في الوقت الذي انتقد الكثير من اللبنانيين والمثقفين في الوطن العربي هدم المنزل التراثي الذي عاش فيه الروائي والكاتب أمين معلوف، الواقع في شارع بدارو في بيروت، ابتهج آخرون بتحويل المنزل الذي ترعرعت فيه الفنانة فيروز إلى معلما ثقافيا فنيا بعد ترميمه. «عكاظ» تجولت في منزل الفنانة القديرة فيروز والدة زياد وزوجة عاصي الرحباني، وكانت فيروز حاضرة في كل أركان وزوايا المكان، تسمع صوتها وتردد أغانيها وكأنك في تسجيل حي لإحدى حفلاتها. عندما تدخل إلى منزلها وتتأمل في جدرانه وحديقته التي تربت فيه، في منطقة شعبية بيروتية تسمى «زقاق البلاط»، حيث درست في إحدى مدارس المنطقة وزفت فيه. منزل عائلة فيروز في بيروت، سلط الضوء عليه مؤخرا في لبنان بعدما بين المسح الميداني لمنطقة زقاق البلاط التي قامت به بلدية بيروتأ ان البيت الذي ولدت وترعرعت فيه الفنانة الكبيرة فيروز لا يزال قائما مما دفع المجلس البلدي إلى إعلان المنفعة العامة على المنزل واستملاكه بهدف ترميمه وتحويله إلى معلم ثقافي وفني. رئيس بلدية بيروت عبدالمنعم العريس وفي تعليق له قال: «لقد اتخذنا قرارا في بلدية بيروت بتحويل منزل عائلة السيدة فيروز في منطقة زقاق البلاط إلى متحف فني تكريما لها ولمكانتها العالية في تاريخ لبنان». ويعود تاريخ منزل عائلة فيروز لأواخر القرن التاسع عشر، حيث أنشأت السلطات العثمانية مخافر للشرطة كانت تعرف باسم الكركول في الأحياء الرئيسية من بيروت. لكن مخفر الحرس في شارع أمين بيهم يختلف عن المخافر الأخرى لأنه لم ينشأ أصلا لهذه المهمة بل تحول إليها وكان يتألف من مجموعة من المباني التي تطل على فناء. ويتألف القسم الجنوبي من بيتين يكللهما قرميد أحمر . سكنت عائلة حداد في الطابق الأرضي من البيت الذي كان يقوم إلى جانب مكتبة لبنان، حيث كان يعمل رب العائلة مطلع الثلاثينات. وفي هذا البيت ترعرعت نهاد حداد التي عرفت فيما بعد باسم «فيروز» وعاشت حتى منتصف الخمسينات حين تزوجت من الفنان الكبير عاصي الرحباني. المنزل اليوم شبه مدمر إلا أن حجارته الموزعة في أنحائه لا تزال موجودة والعشب البري ينمو في كل مكان ويتكوم في الدار الحديد والخشب ويوجد قفص عصفور في الحديقة، لكن غرفة فيروز بجدرانها الزهرية وستائرها المنقطة لا تزال صامدة.