضى في المستقبل. ومرض التصلب اللويحي المتعدد أحد أكثر الأمراض العصبية التي تؤثر في النظام العصبي المركزي والخلايا العصبية كلها (خلايا الدماغ والحبل الشوكي)، وهو ما ينتج منه تغير في الإحساس ومشكلات بصرية وكآبة وصعوبات في التحدث وإعياء شديد وضَعْف إدراكي واختلال في التوازن وارتفاع حرارة الجسم. وقد تسابق المتخصصون في إيجاد وسائل علاجية تقضي على هذا المرض، إلا أن تلك الوسائل كانت في معظمها مزعجة لكثير من المرضى، وهو ما حدا بهم إلى بحث سبل الاستفادة من الأدوية والمنتجات الطبية المختلفة لمواجهة هذا المرض؛ حيث وصلت الدراسات والأبحاث إلى استخدام Fingolimod لعلاج التصلب اللويحي، الذي يؤخذ عن طريق الفم، ويقلل من سلبيات الحقن بل يساهم في تحسين نمط حياة مرضى التصلب اللويحي. معتمد عالمياً هذا الدواء تم اعتماده لدى المنظمات والهيئات الدوائية المتخصصة في أمريكا وكندا وروسيا وأستراليا وأوروبا، وقد أقرته مؤخراً الهيئات الطبية المختصة في الكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة ولبنان وكذلك السعودية، وأثبتت دراسات إكلينيكية عدة فاعليته في الحد من انتكاسات المرض وإبطاء تقدّم الإعاقة الناجمة عنه، وتفوقه على بعض العقاقير الدوائية الأخرى المتوافرة حالياً. خفض نوبات المرض يعمل Fingolimod(Gilenya) بشكل واضح على خفض نوبات المرض. وقد أثبتت أبحاث متخصصة عدة قدرته العلاجية في التقليل بشكل فعال من عدد الهجمات التي يصاب بها من يعانون التصلب اللويحي، كما أن استخدامه آمن بعد الملاحظة اللازمة لنبضات القلب، إضافة إلى أن تناوله بالفم سيسهم في امتثال المرضى للخطط العلاجية؛ ما يرفع من نسب الوقاية وعلاج نوبات هذا المرض. نقلة نوعية في العلاج هذا العقار يُعد نقلة نوعية لعلاج تلك الفئة من المرضى؛ حيث يتميز بأنه أول عقار يعطَى عن طريق الفم، بخلاف الأدوية المعروفة التي تعطَى عن طريق الحقن (تحت الجلد، عضلية، وريدية). أعراض التصلب متعددة يُشار هنا إلى أن الطب لم يتوصل حتى اليوم إلى السبب المباشر لمرض التصلب اللويحي المتعدد الذي يصيب الدماغ والحبل الشوكي، ويتلف الميلانين (أو النخاعين)، وهي المادة التي تغطي وتحمي الخلايا العصبية؛ الأمر الذي يحول دون التواصل بين دماغ الإنسان وجسمه؛ ليتسبَّب في أعراض تشمل اضطرابات البصر، وضَعف العضلات، وعدم القدرة على تنسيق الحركات والتوازن، والتنميل أو الخَدَر، والإحساس بما يشبه الوخز، وقد يطول التفكير والتذكُّر. أكثر فاعلية من الأدوية الأخرى ووفقاً لدراستين نشرتهما مجلة «نيو أنغلند جورنال» الطبية بداية هذا العام فقد أثبت (Fingolimod) أنه يؤخر عملية تفاقم المرض، وأنه أكثر فاعلية في تخفيف الأعراض الانتكاسية وتقليص عدد الآفات الدماغية مقارنة بالأدوية الأخرى. انتشار المرض وهناك دراسات أجريت بالمملكة أوضحت أن نسب المصابين بالمرض تصل إلى 8 أشخاص بين كل 100 ألف شخص، وهي في تزايد مستمر، إلا أنها أقل من الدول الأوروبية والاسكندنافية؛ حيث تصل فيها النسبة إلى 50 - 100 لكل 100 ألف شخص. كما تشير الأرقام إلى أن المرض أكثر انتشاراً بين النساء من الرجال، وفي العادة يتمُّ تشخيصه بين سنّ 20 و40 عاماً.