يعاني أكثر من مليونين و500 ألف إنسان حول العالم من مرض التصلب اللويحي المتعدد، بحسب ما تشير إليه إحصاءات الاتحاد الدولي لمرض التصلب العصبي المتعدد. أما في منطقة الخليج فتشير البيانات الإحصائية المتوافرة، إلى أن عدد المصابين به يصل إلى 11 ألفاً و350 شخصاً تقريباً، إذ تتربع المملكة العربية السعودية على القمة خليجياً في انتشار هذا المرض لكونها الأكثر في عدد السكان، ومن أبرز المؤشرات التي توضح خطورة التصلب اللويحي المتعدد هو أن اكتشاف عدد المصابين به أصبح أكثر 50 مرة عمّا كانت عليه الأعداد قبل نحو 25 عاماَ وذلك يرجع لزيادة انتشار المرض أو تحسن وتطور الرعاية الصحية والتشخيصية في اكتشافه. النساء أكثر إصابة وتقدر نسبة النساء المصابات بهذا المرض بنحو 70 في المئة، والرجال 30 في المئة، ولم يعرف السبب الحقيقي وراء ارتفاع نسبة إصابة النساء بهذا المرض، ولكن يرجح بعض المختصين أن الوضع الهرموني قد يكون أحد الأسباب في ذلك ولكن هذا لم يثبت بشكل قاطع إلى الآن. استبعاد الأمراض المماثلة له في الأعراض كما أن من أبرز ما يشير إلى ضرورة التعرف على هذا المرض وطرق تشخيصه وعلاجه تتشابه مع عدد من الأمراض في الأعراض والعلامات المرضية وهو ما يزيد من ضرورة مراعاة الدقة في التشخيص واستثناء الأمراض التي تؤدي إلى تلف في المادة البيضاء وهي كثيرة وتتنوع ما بين نقص فيتامين 12 واضطرابات في الغدد الصماء والالتهابات النسيجية المناعية ونقص التروية وزيادة التخثر. أكثر تأثيراً على النظام العصبي المركزي ومرض التصلب اللويحي المتعدد أحد أكثر الأمراض العصبية التي تؤثر على النظام العصبي المركزي والخلايا العصبية كلها (خلايا الدماغ والحبل الشوكي) وهو ما ينتج عنه تغير في الإحساس ومشكلات بصرية وكآبة وصعوبات في التحدث وإعياء شديد وضعف إدراكي واختلال في التوازن وارتفاع حرارة الجسم، كما أن مرض التصلب اللويحي المتعدد بطيء التطور ويأتي بشكل نوبات متقاربة ومتباعدة ويتحسن بالعلاج. أعراض التصلب متعددة يُشار هنا إلى أن الطب لم يتوصل حتى اليوم إلى السبب المباشر لمرض التصلب اللويحي المتعدد الذي يصيب الدماغ والحبل الشوكي، ويتلف الميلانين (أو النخاعين)، وهي المادة التي تغطي وتحمي الخلايا العصبية، الأمر الذي يحول دون التواصل بين دماغ الإنسان وجسمه، ليتسبَّب في أعراض تشمل اضطرابات البصر، وضعف العضلات، وعدم القدرة على تنسيق الحركات والتوازن، والتنميل أو الخَدَر، والإحساس بما يشبه الوخز، وقد يطال التفكير والتذكُّر. وسائل تشخيصية دقيقة ويعتمد تشخيص هذا المرض على طبيعة الأعراض التي يشتكي منها المريض، والتي يتوقف تقدير قوتها ودرجتها على مهارة الطبيب وخبرته، إضافة إلى نتائج الفحوصات المخبرية في تحليل سائل النخاع، وكذلك فحص الموجات الكهربائية في الأعصاب السمعية والبصرية. الرنين المغناطيسي ذو أهمية ودقة عالية إضافة إلى تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي وهو الأكثر أهمية ودقة من جميع ما سبق في تشخيص التصلب اللويحي، إذ أنه يظهر وبدقة متناهية التغيرات التي تصيب الجهاز العصبي، والتي عادة ما تأخذ أشكالا وتوزيعا محددا وتصيب أماكن معينة من المخيخ والنخاع المستطيل والمادة البيضاء من المخ والحبل الشوكي. كذلك فإن إضافة فحص الصبغة إلى تصوير الرنين المغناطيسي يساعد على تقييم مدى نشاط المرض. المتابعة الدورية ضرورية ويحتاج المرضى المصابون بالتصلب اللويحي إلى المتابعة المتكررة بفحص الرنين المغناطيسي لمساعدة الطبيب المعالج لتحديد سرعة وطريقة تطور المرض، حيث يبذل المختصون جهوداً حثيثة في رفع معاناة المرضى والقضاء على هذا المرض، إذ أن هناك العلاج الدوائي والذي يشهد يوماً بعد يوم تطورات متلاحقة للتخفيف من النوبات والحد من الانتكاسات، وهناك بعض النصائح الطبية التي تشير إلى أهمية نوعية الغذاء وكذلك العلاج الفيزيائي لمساعدة المصابين على تقوية العضلات واستعادة نشاطهم. د. بسيم يعقوب - استشاري أمراض المخ والأعصاب - الزمالة البريطانية وزمالة الأكاديمية الأمريكية العصبية - مجموعة د. سليمان الحبيب الطبية